يتلقى الآلاف عبر العالم يوميا، رسائل إلكترونية غامضة، بهدف القرصنة، وبعد أن كانت هذه الرسائل التي ترسل عبر أغلب المواقع المشهورة، تستعمل اللغة الإنجليزية في الغالب، تحولت الآن إلى استعمال العربية من أجل توجيه ضربتها بشكل سهل إلى آلاف العرب الذين يعتبرون من أكبر المستعملين لهذه المواقع.. خطر كبير يهدد الآلاف من مستعملي الياهو والاوتميل وحتى الجيميل، فالعصابات الإلكترونية لا تفك عن البحث عن ضحاياها مستعملة كل الأساليب المتاحة لديها، وفي آخر خرجة لهؤلاء القراصنة لجؤوا إلى استعمال العربية لجذب أكبر عدد من الضحايا، ورغم أنها عربية غير مفهومة في الغالب، إلا أنها استمرت في اتباع أسلوب الترغيب من خلال إيهام الضحية بأنه ربح في مسابقة ما وأن عليه إرسال كل معلوماته من أجل تسلم الجائزة القيمة قبل فوات الأوان.. أو أن الضحية قد اختير من بين الملايين من أجل الفوز بأموال طائلة وأن عليه الإسراع بإرسال كل بياناته ورقم حسابه البنكي.. رسائل إباحية يومية توجه إلى آلاف المراهقين والاستهداف الإلكتروني لم يقف عند القرصنة المالية، وإنما تعدى ذلك بكثير، من خلال إرسال رسائل إباحية، ومنح فرصة للضحية من أجل التسجيل وبالتالي استلام صور أخرى وفيديوهات إباحية بشكل يومي.. وقد حذر المختصون من خطورة هذا النوع من الرسائل الإباحية التي ترسل إلى بعض المواقع، خاصة أنه من الممكن أن يطلع عليها الآلاف من الأطفال عبر العالم، وبالتالي الإدمان عليها.. وشددت خبيرة الأنترنت الألمانية ديبورا بوش، على ضرورة أن تثير رسائل البريد الإلكتروني غير المعتادة الشكوك لدى مستخدمي الأنترنت، حتى إذا كانت تبدو أنها مرسلة من الأصدقاء والمعارف؛ لأن مثل هذه الرسائل المُريبة قد يكون مصدرها القراصنة والمحتالون على الأنترنت. وأوضحت بوش، الخبيرة لدى معهد أمان الأنترنت بمدينة غيلسنكيرشن الألمانية، قائلة (لا يجوز أبداً أن يثق المستخدم في مُرسل البريد الإلكتروني؛ لأنه يمكن تزييف ذلك بسهولة نسبياً). علاوة على أنه ينبغي على المستخدم النظر للرسالة الإلكترونية بعين من الشك والريبة، إذا قام أحد أصدقائه بإرسالها فجأة من عنوان بريد إلكتروني آخر. وحتى إذا كانت الرسالة الإلكترونية مُرسلة بالفعل من حساب البريد الإلكتروني الخاص بأحد الأصدقاء، فإنه قد يكون تعرض لإحدى هجمات القرصنة الإلكترونية واستولى الهاكرز على حسابه الإلكتروني وقام بإرسال هذه الرسائل المزيفة. وأضافت الخبيرة الألمانية أن محاولات الاحتيال هذه لا تقتصر على البريد الإلكتروني فحسب، بل يمكن أن يتعرض المستخدم لها عن طريق وظيفة الرسائل في شبكات التواصل الاجتماعي على الأنترنت. ويقوم الهاكرز في مثل هذه الحالات بطلب مساعدة مالية من أصدقاء المستخدم؛ نظراً لمروره بضائقة مالية. وغالباً ما يتم استغلال حسابات البريد الإلكتروني الغريبة في نشر الرسائل البريدية المزعجة (Spam)، والتي تكون مختفية خلف عناوين جذابة وتوصيفات براقة؛ مثل "صور العطلة الماضية". وتحذر ديبورا بوش من أن مثل هذه الرسائل قد تشتمل على رابط يتسبب في إصابة حاسوب المستخدم ببرامج وأكواد ضارة عند النقر عليه. ومن ضمن الإشارات التحذيرية، التي تدل على أن الرسائل الإلكترونية مُرسلة من الهاكرز وليس من الأصدقاء الحقيقيين، ظهور الرسائل فجأة بتنسيق مختلف تماماً عن الأسلوب الذي يتبعه الصديق المعني، بل قد يتم في بعض الأحيان تغيير اللغة التي تتم بها كتابة الرسائل الإلكترونية. وأضافت ديبورا بوش (إذا ساور المستخدم شك في تعرض الحساب الإلكتروني الخاص بأحد أصدقائه أو معارفه لعملية اختراق من قبل القراصنة، فيتعين عليه إبلاغه على الفور عن طريق وسيلة اتصال أخرى غير البريد الإلكتروني)، ومن الأفضل أن يتم ذلك الاتصال بشكل شخصي عن طريق الهاتف. وتنصح الخبيرة الألمانية بعدم إرسال رسالة عبر شبكات التواصل الاجتماعي الأخرى بخصوص اختراق حساب البريد الإلكتروني؛ لأن القراصنة ربما يكونون قد استولوا أيضاً على هذا الحساب. وبالإضافة إلى ذلك، يتمكن أعضاء شبكات التواصل الاجتماعي على الأنترنت حالياً من الإبلاغ عن الرسائل البريدية المزعجة أو المضايقات الإلكترونية أو محاولات الاحتيال. ويمكن للمستخدم حماية حساب البريد الإلكتروني الخاص من محاولات الاختراق هذه من خلال استخدام تقنية المصادقة ثنائية الاتجاه. وفي هذه التقنية يحتاج المستخدم إلى كود إلى جانب اسم المستخدم وكلمة المرور من أجل الوصول إلى حساب البريد الإلكتروني الخاص به. وعادةً ما يتم إرسال هذا الكود عبر رسالة نصية قصيرة (SMS) إلى الهاتف الجوال للمستخدم. وأوضحت الخبيرة الألمانية أحد إجراءات الأمان الأخرى، بقولها (تقدم بعض خدمات الأنترنت ميزة إخطارات تسجيل الدخول، حيث يتم إبلاغ صاحب حساب البريد الإلكتروني، عندما يتم الوصول إلى حسابه من جهاز جديد). وتنصح الخبيرة الألمانية بالاستفادة من هذه الوظائف، إذا كانت متوافرة؛ إذ يمكن تفعيلها في إعدادات الحساب...قسم المجتمع