اتّهم لاجئو مدينة تمبكتو المالية القوات الحكومية بممارسة التطهير العرقي ضد العرب والطوارق. وذكر أحد اللاّجئين الماليين ويدعى محمد ولد خدامين أن قوات الحكومة المالية تمارس التمييز ضد مجموعات عرقية في البلاد وتخرج العرب والطوارق من بيوتهم وتصادر أملاكهم، مشيرًا إلى أن ما يحدث في مالي ليس حربًا لكنه تطهيرٌ عرقي بحق العرب والطوارق. قال ولد خدامين إن المقاتلات الفرنسية تقصف مناطقَ واسعة بحجّة وجود مقاتلين من حركة أنصار الدين وتستهدف محطات البترول والأماكن التي يؤمِّن السكان منها احتياجاتهم اليومية، لافتًا إلى أن الوضع كان أقلّ سوءًا خلال الأشهر التسعة الماضية عندما كانت المجموعات المسلّحة تسيطر على المنطقة. وأضاف ولد خدامين أن الجيش المالي يستخدم بعض المجموعات العرقية مثل (بامبارا) و(سونغاي) التي تعيش شمال البلاد كميليشيات، متّهمًا إيّاها بتلفيق ادّعاءات حول مساعدة العرب للمجموعات المسلّحة، الأمر الذي أدّى إلى اعتقال بعض منهم. وقالت وكالة الأناضول إنها التقت حسن آغ حسينو وهو لاجئ من تمبكتو، حيث روى معاناتهم أثناء رحلة اللّجوء إلى موريتانيا وكيف حلّقت المقاتلات الفرنسية على علوٍّ منخفض فوق سيّارتهم أثناء فرارهم من المنطقة ظنًّا منها أنهم من المسلّحين، حيث اضطرّوا لاحقًا إلى الترجّل من السيّارة والرّكض بعيدًا إلى أن حلقت الطائرة مبتعدة عنهم. وبيّن حسينو أنهم تركوا منازلهم خوفًا على أرواحهم بعدما تناهى إلى مسامعهم خبر إعدام عدد من أقاربهم، مشيرًا إلى أن غالبية العرب والطوارق تركوا المنطقة. من جانبه، أفاد أحد النّازحين الماليين بأن القوات الحكومية أقدمت على تصفية 15 شخصًا بمدينة تمبكتو بعد أن اعتقلتهم. وذكر النازح المالي ويدعى عبد ولد النّاجم لوكالة الأناضول للأنباء أن الأشخاص الذين قتلوا كانوا من بين 10 أشخاص تم إيقافهم من قبل الجيش المالي بمساعدة السكان المحليين السود، وكانوا آخر من بقي بالمدينة من العرب والطوارق. وأضاف الناجم: (تأكّدنا من مصدر محلي موثوق من مقتل 15 شخصًا، ولا زلنا نجهل مصير البقية)، مضيفًا أن (من بين القتلى محمد الأمين ولد حامودي، مدير مدرسة النور المبين لتدريس اللغة العربية، ومحمد ولد التجاني، مالك محطة للبنزين بالمدينة)، دون أن يشير إلى تاريخ مقتلهم. يذكر أن عدد اللاّجئين الفارين من العمليات العسكرية شمال البلاد نحو الحدود الموريتانية تجاوز 60 ألف شخص، ووصل المخيّمات التي أقيمت على الحدود خلال 20 يومًا الماضية 15 ألف شخص.