أيدت المحكمة العليا الروسية نهاية الأسبوع حكما من محكمة أدنى يحظر ارتداء الحجاب بإقليم ستافروبول في شمال القوقاز الروسي. وتجاهل قضاة المحكمة شكوى مجموعة من الآباء بالإقليم من أن حظر ارتداء الحجاب في مدارس الدولة ينتهك الحقوق الدستورية للفتيات في ممارسة حرية العقيدة. وقضى الحكم السابق بأنه يحق للدولة أن تطالب بملبس (ذات صبغة علمانية) لضمان (حقوق متساوية) لجميع الأطياف. وكانت مديرة مدرسة في قرية بمنطقة ستافروبول (جنوب غرب) قد منعت خمس تلميذات من دخول المدرسة إذا لم يخلعن الحجاب، مبررة قرارها بأن نظام المدرسة يمنع ارتداء الرموز الدينية. وأثار هذا القرار سجالا في روسيا التي يناهز عدد مسلميها عشرين مليونا يتركز القسم الأكبر منهم في مناطق مسلمة تاريخيا مثل شمال القوقاز وتتارستان. ورفع ذوو التلميذات الخمس شكوى أمام النيابة العامة المحلية احتجاجا على قرار مديرة المدرسة، فيما أعلن موفد الكرملين لحقوق الطفل بافيل إستاخوف أن هذا القرار (غير قانوني). يشار إلى أن ارتداء الحجاب مقبول، بل يلقى تشجيعا في بعض المدارس بأقاليم ذات أغلبية مسملة مثل الشيشان وتتارستان، لكن السلطات في بعض الأقاليم ذات الأغلبية المسيحية تسعى إلى حظره قانونيا. وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد امتنع في وقت سابق عن اتخاذ موقف حاسم من مسألة منع أو إجازة ارتداء الحجاب في المدارس. وقال بوتين -حسب ما نقلته عنه وكالات الأنباء الروسية- (يجب دوما التصرف باحترام كبير للمشاعر الدينية للناس). وأضاف (نحن لدينا دولة علمانية، وعلينا أن نرتكز على هذا الأساس تحديدا). وقال بوتين (علينا أن نرى كيف يحل جيراننا هذه المسألة في الدول الأوروبية)، مشددا على (وجوب اتخاذ إجراءات بهدوء تجنبا لإهانة أحد). ولكن الرئيس الروسي أكد -في الوقت عينه- وجوب (التفكير في اعتماد لباس (مدرسي) موحد على الصعيد الإقليمي أو حتى البلدي)، وذلك ليشعر الجميع بأنهم (متساوون). وقد فسر كثير من وسائل الإعلام تصريحات بوتين بأنها موقف مؤيد لمنع ارتداء الحجاب.