أزواج مدمنون وزوجات متذمرات مواقع التواصل .. عالم افتراضي يهدد الاستقرار العائلي تعاني الكثير من الزوجات من مشاكل عدة في الحياة أمام مسؤولية البيت والأولاد وكل المشاغل الأخرى وخاصة منهن من تشتكي الإهمال الحاصل من طرف الأزواج نتيجة كثرة العمل غير المنتهية وغيابه عن البيت لأوقات كثيرة الأمر الذي يترتب عنه تحملها لمسؤولية أكبر مما يؤدي إلى إحساسها بالإهمال والضجر من الروتين اليومي، ولعل الأمر الذي زاد من قلق الأغلبية من النساء هو حضور الزوج بالبيت وغيابه في نفس الوقت من خلال اتصاله بالعالم الآخر عالم التكنولوجيا، كيف ذلك؟ من خلال حديث أجريناه مع فئة من النساء المتزوجات استطعنا أن نتوصل إلى مجموعة من النتائج، ففي الوقت الذي اشتكت فيه البعض منهن من غياب الأزواج من المنزل لفترات طويلة وعدم تحليهم بالمسؤولية اللازمة وافتقارهم للشخصية القوية الصامدة التي يمكن الاتكال عليها لمواجهة مختلف الأمور في الحياة التي تتعدد بتعدد الجوانب الاجتماعية والاقتصادية خاصة ما تتميز به الحياة المعاصرة، نجد البعض الآخر منهن راحت تسرد لنا حكايتها مع إدمان زوجها للأنترنت، ففي الوقت الذي كنا نعتقد أن هذه الشبكة الواسعة استلهمت عقول الأطفال بدرجة كبيرة نجد أن العدوى انتقلت إلى الكبار أيضا. حيث نجد في الوقت الحالي أن معظم الأمور التي تحوّلت إلى جدل واسع عند النساء والتي تتضايق منها الزوجات هي إدمان الرجال على الكمبيوتر والجلوس أمامه لفترات طويلة وفي هذا الشأن تقول السيدة (حورية) : (إنني أعيش مع زوجي منذ فترة تصل إلى 10 سنوات ولكنني أصبحت خلال الآونة الأخيرة ألاحظ بعض التصرفات التي اعتبرتها في بداية الأمر عادية ولكنني أصبحت أتضايق منها فبمجرد عودت زوجي إلى المنزل وبعد قضاء يوم كامل في العمل يدخل للبيت ليكمل يومه أمام الكومبيوتر سواء بغرض العمل أو اللعب والتسلية والترفيه، او حتى التواصل مع الأصدقاء عبر موقع الفايسبوك الأمر الذي يثير غضبي لأنه يجعلني أشعر بالإهمال الشديد منه وعدم الاهتمام). يحدث كل هذا في الوقت الذي أصبح فيه الأنترنت جزءا لا يتجزأ من حياة الأفراد سواء كبارا أو صغارا ولأغراض متنوعة سواء للعمل أو أي غرض آخر، حيث أصبح الكثير من الرجال في الفترات الأخيرة يدمنون الجلوس أمام الكومبيوتر ولفترات طويلة، والسؤال الذي يبقى مطروحا لما هذا الهروب إلى عالم آخر بعيدا عن المنزل والزوجة والأولاد، الأمر الذي يستلزم على المرأة أن تفكر فيه وعن السبب الحقيقي لذلك. وللجنس الخشن رأيه الخاص وفي هذا الشأن أجابنا السيد (محمد) موظف بالبنك الخارجي من خلال قوله: (إنني ألجأ إلى الاستعانة بالكومبيوتر من أجل الهروب من كثرة المشاكل التي تسببها زوجتي عند جلوسي معها أو التحدث عن أمر من الأمور، كما أنني أفضل الابتعاد عن الشكاوى المتكررة من الأولاد والمنزل وحكايات الجيران التي أصبح لها جزء في منزلي، فبدل حديثها معي عن أمورنا الخاصة يحدث العكس، وأمام كل هذا فإنني لا أتحمل كل هذه الضغوط بمجرد دخولي إلى البيت وأنا مرهق من العمل طوال اليوم فكفاني ضغوط العمل ومشاكله)، وفي نفس السياق يضيف آخر: (ألجأ إلى هذا نتيجة شعوري بالملل ورغبتي في التغيير من خلال تكوين صداقات من كافة البلدان والأماكن التي تخرجني من دائرة الملل الذي أعاني منه بمجرد دخولي إلى المنزل). ومن خلال كل هذا وبدلا من أن يبحث الرجل عن الراحة والسعادة في جهاز الكومبيوتر وعبر شبكة الأنترنيت الواسعة الأحرى بالزوجة الفطنة أن تدرك هذه النقائص وتستعملها لصالحها لكسب زوجها وإنقاذه من عالم الضياع من خلال اكتشاف النقاط التي تدفع الزوج إلى الهروب من زوجته إلى الأنترنيت والابتعاد عن المشاكل والاهتمام بالأشياء الضرورية.