يشعر بأن الجامعة العربية قوّضت جهوده الإبراهيمي: "لم أقدِّم استقالتي لكنني أفكِّر فيها يوميا" نفى الأخضر الإبراهيمي المبعوث المشترك للأمم المتّحدة والجامعة العربية بشأن الأزمة السورية ما تردّد من إشاعات بشأن استقالته لشعوره بخيبة الأمل اتجاه تقاعس الجامعة العربية ومجلس الأمن الدولي قائلا إنه يفكّر يوميا في ترك منصبه. قال الإبراهيمي للصحفيين: (لم أستقل، لكن عندما أستيقظ كلّ يوم أفكّر في ضرورة استقالتي، ربما أستقيل يوما ما). ونفى الإبراهيمي أيضا ما ورد من تقارير تفيد بموافقته على البقاء في منصبه لمدّة ثلاثة أشهر أخرى. وقال دبلوماسيون يوم الثلاثاء الماضي إن الإبراهيمي يأمل في تغيير مسمّى منصبه وسيطا للسلام في سوريا ليصبح مبعوثا للأمم المتّحدة دون أيّ صلة رسمية تربطه بالجامعة العربية. وقال مبعوثون إن السبب وراء رغبة الإبراهيمي في النّأي بنفسه عن الجامعة العربية هو قرارها الشهر الماضي الاعتراف بالمعارضة السورية في خطوة يشعر بأنها قوَّضت دوره كوسيط محايد مشترك للأمم المتحدة والجامعة. وراجت إشاعاتٌ منذ أشهر بأن الإبراهيمي مستعدّ للاستقالة لشعوره بالإحباط إزاء فشل الولايات المتّحدة وروسيا في تجاوز خلافاتهما بشأن سوريا. وجعلت هذه الخلافات مجلس الأمن الدولي أمام طريق مسدود وعاجزا عن اتّخاذ إجراء جادّ بشأن سوريا بسبب حق النقض (الفيتو) الذي تتمتّع به واشنطن وروسيا العضوان الدائمان في المجلس. ولم يُخفِ الإبراهيمي شعورَه بالإحباط، وقال: (لم أتوصّل إلى شيء مع السوريين، أحرزنا مع مجلس الأمن الدولي والأمريكيين والرّوس بعض التقدّم لكنه ما يزال ضئيلا، وأنا سعيد جدّا لأن الأمريكيين والرّوس يتحدّثون مع بعضهم). وعقد الإبراهيمي، وهو دبلوماسي جزائري محنّك، اجتماعا مغلقا مع مجلس الأمن الجمعة، وقال دبلوماسيون حضروا الاجتماع إن المبعوث الدولي قدّم تقييما قاتما جديدا للوضع في سوريا. ونقل أحدُ الدبلوماسيين عن الإبراهيمي قوله للمجلس الذي يضمّ 15 دولة: (أعتذر للشعب السوري لعدم تقديمي شيئا يذكر له في الأشهر الثمانية الماضية، وأعتذر لأعضاء المجلس لأنني لم أعرض عليهم سوى أنباء سيّئة). وتقول الأمم المتّحدة إن أكثر من 70 ألف شخص لقوا حتفهم في الصراع السوري الذي يقاتل فيه المعارضون للإطاحة بالرئيس بشار الأسد. وتقول جماعات معنية بمراقبة الوضع في سوريا إن هناك أيّاما كثيرة تصل فيها حصيلة القتلى إلى نحو 200 قتيل يوميا. وفرّ ما يزيد على مليون لاجئ من البلاد، ويقول الهلال الأحمر السوري إن حوالي أربعة ملايين شخص نزحوا داخليا.