بعد اعتقال المرشد العام للجماعية "الإخوان" يعودون إلى السرّية! سادت حالة من الارتباك داخل صفوف جماعة الإخوان المسلمين في مصر عقب القبض على الدكتور محمد بديع، المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، فيما تواصل عدد من أعضاء مكتب الإرشاد معلنين اختيار الدكتور محمود عزت مرشدًا عامّا مؤقّتا طبقا لنص اللاّئحة الداخلية للجماعة. نقلت صحيفة المصريون عن مصادر في جماعة الإخوان أنه إثر الإعلان عن القبض على المرشد العام تواصل أعضاء مكتب الإرشاد الذين ما زالوا أحرارًا، وهم الدكتور محمود عزت، نائب المرشد، والدكتور محمود غزلان، المتحدث باسم الجماعة، والدكتور محمود حسين الأمين العام للجماعة، ومحمد طه وهدان، مسؤول ملف التربية، داخل الجماعة، وعبد الرحمن البر مفتي الجماعة، ونتج عنه اختيار عزت مرشدًا عامًّا مؤقّتًا. وأكّدت المصادر أن جماعة الإخوان في مصر ستعمل خلال المرحلة المقبلة على رفع الروح المعنوية لشبابها بعد الاضطهاد والملاحقات الأمنية التي تعرضوا لها واعتقال المئات من القيادات من خلال عقد جلسات استماع وبث مبادئ النصر أو الشهادة في نفوسهم وعودة العمل بالأساليب السرّية التي كانت تسير عليها الجماعة قبل الثورة، بالإضافة إلى استمرار المسيرات الرافضة للانقلاب العسكري والتجهيز لخطوات تصعيدية ومحاولة ضم شباب الحركات الثورية إلى الفعاليات، فضلاً عن التحرّكات الخارجية للضغط على النّظام. وأكّد أحمد عارف، المتحدّث باسم جماعة الإخوان المسلمين عقب القبض على المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين في الساعات الأولى من صباح الثلاثاء، استمرارهم في التظاهرات السلمية لحين إسقاط الإنقلاب على حد وصفهم. وأكّد محمد شلوف، القيادي الإخواني وعضو مجلس الشورى المنحلّ، أن القبض على الدكتور محمد بديع لن يؤثر على الثورة ضد حكم العسكر أو على عزيمة شباب الإخوان وقادتهم، مشيرًا إلى أن شباب الإخوان وقادتهم تربوا منذ عقود تحت سياسات الاضطهاد والذل لا تمثل شيئًا جديدًا عليهم، متهمًا النظام الحالي ب (الغباء) لاعتقادهم خطأ أن القبض على محمد بديع أو غيره من القيادات سيخمد الثورة ضدهم والتي يشارك فيها كل المصريين وليس فقط جماعة الإخوان أو التحالف الوطني والذي لا يتعدى دورهم مجرد التنظيم لأماكن التظاهرات. يُذكر أن اللاّئحة الداخلية لجماعة الإخوان المسلمين تنص في مادتها الرابعة على أنه حال غياب المرشد العام خارج الجمهورية أو تعذّر قيامه بمهامه لمرض أو لعذر طارئ يقوم نائبه الأوّل مقامه في جميع اختصاصاته، والمادة الخامسة على أنه حال حدوث موانع قهرية تحول دون مباشرة المرشد لمهامه يحل محله نائبه الأول ثم الأقدم فالأقدم من النواب ثم الأكبر فالأكبر من أعضاء مكتب الإرشاد. الإخوان: "اعتقال بديع تصفية للحسابات" قالت جماعة الإخوان المسلمين بمصر إن القبض على المرشد العام للجماعة محمد بديع هو (تصفية حسابات مع الجماعة وصورة جديدة من التصعيد الذي يقوم بها الانقلابيون ضد الجماعة)، مشيرين في الوقت ذاته إلى أن محمد بديع هو فرد من الجماعة، وأن القبض عليه لن يثنيهم عن (مجابهة الانقلاب). وتمكّنت قوات الأمن أمس الثلاثاء من القبض على بديع خلال وجوده بإحدى الشقق السكنية بمدينة نصر، شرق القاهرة، بالقرب من ميدان رابعة العدوية الذي كان يعتصم فيه أنصار الرئيس المصري المعزول محمد مرسي قبل فضه الأربعاء الماضي، وقال مصدر أمني بمصلحة السجون المصرية إن بديع نُقل إلى سجن العقرب شديد الحراسة داخل مجمّع سجون طرة وسط حراسة أمنية مشدّدة. كما قال المتحدّث الإعلامي للفريق القانوني عن قيادات الإخوان والتحالف الوطني لدعم الشرعية: (إن هذه الاتهامات التي ظهرت فجأة بعد الانقلاب لقادة الإخوان والتحالف الوطني تجعلنا نشكك في حيادية جهات التحقيق ولم تعد الاتهامات مقبولة منطقيا على أقل تقدير)، وأضاف عزب أنه في مثل هذه الوقائع يتمّ إبلاغ المحامي الخاص على الفور وهو ما لم يتمّ، (فأنباء اعتقال المرشد العام للإخوان تأتينا عبر الاتّصالات والمتابعات التليفزيونية)، مشيرًا إلى أنه من المفترض أن يحضر فريق الدفاع مع بديع أثناء عرضه على النيابة.