عرضة للتحرشات والاغتصاب بشكل يومي متشردات ب"درجة" أمهات عازبات! فئة المتشردات هي واحدة من الفئات التي أدت إلى تضخيم إحصائيات الطفولة المسعفة بالوطن وأضحت تساهم ب 50 بالمائة من المواليد الجدد خارج إطار الزواج حسب ما كشفته إحصائيات حديثة، بعد أن صارت المتشردات مستهدفات من طرف الكل بعد أن احتضنتهن الأرصفة والمساحات العامة، وفي ظل الانحلال الخلقي الذي انتشر في مجتمعنا بشكل ملفت للانتباه لم تعد تسلم حتى تلك الفئات المستضعفة من التحرشات الجنسية والمساومات عبر الشوارع برغبة من بعضهن أحيانا، وبصفة جبرية أحيانا أخرى بعد اغتنام سذاجتهن، لأجل إشباع نزوات البعض واستغفالهن ثم الفرار بعيدا. نسيمة خباجة لم تعد شوارع العاصمة توفر الأمن للنساء المتشردات، بعد أن صرن مستهدفات من طرف المنحرفين ومدمني المخدرات الذين لا غرض لهم سوى إشباع نزواتهم حتى ولو كان ذلك عن طريق ربط علاقة غير شرعية مع متشردة توجد في حالة كارثية على مستوى الشوارع، فالمجتمع لم يوفر الحماية لهؤلاء الفئات، وبعد حياة الضياع التي يقاسمنها فيما بينهن أضحت آفة التحرشات آفة حقيقية أخرى تهددهن على مستوى الشوارع. وكانت العديد منهن ضحية للاغتصاب الذي نجم عنه بعد أيام قلائل حمل غير شرعي، وهي الطامة الكبرى التي من شأنها أن تفرز ظاهرة الأطفال غير الشرعيين كظاهرة سلبية تعرف تناميا خطيرا في السنوات الأخيرة، وقد وصل عدد الأطفال غير الشرعيين في أواخر سنة 2012 حدود 45 ألف طفل يولدون سنويا خارج إطار الزواج وهو ارتفاع مقلق، وتساهم فئة المتشردات وحتى المعتوهات عبر الشوارع في تضخم تلك الإحصائيات بعد تعرضهن لشتى أنواع العنف والاغتصاب من طرف البعض واستغلال أوضاعهن وظروفهن المزرية، وكذا استعصاء مطالبتهن بحقوقهن في ظل الحالة الكارثية التي يتكبدونها بأرصفة الشوارع مما جعلهن لقمة سائغة بيد البعض بغية فعل ما يشاءون دون حساب أو عقاب مادام أن التعدي كان ضد فئة مستضعفة وهشة ليست بيدها حيلة للدفاع عن نفسها. ذلك ما تعانيه أغلب المتشردات في ظل غياب قوانين حامية لهن، بحيث بتن (لا حدث) في الحياة الاجتماعية، وغابت الأصوات التي تنادي بحمايتهن وصرن عرضة لنهش الكلاب في الشارع فيكن ضحية بالدرجة الأولى ويخلفن ضحايا آخرين وهم الأطفال غير الشرعيين الناجمين عن تلك العلاقات العشوائية والمحرمة والتي لم تسلم منها حتى المشردات والمختلات عقليا. وهن على الرغم من ذلك يصممن على حماية فلذات أكبادهن ونجدهن السند الحامي لهم على مستوى الشوارع، يقتسمن الحاويات الكارتونية معهم تحت الأقواس وبالأقبية، بحيث بصمن على عدم الاستغناء عن فلذات أكبادهن، ما وضحته إحداهن التي التقيناها بحديقة صوفيا، كان الكلام معها في أول الأمر صعبا جدا إلا أنها في الأخير رضخت وراحت تسرد مأساتها، إذ قالت أنها غُدرت من طرف أحدهم بعد أن تقرب منها على مستوى الشارع وراح يعدها بانتشالها من حياة البؤس والضياع والزواج بها وما كانت تلك إلا أكذوبة كان يذيعها على مسامعها في كل مرة ليغدر بها، وبالفعل وقعت في الخطيئة وهي اليوم أم لطفل وفر ذلك المخادع من دون رجعة، وكانت تضم ولدها بقوة وكأنها تتخوف من سلبها إياه أو على حد قولها (أرضى أن تسلب مني عيناي إلا ولدي). تلك العينة الحية هي نقطة من بحر في ظل المعاناة التي تتكبدها القاطنات بالشارع الذي بات يضم نسوة من مختلف الأعمار دفعت بهن ظروفهن المزرية إلى ذلك المآل فاصطدمن بظروف أمر، وبوحوش متربصة بهن على مستوى الشوارع التي لا ترحم والويل كل الويل لمن وقع في أحضانها.