ضحاياها من الفتيات بوجه خاص هواتف "خطيرة" بين أيدي المراهقين تنتشر بين المراهقين أساليب تعامل غير مقبولة، نتجت عن التطور التكنولوجي السريع الذي يشهدونه في حياتهم اليومية، حيث أنهم يوجهونه إلى الوجهة السلبية، بدلا من استثماره استثمارا مفيدا، وآخر صيحات التدهور السلوكي بين هؤلاء المراهقين إطلاق شركات الهاتف والأنترنت برامج (ذكية) على هواتف الجيل الجديد، يستطيع الشخص بواسطتها أن يصور مشهدا ويرسله في اللحظة نفسها إلى أكثر من صديق، وبالتالي يشاهدونه مباشرة. هذا النوع من البرامج أتاح للعديد من المراهقين أن يصوروا زميلاتهم أو أشخاصا آخرين، ويجعلوا أصدقاءهم يتفرجون عليها وقت حدوثها مباشرة، ما يعتبر انتهاكا لحرية الأشخاص، وتشهيرا بخصوصياتهم. إنها جرائم صغيرة لم ينتبه إليها القانون، ولم يصنفها في أي تصنيف، ومازالت تندرج ضمن التصرفات الشخصية بالممتلكات، في حين أن الضحايا، وخاصة من الفتيات، يتضررون اجتماعيا بشدة. أحد ممتلكي هذه الهواتف الجديدة قال إنها هواتف مستوردة، ولم تنتشر بعد في الجزائر، يجلبها عادة الأشخاص الذين يسافرون إلى الخارج، وبها برامج تصوير عالية الجودة، وبها خيارات (ذكية)، تجعل من الهواتف العادية المتداولة مجرد آلات يدوية. ويضيف قائلا عن تلك التقنيات التصويرية إنها برامج (شبكات اجتماعية) تساعد الشخص على متابعة وتسجيل آخر الأخبار عبر الفيديو ويتيح للشخص أن يصور الموقف أو المنظر ويرسله فوريا إلى عدد من الأصدقاء ليتمكنوا من مشاهدته وقت وقوعه، وباختصار: هو برنامج يجعل الأشخاص على صلة فورية بأي شيء يقاسمه معهم شخصٌ آخر). ويرى (محمد) من تيليملي أن التكنولوجيا الذكية قد تكون خطرة جدا على المراهقين، خصوصا وأننا نعيش في مجتمع يتلصص على الآخرين، ويدقق في خصوصياتهم، ويبحث عن أخطائهم، وهو ما يمكن بعض ضعاف النفوس من نشر الفضائح وهتك الخصوصيات بصورة مرئية فورية وبمنتهى السهولة أيضاً. وترى (ل. ل) من المنطقة نفسها أنها صارت تخاف على ابنتها من هذا الكم المتلاحق من أساليب التواصل الاجتماعي والتصوير الفوري، ففضلا عن إهمال الدراسة والانشغال الدائم بهاتفها النقال، فإنها تخشى على ابنتها من أن يحدث لها أمر من هذا القبيل، ويضطرها إلى التنازل للشخص الذي قد يبتزها وما إلى ذلك. ويقول محمد إن التكنولوجيا ليست مسؤولة عن ميولنا الشريرة، لأن مثل تلك الحوادث أو (الجرائم الصغيرة غير المعاقب عليها) سببها بالدرجة الأولى ضعف الوازع الديني لدى البعض الذين همهم تتبع عورات الناس، خاصة بين الشباب تجاه الفتيات، وأيضا قلة الرقابة، والثقة المفرطة في الأبناء، وأيضا صعوبة تعيين الجاني تقنيا مع عدم وجود كوادر مؤهلة لمتابعة الأنظمة المعلوماتية. وفي انتظار إنشاء هيأة تهتم بمكافحة جرائم المعلوماتية للحد من تلك الجرائم وتحديد العقوبات اللائقة بكل إساءة لاستخدام الهواتف النقالة المزودة بكاميرا، بقصد التشهير أو إلحاق الضرر بالآخرين، ترى السيدة (ل.ل) أن التربية الصحيحة هي الأساس، التي تبدأ من الأسرة، ثم المدرسة ثم المجتمع، وتقول: (من الصعوبة أن تراقب كل إساءة في خضم هذا الكم من الآلات الحديثة، أن التربية على عدم التلصص على الآخرين ونشر خصوصياتهم هو الحل الأمثل، لكنني أعترف أننا مجتمع فضولي، وخصوصيات الآخرين جزء من انشغالاتنا اليومية، لذلك سيكون الأمر صعبا إلى حد كبير).