جيل يهتم بالتكنولوجيا بدل الدراسة أطفال يحلمون بهواتف نقالة من آخر طراز هوس الهواتف النقالة الفاخرة أو الراقية انتقلت عدواه إلى الأطفال الصغار الذين يدرسون في مرحلة الابتدائي من دون أن ننسى مرحلة المتوسط، بحيث بتنا مجتمعا مدمنا على الهواتف النقالة بسبب الاهتمام البالغ من مختلف الشرائح الاجتماعية أطفالا شبانا وشيوخا بتلك الوسيلة المستحدثة التي غمرت كامل البيوت الجزائرية، وصار تعداد الهواتف النقالة مساويا لتعداد أفراد الأسرة الواحدة، ولم يستثن من امتلاك تلك الوسيلة التكنولوجية حتى الأطفال الذين باتوا شغوفين بامتلاك الهواتف النقالة ويختارون الهواتف الراقية بدل العادية التي لا يمانع على امتلاكها حتى الكبار مادام أنها تفي بغرضها في ربط المكالمات والتحدث. لكن نجد الصغار يرفضون الهواتف العادية أو كما يطلقون عليها (الحطبة) بل يحلمون بامتلاك هواتف ملحقة بكاميرات وعدة ملحقات أخرى يستعملونها في اللعب، ولا تقنعهم تلك الهواتف البسيطة، بل ويلزمون أولياءهم على تزويدهم بهواتف من آخر طراز من أجل التباهي بها أمام الزملاء، ونجدهم يجيدون استعمالها على الرغم من التعقيدات التي قد لا يفلح في فكها حتى الكبار، فهم بالفعل أطفال من جيل الهاتف النقال، بحيث بات بعضهم يهتم بامتلاك هواتف من آخر طراز بدل اهتمامه بدراسته خصوصا تلك الملحقة بكاميرات، ومنهم حتى من أضحى يستعملها استعمالا سلبيا يساهم في انحراف سلوكاته وفي انشغاله ولهوه عن آداء وظائفه المدرسية. وهو ما أكده لنا بعض الأولياء الذين كان لنا معهم حديث ووجدنا أن منهم حتى من يرفض أن يمتلك ابنه أو ابنته لتلك الوسيلة التي أضحت مدمّرة في الوقت الحالي، منهم السيدة نصرية التي قالت إن ابنها البالغ من العمر 13 سنة والدارس بالمتوسطة مهووس بالهواتف النقالة الراقية ولا تعجبه الهواتف البسيطة ويطالبها دوما باقتناء هاتف نقال من آخر طراز إلا أنها رفضت، خاصة وأنه سوف يلهيه عن دراسته وقالت إن بعض الأسر شجعت الظاهرة وراحت تزود أبناءها بهواتف فاخرة متعددة التنظيمات ومجهزة تجهيزا راقيا مما أدى إلى حدوث نوع من المقارنة بين الأطفال الصغار. أما سيدة أخرى فقالت إنها تمتنع عن امتلاك أبنائها لهواتف نقالة، ورأت أنها رأس المشكل الذي من شأنه أن ينسيهم دراستهم ويلهيهم عن واجباتهم ويساهم حتى في انحراف سلوكاتهم لما أضحت تفرضه الهواتف الملحقة بنظام الكاميرا والتي تسهل تبادل بعض الفيديوهات الإباحية بين المراهقين، لتضيف أنها تحتار لبعض الأسر التي تقتني لأبنائها هواتف من آخر طراز حتى وهم في مرحلة الابتدائي وتساهم في فساد طباعهم. ارتأينا أن نقترب من الأطفال كونهم المعنيين فتحدثنا إلى لينة طفلة في العاشرة من العمر، قالت إنها لا تمتلك هاتفا نقالا إلا أنها تطمح لشراء هاتف من نوع كاميرا بعد اجتياز شهادة التعليم الابتدائي ودخولها إلى المتوسطة بهاتف من النوع الرفيع، وعن قبول أوليائها للفكرة قالت إن أمها تمانع إلا أنها ستلح عليها لشراء هاتف نقال كهدية بعد النجاح. أما رامي 13 سنة فقال إنه يملك هاتفا عاديا إلا أنه سوف يعمل خلال العطلة الصيفية بغية اقتناء هاتف من نوع (آي فون) من آخر طراز للتباهي به أمام زملائه واللهو بتنظيماته المتعددة والراقية، خصوصا وأن أسرته امتنعت عن تزويده بالهاتف الذي لطالما حلم بكسبه.