بات الفنّان اللّبناني (التائب) فضل شاكر، أو (الحاج) شاكر كما أضحى يلقّبه المقرّبون منه بعد أن أدّى مناسك الحجّ في الديار المقدّسة في السنة الفائتة، قريبا من (إسلاميي) لبنان والتيار السنّي بالخصوص، ليصطفّ بذلك على الخطّ الذي يواجه سياسة حزب اللّه وزعيمه الشيخ حسن نصر الله. بدا شاكر ب (لوكه) الجديد الذي ظهر به أمام النّاس منذ أسابيع قليلة، وقد أسدل لحيته بشكل عفوي دون كبير عناية أو تشذيب، كما ظهر أكثر من مرّة وهو يصلّي أو يجالس شخصيات إسلامية في لبنان أو يتحدّث إلى رموز دعوية في مصر، الأمر الذي أعاده إلى الأضواء بعد أن انحسرت عنه الشهرة في الشهور الأخيرة، خاصّة بإعلانه التطهّر من المال (الحرام) الذي كسبه من حفلات الغناء. وشوهد المطرب المعتزل كثيرا في الآونة الأخيرة وهو يرافق ويجالس الشيخ أحمد الأسير إمام مسجد (بلال بن رباح) في صيدا بلبنان وأحد أبرز القادة السنّيين الذين يواجهون حزب اللّه الشيعي وسياسته الموالية لنظام بشار الأسد، حيث سبق للأسير وأن أعلن منذ أسابيع قليلة تشكيله لكتائب المقاومة تابعة له وواصل توزيع الأسلحة على أنصاره بمساعدة فعلية من فضل شاكر. وندّد الشيخ أحمد الأسير بحضور المطرب اللّبناني ذاته بتصريحات نصر اللّه التي رأى أنها (تسعى إلى إلباس أهل السنّة صفة التكفير)، وذلك في محاولة مع حليفه السياسي ميشيل عون لتخويف المسيحيين وشدّ عصبهم لأهداف انتخابية ضيّقة وغير ذلك. وانتقد الأسير تحذيرات الزّعيم الشيعي من إمكانية جرّ الاقتتال الدائر في سوريا إلى الداخل اللّبناني، حيث تساءل: (أليس نشر السلاح بشكل مفرط وغير موزون بين أيدي النّاس في الساحات اللّبنانية من قبل حزب إيران بذريعة المقاومة والتعامل مع المجرم بشار وخطف السوريين والتحقيق معهم والسكوت عن قتل عشرات الأبرياء على الحدود اللّبنانية السورية من قبل النّظام المجرم، ألا يساعد كلّ ذلك على تهيئة الجو لجرّ الاقتتال إلى لبنان؟).