عرفت في الفترة الأخيرة العديد من العيادات المتخصصة بجراحة الأسنان، إقبالا كبيرا للمواطنين، اختلفت وجهاتهم حسب رغباتهم فمنهم من يقصدها للعلاج أو التخلص من الأسنان الفاسدة وتقويمها إلى آخره من الأمور التي تعتبر مهمة في نظرهم، ولكن ما أصبحنا نلاحظه خلال الآونة الأخيرة هو تنافس الناس على ترتيب الأسنان بحثا عن الجمال من خلال عملية التبييض والتقويم التي يشرف عليها أطباء أخصائيين بعلاج وتقويم الفكين والتجميل، حيث أصبحت هذه العملية عند الكثير من المواطنين عبارة عن موضة وما عليهم إلا اللحاق بها وبتطوراتها خاصة فئة الشباب، حيث يسعى هؤلاء إلى بذل كل مجهوداتهم من أجل الظهور في أحسن شكل جمالي. وللحديث أكثر في هذا الموضوع، قمنا بالتقرب من هذه الأماكن بغية معرفة المزيد وقد كان لنا ذلك من خلال التوجه إلى إحدى العيادات المتخصصة بجراحة الأسنان المتواجدة بمدينة الرغاية وبالضبط بالقرب من محطة المسافرين، أين أوضحت لنا الطبيبة المشرفة على عملية العلاج أن أغلب الحالات التي أصبحت ترتاد على عيادتها والتي تعرف نسبة إقبال كبيرة لفئة النساء على عملية تركيب وتقويم ورص وتبيض الأسنان أكثر بكثير من نسبة الرجال، وقد أكدت لنا الطبيبة أن بعض النساء يقمن بتركيب التقويم رغم عدم وجود مشاكل في أسنانهن إنما الموضة تجبرهن وتدفعهن إلى ذلك لا أكثر بعدما كان هذا الجهاز في القديم حكرا على فئة الأطفال كونهم أصغر سنا وتكون فرصة علاجهم أكبر ولكن مع التسهيلات أصبح الإقبال عليه من مختلف الأعمار ولا يقتصر على جيل معين، أين أصبح يعرف إقبالا كبيرا لفئة الشابات اللاتي يتنافسن على الناحية الجمالية فيما بينهن وأحيانا تجد كبار السن ومن هم في عمر الأربعينيات والخمسينيات يلجأن لتركيب التقويم، أين اعتبرن أن لهن الحق في مواكبة الموضة باعتبارها حق لهن مثلهم مثل الأخريات والموضة ليس لها سن معين، خاصة أمام التطورات الحاصلة والتي عصفت بجميع مناحي الحياة المختلفة. وفي هذا الشأن، صرحت لنا إحدى الشابات التي كانت متواجدة هناك بالعيادة من خلال قولها (إن الأمر الأول الذي دفعني إلى الحضور هنا هو مشكل الفراغات ما بين الأسنان الذي أعاني منه، مما دفعني إلى الاعتماد على التقويم المعدني بالرغم من أن الكثير من الناس يعتبرونه ليس بالجيد بسبب شكله غير اللائق وبالرغم من وجود حلول أخرى لتقويم الأسنان منها المتحرك والوقائية والوظيفية ولكن بالنسبة إلي فإنني أفضل التقويم الثابت لأنه يعتبر الأمثل وظيفيا، خاصة أن عمري لا يزال يسمح لي باستعماله كونه يناسب الأطفال الصغار والمراهقين هذا إضافة إلى أنه موضة العصر). وفي حديث آخر جمعنا مع عدد من النساء اللواتي أكدن أن أسعار الخدمات عند أطباء الأسنان تكون متفاوتة تتعلق حسب الحالات المختلفة من شخص لآخر وما يمكن الوقوف عليه هو أن الأسعار تميل إلى الغلاء فمثلا 500 دينار لقلع السن وما يقارب 600 دينار لسد الثغرات، هذا إلى جانب (البلومباج) وما يلزمه من مراحل من خلال وضع ثلاثة طبقات للضرس الواحد والتي يتراوح قيمتها من 500 دينار لكل مرحلة إلى غاية سده نهائيا، وكذلك هو الحال بالنسبة إلى عملية زرع الأسنان التي تتراوح الأسعار من مليون ونصف إلى غاية مليونين ونصف حسب النوعية المستعملة والتي تختلف باختلاف المادة المستعملة لذلك. ومن جهة أخرى، اعتبر الكثير من الناس أن تقويم الأسنان بمثابة إنفاق فاشل كون الأسنان لديها قابلية للحركة والرجوع إلى وضعها القديم والبعض الآخر يستصعب عمل التقويم لأنه يرى فترة التثبيت كجزء من تقويم الأسنان.