نظراً لفوائدها التسويقية الكثيرة المواقع الإلكترونية التجارية تنتعش بالجزائر بدأ الترويج للنشاط التجاري عبر المواقع الإلكترونية ينتعش بالجزائر خلال الآونة الأخيرة نظرا للإقبال الكبير الذي ميزته، حيث كان في الوقت الماضي الإقبال عليها جد محتشم لعدم وجود مواقع متخصصة لهذا الغرض والمتخصصة بالترويج لمختلف السلع سواء كانت استهلاكية أو صناعية، وبالرغم من أن نسبة 70 بالمائة من التجار لا يتعاملون مع الموقع الإلكتروني منها (واد كنيس) إلا أنه استطاع أن يفرض مكانته. وللتعرُّف على مدى إقبال المواطنين على هذه المواقع قمنا بالاقتراب من البعض منهم لمعرفة آرائهم حول الموضوع خاصة بعد الثورة الحقيقية التي شهدها موقع (واد كنيس) الذي يمثل سوقا تجاريا إلكترونيا موجهاً للمواطنين من مختلف الشرائح الاجتماعية، حيث يعرض مختلف السلع التي قد لا تخطر ببال إنسان فجميع الأفكار الإبداعية اجتمعت للتنافس والعرض. وكالعادة فقد كانت الفئة الشبابية السباقة للترويج لأفكارها الفتية التي تحتاج إلى دعم لكي ترى النور، وللإشارة فإن هذا الموقع يعتبر امتداداً للنشاط التسويقي لسوق (واد كنيس) بالعناصر الجزائر العاصمة، حيث يوفر الموقع إمكانية عرض أي شيء لبيعه بشكل مجاني ويحتوي على مجموعة كبيرة من التصنيفات على غرار قسم المركبات وقطع الغيار والعقارات إضافة إلى كراء وبيع السكنات وقطع الأراضي، إلى جانب تصنيفات أخرى خاصة الإعلام الآلي والهواتف النقالة وكذا التجهيزات الرياضية وكل ما يمسُّ بالتكنولوجيا الحديثة من آلات تساعد على تسهيل حياة المواطن. في هذا الشأن التقينا ب(عادل)، وهو شاب طموح، 26 سنة، متخرج حديثا من جامعة الجزائر حيث أفادنا برأيه في الموضوع باعتباره من الرواد الأوفياء والمتصفحين الدائمين للموقع خاصة وأنه مولع بكل ما يتعلق بالسيارات من عمليات البيع والشراء وأهم العروض المقدمة من قبل الزبائن المهتمين مثله حيث يتم تبادل الأرقام والبريد الإلكتروني ليتم الاتفاق على شروط البيع والشراء إذا تمت الموافقة على العرض. في السياق ذاته أقرَّ الناطق الرسمي للاتحاد العام للتجار والحرفيين الحاج محمد الطاهر بولنوار بأن التجارة الإلكترونية أصبحت ذات صيت بعد أن فرضت نفسَها واستحوذت على مكان لها حتى وإن لم تعرف اتساعا كبيرا يهدد الأسواق التقليدية إلا أن النسبة تعرف تزايدا من قبل المواطنين الذين يبحثون على الدوام عن الجديد وما يشبع رغباتهم التي لا تنتهي، حيث تعرف الأسعار بأنها في متناول الجميع، لكن بالرغم من الفوائد الكبيرة التي تميز هذا النوع من التجارة الإلكترونية التي سهلت من عملية التنقل والعناء بحثا عن الجديد في الأسواق، وبالرغم من الإقبال عليها إلا أنه تبقى نسبة ما يقارب 70 بالمائة من التجار لا يستعملون الوسائل الإلكترونية في تعاملاتهم التجارية ولا يزالوا يعتمدون على الطرق التقليدية. في ذات الشأن أضاف السيد بولنوار أن مثل هذه المواقع الإلكترونية التجارية تساهم في تقريب التجار من بعضهم البعض، كما يسمح موقع (واد كنيس) على سبيل المثال لا الحصر للجميع بوضع مواصفات السلعة التي يريدون بيعها لعلهم يعثرون على زبون يدفع مالاً أكثر، أي أنهم يتبعون سياسة البيع بالمزاد حتى يكسبوا ثمنا إضافيا، كما أنه موقع مهم للبحث في آخر العروض الجديدة والمتوفرة التي تلبي متطلبات وأذواق المواطنين، بالإضافة إلى الإعلانات وعروض العمل. لكن بالرغم من الإيجابيات التي يقدمها هذا الموقع، إلا أنه لا يخلو من السلبيات أو العيوب التي تتميز بها التجارة العادية التي تتم في الأسواق منها التجاوزات التي تحدث بنفس الموقع كالسرقة لأن التجار الذين يتحكمون في هذا الموقع لا يمتلكون سجلات تجارية مسجلة على مستوى الموقع وفي الكثير من الأحيان ليس لديهم سجلات أصلا، وأفضل حل هو تقنين هذه المواقع الإلكترونية وضبطها وإخضاعها للرقابة لتكون آمنة عند الاستعمال حسب ما أكده السيد بولنوار الذي أبدى تخوفه من تحول مثل هذه المواقع الإلكترونية إلى مواقع خطيرة لأنها لا تعتمد على قوانين تضبطها بحكم أنها مواقع حديثة النشأة مما يعني إمكانية ظهور تجارة إلكترونية موازية وهي أكثر خطورة بكثير من التجارة الموازية. وتبقى هذه المواقع ملاذ المواطنين، حيث أزالت عنهم الهم الكبير مع رحلة البحث عن جديد السلع بالأسواق وبأسعار معقولة مقارنة بسعر السلع الجديدة التي تباع في المحلات.