موجة الحرارة الشديدة التي تجتاح العاصمة وأغلب المناطق الساحلية بالجزائر، منذ أكثر من أسبوع، دفعت العشرات من العائلات إلى العودة للاستجمام على الشواطئ، فدرجات الحرارة التي تتجاوز 35 درجة في أغلب المناطق كانت كفيلة باستئناف موسم البحر رغم أن فصل الخريف دخل شهره الثاني.. استمرار الموسم الصيفي لأكثر من أربعة أشهر، جعل الكثيرين يقررون العودة إلى الشواطئ وإعادة إشعال المكيفات، فدرجات الحرارة القياسية التي لا تنزل عن الثلاثين، تسببت في حالات اختناق وصداع متواصل للعديد من المواطنين، خاصة التلاميذ وكبار السن.. اضطر العشرات من المواطنين إلى العودة للشواطئ، بعد أن داهمتهم الحرارة بشكل غير طبيعي، على مدار الأيام الماضية، التي من المنتظر أن تتواصل على مدار هذا الأسبوع، فهذا الارتفاع غير المسبوق في درجات الحرارة خلال شهر سبتمبر الذي اختلف بشكل عن السنوات الماضية، آثار استغراب العديد من المواطنين، ففصل الصيف يقارب على الانتصاف إلا أن الحرارة الشديدة لا تزال مخيمة على أغلب المناطق الساحلية بما فيها العاصمة.. ولقد لجأ العديد من المواطنين إلى اكتساح الشواطئ من أجل الاستجمام والتخفيف من وطأة الحرارة القياسية، والتي سمحت للبعض منهم باستئناف واستكمال موسم الاصطياف.. ولقد استغل بعض الشباب هذه الفرصة من خلال العودة إلى الشواطئ وإعادة افتتاح موسم الاصطياف الذي لا يزال متواصلا رغم حلول شهر أكتوبر.. ولقد واجهتنا العديد من حالات الاضطرابات العضوية لدى بعض المسنين خاصة الذين لم يستطيعوا تحمل ارتفاع الحرارة، والضرر لم يقتصر على هذه الفئة فتلاميذ المدارس هم الآخرين تضرروا بشكل كبير، حتى ان البعض منهم تخلف عن حضور الدروس المسائية في بعض المناطق نتيجة استحالة المشي وسط الحرارة الشديدة في الظهيرة.. ولذلك، فإن نهاية الأسبوع ستكون حتما بين أحضان الشواطئ، التي ستعيد احتضان العائلات الهاربة من موجة الحرارة الاستثنانية التي تجتاح الجزائر في موسم الخريف.. ولقد حذر العديد من الأطباء من موجة الحرارة، التي تكون في العادة خطرا على فئة المسنين والأطفال، فضربات الشمس لهذه الفئة قد تؤدي إلى نتائج خكيرة بسبب نقص المناعة في أجسامهم.. والشواطئ لم تكن لوحدها الوجهة المفضلة لدى العديد من المواطنين الهاربين من ارتفاع الحرارة، وإنما اتجه البعض منه إلى منطقة حمام ملوان، مفضلين السباحة في الواد، حيث شهدت المنطقة توافدا معتبرا من الأفراد خاصة الشباب والمراهقين، رغم أن المنطقة لا تزال تطبعها آثار الزلزال العنيف الذي هز المنطقة خلال شهر رمضان المنصرم، فلقد تعذر على الكثيرين الوصول إلى مكان الواد، بالنظر إلى تهدم أجزاء كبيرة من الطريق المؤدية إلى منطقة حمام ملوان، حتى أن هضبة كبيرة تشقق جزء كبير منها وسقط على الطريق وقطع حركة المرور.. ورغم صعوبة الوصول إلى حمام ملوان إلا أنه كان الخيار الأخير أمام المراهقين والشباب الهاربين من موجة الحر الشديدة التي تجتاح معظم المناطق بالجزائر في عز موسم الخريف..