الإعلامي مراد بوطاجين ل "أخبار اليوم": "هذه ملامح القناة التلفزيونية التي سأطلقها قريبا" باشر مراد بوطاجين الإعلامي الغني عن كلّ تعريف، صاحب برنامج (على التماس) في التلفزيون الجزائري سابقا وغيره من البرامج التلفزيونية وضع اللّمسات الأخيرة لإطلاق أوّل قناة رياضية جزائرية، وقد تمّ تسمية القناة (كواليس)، إذ ستكون هذه الأخيرة متخصّصة للبرامج الرياضية والترفيهية. ومن المستبعد أن تقوم القناة الرياضية الجديدة بنقل المباريات بالنّظر إلى صعوبة الأمر، على حد تعبيره، حيث ستكتفي ببرامج لتحليل مباريات المنتخب ومباريات البطولة وكلّ ما يخص الرياضات الأخرى، إضافة إلى برامج أخرى تهتمّ بالشأن الرياضي الجزائري بشكل عامّ وبالترفيه كذلك كونها رياضية 80 بالمائة وترفيهية 20 بالمائة. * لاحظ الجمهور أن مراد بوطاجين غاب منذ فترة عن الساحة الإعلامية، ما سرّ هذا الغياب؟ وأين هو مراد بوطاجين الآن؟ ** في الحقيقة لا أعتبره غيابا لأنني بقيت أنشّط في ميدان الإعلام بصفة بعيدة وقريبة في نفس الوقت لأنه في 2007 بعدما همّشت وأقصيت من الساحة الإعلامية في التلفزيون الجزائر ي اتّجهت نحو الأصل وهو المحاماة والقانون، ورغم توجّهي إلى المحاماة بقيت قريبا من الوسط الرياضي، فتقريبا 80 بالمائة من القضايا التي رافعت عنها هي قضايا رياضية على مستوى المحكمة الرياضية أو على مستوى لجنة المنازعات ب (الفاف). ومن هنا أقول إنه ليس غيابا بما أنني بقيت في الميدان، بالإضافة على مجال آخر تركني أبقى في ميدان الإعلام كوني أعمل كأستاذ جامعي في جامعة العلوم والاتّصال ببن عكنون، وبالتالي بقيت دائما أحتكّ بهذا المجال. هكذا هي طبيعتي تدفعني دائما إلى الطموح وطلب المزيد، لهذا فكّرت في العودة إلى الميدان الإعلامي بطريقة مباشرة من خلال فتح قناة رياضية في الجزائر. * شهدت الساحة الإعلامية في الآونة الأخيرة بروز وميلاد عدّة قنوات تلفزيونية فضائية وطنية خاصّة اكتسحت الساحة، ما رأيكم في هذه القنوات؟ وما مدى موضوعية الانتقادات الموجّهة إليها؟ ** أوّلا لابد أن نقول إنها قنوات أجنبية لأنه لحدّ الآن ليس هناك قانون يضبط السمعي البصري، وهذا نتأسّف له كثيرا، نقول أجنبية لكن بمادة جزائرية 100 بالمائة وبمؤطّرين ومسيّرين جزائريين 100 بالمائة. لهذا نحن نفتخر بهذه القنوات ونهنّئ الأصدقاء الذين بادروا بفتح هذه القنوات رغم غياب قانون السمعي البصري، والشيء الذي نتمنّاه صدور هذا القانون في أقرب الآجال، أمّا إن أخذنا هذه القنوات من الباب السلبي أو الإيجابي نرى أن الإيجابيات أكثر من السلبيات لأنها عبارة عن متنفّس للمواطن والمشاهد الجزائري كون المادة جزائرية 100 بالمائة، وبالتدريج ستكون احترافية أكثر فأكثر مع أننا نشاهد أنه ليس هناك احترافية، لكن هذا لا يمنع أنه يمكن أن تكون هناك احترافية مع الوقت وباكتساب الخبرة من العمل الإعلامي، والمهمّ أوّلا أنه لدينا 16 قناة أجنبية بقانون أجنبي لكن بمادة جزائرية وهو مبعث فخر لرجال الإعلام الجزائريين وليس للسياسة الإعلامية الجزائرية. * مازال المهنيون في انتظار صدور النصّ القانوني العضوي الذي يضبط المجال السمعي البصري في الجزائر، ما هو المأمول من القانون المرتقب؟ ** نحن في كلّ مرّة نطالب بصدور قانون السمعي البصري لأن هذا القانون تحكمه وتسيّره مواد قانونية وليس قانون ينبغي أن يعدل الدستور أوّلا، ثمّ يأتي دور قانون الإعلام ثمّ يأتي بعده قانون السمعي البصري ثمّ المجلس الأعلى للسمعي البصري أو ما أصبح يسمّى بحسب القانون الجديد سلطة الضبط للسمعي البصري، ثمّ بعد هذا كلّه يأتي دفتر الأعباء، وهذه الآليات هي التي من شأنها أن تسير، وهذا يعني أنه لمّا يصدر القانون ليس معناه فتح المجال أمام الفوضى، لا بل العكس بل سيصدر قوانين تسيّر هذه المؤسسات الإعلامية، وبالتالي لا خوف بعد صدور هذا القانون لأنه في كلّ دول العالم هناك خطوط حمراء لابد أن نسير حفاظا على مؤسسات الدولة وحفاظا على ثوابت الأمّة ووحدة الشعب الجزائري وتبقى إيديولوجية القنوات تختلف بين معارض ومؤيّد، وهذا لا يعتبر مشكل لكن لابد من الانفتاح وحرّية التعبير وبصفة واضحة في الجزائر. أمّا الشيء الذي لاحظناه هو بعد قدوم وزير جديد على قطاع الإعلام، في البداية يتحمّس لإصدار القانون، لكن الشيء المثير أنه بعد مرور فترة معيّنة يصاب بحالة فتور حيال هذا الموضوع، لكن أظنّ أنه لم يبقى الكثير لصدور هذا القانون. * ما هي الإضافات المنتظرة من هذا الانفتاح الإعلامي؟ ** أوّلا وقبل كلّ شيء هو أمر يدعو إلى الافتخار، وننتظر صدور القانون بكلّ سلبياته وإيجابياته والحقوق والواجبات والعقوبات أن استلزم الأمر كونه قانون اتّفق عليه الجميع من رجال إعلام وسياسيين وغيرهم هذا من جهة، ومن جهة أخرى يعتبر المتنفّس الذي نتحدّث عنه في إطار هذه القنوات الموجودة الآن في الساحة الإعلامية التي يتمّ بثّها من خارج البلاد، والشيء الإيجابي الآخر الذي من الممكن أن يأتي جرّاء اعتماد قانون السمعي البصري في الجزائر هو المباشر لأن مع العلم كلّ ما يمرّ في القنوات الحالية من برامج وأخبار هو غير مباشر، بل مسجّل، وبهذا إنقاص المصاريف لأن هناك مصاريف كثيرة تذهب لجهات خارج الوطن على حساب الدولة الجزائرية، وبالتالي نحن نفضّل أن تبقى أموال الجزائر في الجزائر. أمّا الشيء الإيجابي المميّز فإنه بوجود هذا القانون ستكون للمسيّرين والإعلاميين الفرصة لتوظيف أكبر عدد من الطلبة الجزائريين المتخرّجين من جامعة الإعلام والاتّصال وجامعات أخرى، وبالتالي المساهمة في فتح منتصب شغل للشباب، إلى جانب المنافسة بين القنوات الموجودة خاليا، والتي سيتضاعف عددها في المستقبل القريب والبقاء للأفضل والأصلح. * علمنا بأنكم بصدد إطلاق قناة تلفزيونية رياضية خاصّة تعدّ الأولى من نوعها في الجزائر، إلى أين وصل المشروع؟ ** نعم.. على غرار كلّ القنوات الموجودة في الساحة نحن كصحفيين وأصحاب مهنة وليس كرجال أعمال سنطلق قناة (موضوعاتية)، أي بمعنى بعيدة عن كلّ القنوات العامّة التي تتطلّب مجهودا وإمكانيات كبيرة، بل هي قناة على حسب مجهود الخبراء والصحفيين، لذا فكّرنا كي تكون القناة (رياضية- كوميدية) أطلقنا عليها اسم (كواليس تي في)، رياضية بنسبة 80 بالمائة وكوميدية بنسبة 20 بالمائة وهي الآن في الميدان تجسّد على أرض الواقع. أوّلا الشيء الإيجابي أننا لقينا الدعم من كلّ الأطراف والشيء الثاني هو أن القناة ستمسّ شريحة عامّة آلا وهي شريحة الشباب لأنها رياضية شبابية كوميدية، وبهذا نحن نخدم السياسة الوطنية بالنّسبة للشباب الجزائري، وكذلك سنعتمد على برامج ذات طابع نقاش وخوار وتحليل وتحقيقات ميدانية وهذه الفنّيات من طبعها التصليح والإبداع. * هل تظنّون أن قناتكم ستصل إلى مستوى القنوات الرياضية العربية والعالمية؟ وهل سيكون بإمكانها تخليص الجزائريين من بطاقات الاشتراك لمشاهدة الدوريات الأوروبية والمنافسات القارّية والعالمية؟ ** هذه هي الرسالة التي لابد من توجيهها للمتفرّج الجزائري الذي ينبغي أن يدرك أنه ليست لنا القدرة المادية والمالية لتغطية هذه الأحداث وليس قدرة الكفاءة، نحن سنركّز على الحصص والبرامج ذات طابع جزائري محض بتحاليل ونقاشات يرغب فيها المشاهد الرياضي، أمّا المباريات سواء كانت وطنية أو خارجية ككأس العلم وكأس إفريقيا نقول للجمهور إننا سنعوّض هذا الذي لا أسمّيه نقصا لأنه من الممكن اليوم هو نقص لكن في المرّة القادمة لا يكون كذلك لأننا نفكّر في تجسيد هذه النقطة في قناتنا، لكن بالنّسبة لعامها الأوّل وهذا الموسم الرياضي من المستحيل. نحن سنترك المتفرّج الجزائري يتوجّه إلى قنوات أخرى لمشاهدة المباريات، سواء كانت وطنية أو إفريقية أو أوروبية، لكن المغزى من هذا كلّه أننا عقب هذه المباريات سنعيد المتفرّج الجزائري لمشاهدة قناتنا من خلال (الفرجة) التي ستريحه معنا. * ماذا عن البطولة الوطنية؟ هل تعتقدون أنه بمقدوركم الحصول على حقوق البثّ؟ ** سنخطّط عن طريق الحصص والبرامج، سواء كانت تقليدية كلاسيكية أو عن طريق حصص أخرى، لكن حقوق البثّ بالنّسبة للمباريات الوطنية تحصّل عليها التلفزيون الجزائري، ونحن نهنّئه بهذا لأنه رغم ما حدث لي فأنا أعتبره مدرسة وقدوة، وخارج بثّ هذه المباريات ندعو الجميع إلى التنافس النزيه. * إلى أين وصلت قضية لاعبي المنتخب الوطني لكرة القدم في فترة الثمانينيات الذين اتّهموا الوزارة بمنحهم مقوّيات أثّرت بشكل سلبي على جيناتهم وصحّة مواليدهم، وهي القضية التي تتولّى الدفاع عنهم فيها؟ ** هذه القضية أخذت حيّزا كبيرا خاصّة من الجانب الإعلامي، حيث تكلّم عنها الإعلام الداخلي والخارجي، لكن بعد المشاورات والشيء الذي قمنا به وبعد مراسلتي لوزارة الشبيبة والرياضة ووزارة الصحّة واللّجنة الأولمبية والاتحادية كانت هناك تحاليل وفحوص بالنّسبة لأبناء لاعبي كرة القدم في فترة الثمانينيات، لكن في الأخير كان هناك اتّصال مع وزير الشباب والرياضة تهمي واتّفقنا على أساس أن تكون علاقة مباشرة مع الوزير ليتسنّى له أخذ هذا الملف على محمل الجدّ وبعين الاعتبار، ولحد الآن ليس هناك أيّ ردّ فعل من جانب اللاّعبين أو آباء المعاقين، إن صحّت تسمّيتهم. وأنا كمحام أنتظر إذا كان هناك شيء إيجابي أكيد سنفرح، أمّا إذا لم يكن هناك ردّ فستكون هناك مرحلة أخرى ومحطّة أخرى. * كيف تنظرون إلى حظوظ المنتخب الوطني في تصفيات كأس العالم 2014؟ ** حظوظه كبيرة لأن لدينا منتخبا وطنيا يعتبر من ضمن المنتخبات الإفريقية الأولى، لذا نقول إن لدينا فريقا وطنيا جيّدا والعناصر التي تكوّن الفريق الوطني لا بأس بها، ولاحظنا أن هناك انتعاشا بالنّسبة للمحترفين الجزائريين بالنّسبة للتصفيات، حيث أنه بقي لقاء واحد فاصل وهو لقاء صعب وصعب جدّا على كلّ فريق وستلعب على حسب مجريات المقابلة وتحضير الفريق معنويا وبسيكولوجيا، فنّيا وتكتيكيا وعلى حسب الجوّ العام للاّعب. أنا أقول إنه ليس سهلا، لكن لدينا حظوظ وهذا هو الشيء الذي نتمنّاه نحن كقناة ويتمنّاه كلّ جزائري من أجل رفع الرّاية الجزائرية، وإذا نجحنا نعدكم بالفرجة بحول اللّه. * كلمتكم الأخيرة... ** أريد العودة إلى السؤال الأوّل الخاص بالغياب، ربما هو غياب للجمهور لأنني كنت دائما في الواجهة وعدم ظهوري على شاشة التلفزيون اعتبره المشاهد غيابا، لكنني بقيت في الميدان كما ذكرت آنفا بطريقة غير مباشرة وعملت في قناة عربية تسمّى (الدوري والكأس) وذهبت إلى الدوحة وإلى الآن لا زلت في مشروع معهم، وبالتالي لم أبتعد لكن بالنّسبة للمشاهد نعم، لكن من الممكن أنه سيراني قريبا. مع العلم أن عودتي لن تكون بالصوت والصورة كما كان عليه الأمر سابقا لأنها ستكون العودة عن طريق التأطير والتكوين والتوجيه وهذا ما أصبو إليه، أن يكون في الجزائر صحفيون شباب ذوو كفاءات عالية وطاقات كبيرة. لهذا مراد بوطاجين لن يعود كمنشّط إلاّ في الحصص التي تحتوي على ملفات، أقول من الممكن وليس أكيدا، ولابد من ترك المجال أمام الشباب ونسعى لتكوينه لأننا نحن تكوّنا في مدرسة نفتخر بها ألا وهي التلفزيون الجزائري أقولها وأفتخر رغم كلّ ما حدث.