لا تزال الفتوى التي صدرت عن مكتب المرجع الشيعي اللبناني، آية الله مصباح يزدي، والتي تبيح دم اللاجئين السوريين في لبنان، لا تزال تثير زوبعة في وسائل الإعلام العربية وقد بدأ تدفق اللاجئين السوريين إلى لبنان يثير قلقا لدى أوساط حزب الله، فهذه المنظمة باتت تخشى من ازدياد حدة الانتقادات التي توجه إليها بسبب تأييدها المعلن لنظام بشار الأسد وتقديم المساعدة لهذا النظام بالقوى البشرية وتدريب جنوده على القتال في الأماكن المأهولة ونقل الأسلحة والعتاد إليه. وقد نقلت وسائل الإعلام اللبنانية مؤخرا، نص فتوى صدرت عن مكتب المرجع الشيعي اللبناني آية الله مصباح يزدي، قال فيها: "ردا على سؤالكم بشأن المرتزقة الذين أرسلتهم إلى سوريا جهات تتظاهر بانتمائها إلى الإسلام، نقول أن هذه الجهات والجماعات ما هي في الواقع إلا خوارج عصرنا.. إن الشرع الشريف يفرض على المؤمنين ألا ينتظروا قيام الحاكم بتوقيع حد الله على هذه الحفنة المارقة، بل يبادروا بأنفسهم فيقتلوهم.. عندما تواجهون أحد هؤلاء العصاة وتعلمون علم اليقين أنه ممن ارتكب أعمال القتل أو السلب والنهب أو الاعتداء على حرمات نساء المسلمين، فعليكم بالشروع في قتله.. أما بخصوص احتمال إصابة الأبرياء أثناء مهاجمتكم لهؤلاء القتلة، فإن هذا يدخل في عداد القتل الخطأ أو شبه العمد. والله تعالى سيغفر لكم ذلك لأنكم لم تقصدوا إصابة من كان في جوار أولئك المجرمين العتاة والله من وراء القصد". وقد أثار نشر نص هذه الفتوى زوبعة إعلامية في لبنان ودول عربية أخرى، مما حدا بمصباح يزدي إلى نفي أن يكون قد أصدرها، وبدوره قضى عالم شيعي أخر هو الشيخ علي الأمين، الذي لا يعتبر من المحسوبين على حزب الله، ببطلان هذه الفتوى، ورغم نفى آية الله مصباح يزدي، إصدار الفتوى واصلت وسائل الإعلام العربية مناقشة مفعولها مستأنسة بآراء علماء شيعة أخرين . وفي هذا السياق، قالت وسائل إعلام عربية أن حزب الله يبذل جهودا كبيرة لمنع دخول اللاجئين السوريين إلى لبنان، باعتبار أن عددا كبيرا منهم ينتمي إلى أوساط المعارضة السورية.