ناشد سكان مدينة المسيلة التي يقطن بها أزيد من 250 ألف نسمة، وزير الموارد المائية التدخل وبرمجة زيارة عاجلة إلى عاصمة الحضنة لكي يقف بنفسه على أزمة العطش التي تضرب غالبية أحياء المدينة عقب إنخفاض منسوب المياه الجوفية خلال السنوات الفارطة بسبب التسليم العشوائي لرخص حفر الآبار في عهد الولاة السابقين. ونجم عن ذلك انخفاض كبير في تلك المياه خاصة في ظل قلة تساقط الأمطار، وهو ما كان له الأثر الكبير على السكان الذين قام عدد من القاطنين بحي الزهر (المنكوبين) بغلق الطريق المجاورة لإقامة والي الولاية وكذا خروج العشرات من سكان حي 56 مسكنا مباشرة بعد الإفطار وأغلقوا الطريق الرئيسية بالقرب من المجموعة الإقليمة للدرك الوطني وعلى بعد أمتار من مقر مديرية أمن الولاية وأشعلوا النيران في العجلات المطاطية إحتجاجا على مشكلة توزيع المياه وهو ما إستدعى تدخل قوات الأمن التي طوقت المكان. وقد طالب السكان بتوفير مياه الشرب وضرورة التوزيع العادل لهذه المادة الحيوية وإلزام مسؤولي المؤسسة الجزائرية للمياه بتوقيف تموين أصحاب الحمامات والمرشات ومحطة غسل المركبات التي تقع معهم في نفس خط توزيع المياه وذلك إستجابة للأمر الذي أصدره خلال الأيام الفارطة المسؤول الأول بالولاية، والذي ينص على الغلق الإستثنائي للحمامات والمرشات ومحطات غسل المركبات خلال شهري جويلية وأوت وذلك كإحدى الحلول لمواجة نقص مياه الشرب، كما وجه هؤلاء أصابع الاتهام للقائمين على مركز توزيع المياه الذين لم يلتزموا بتطبيق قرار الوالي فيما يخص وقف تزويد هذه المرافق الخاصة بالمياه الصالحة للشرب وإعطاء الأولوية للسكان، حيث لا تزال أغلب الحمامات والمحطات تعمل إلى حد الآن وتتزود عن طريق شبكة المياه. كما أضاف آخرون إلتقينا بهم خلال الحركة الإحتجاجية التي قاموا بها ليلة أول أمس، بأنهم لم يفهموا إلى حد الآن سر بقاء مسؤولي الوزارة مكتوفي الأيادي وعدم تدخل المسؤول الأول على القطاع ممثلا في الوزير محمد نسيب لكي ينفذ الوعود التي سبق وأن أطلقها خلال الزيارة التي قام بها للولاية شهري فيفري وجوان، أين وعد بتموين مدينة المسيلة بالمياه الصالحة للشرب إنطلاقا من سد كدية أسردون بولاية البويرة، خصوصا بعد إكتمال ربط كل من مدينتي سيدي عيسى وعين الحجل من السد المذكور، فضلا عن برنامج آخر لم ينطلق لتموين ولايات الهضاب العليا بما فيها ولاية المسيلة انطلاقا من الصحراء، مضيفين بأن الوزير أعلن خلال زيارته في وقت سابق لعدد من الولايات عن برامج إستعجالية لتوفير المياه بها، بإستثناء عاصمة ولاية المسيلة التي يضرب حاليا العطش وتوجد بها أحياء لا تزور المياه حنفياتها لأيام وهو ما أدى بسكانها إلى مطالبة الوزير للتدخل العاجل وبرمجة زيارة في أقرب وقت بالتزامن مع خروجهم للشارع لقطع الطرقات وإشعال النيران في العجلات المطاطية من أجل إيصال صوتهم للسلطات المحلية التي سبق لها وأن إعترفت على لسان والي الولاية بنقص المياه وإتخذت على ضوئها عدة إجراءات من أجل توفير المياه خلال فصل الصيف الذي يكثر فيه الطلب على هذه المادة الحيوية.