انطلقت أمس في عدّة مدن مصرية مظاهرات لمعارضي الانقلاب بناء على الدعوة التي وجهها تحالف دعم الشرعية بمناسبة الذكرى الأربعين لنصر أكتوبر. كما بدأ مواطنون بالتوافد إلى الميادين الرئيسية تلبية لدعوة الجيش الاحتفال بذكرى حرب أكتوبر. ولوحظ وجود تنسيق بين قوات الأمن والحرس الجمهوري في محيط القصر الرئاسي، حيث تم الدفع بسيّارات الأمن المركزي، ودبابات، وسيّارات مكافحة الشغب وسيّارات إطفاء في الشوارع المحيطة، لتندلع (حرب شوارع) بين العسكر و(الإخون) الذين يرفضون الاستسلام. انتشرت في ساحة الميدان العديد من اللافتات التي تحمل الشعارات الداعمة للقوات المسلحة وصورا لوزير الدفاع عبد الفتاح السيسي، ففيما ساعدت سلطات الانقلاب مؤيديهم على الاحتشاد في الميادين العامة واحتلالها، اكتفى مؤيّدو الشرعية بالتظاهر في شوارع مختلف مدن البلاد. وكان التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب قد دعا إلى مسيرات من مختلف الميادين تتجه إلى ميادين التحرير ورابعة العدوية والنهضة، بالتزامن مع دعوات من مؤيدي خارطة الطريق لمسيرات وفعاليات في ميدان التحرير، وسط تحذير وزارة الداخلية المصرية لجماعة الإخوان المسلمين مما وصفته بتعكير أجواء احتفالات الشعب المصري بذكرى انتصار أكتوبر. وأوضح التحالف أنه دعا أنصاره إلى الاحتشاد في ميدان التحرير في إطار الفعاليات التي أطلق عليها اسم (القاهرة عاصمة الثورة) للاحتفال بذكرى الحرب التي خاضتها مصر ضد إسرائيل عام 1973 ونجحت خلالها في استعادة السيطرة على المجرى الملاحي العالمي لقناة السويس، فضلا عن استعادة جزء من شبه جزيرة سيناء. وقد غصّت شوارع كبريات المدن المصرية بآلاف المتظاهرين المنددين بالانقلاب، وسط تعتيم إعلامي مقصود، حيث امتلأت بعض الشوارع عن آخرها بعد صلاة ظهر أمس، في كلّ من شبرا ودمنهور والإسكندرية والدقهلية والمنيا ودلجا، هذه الأخيرة التي قتل فيها ثلاثة من العناصر المؤيّدة للشرعية والمنادية بعودة مرسي إلى الحكم حسب بوابة حزب الحرية والعدالة الالكترونية. مؤيّدو الانقلاب في الميادين الرئيسية للقاهرة احتشد مئات من المواطنين، صباح أمس، بميداني (التحرير) و(عابدين) بوسط القاهرة وبمحيط قصر (الاتحادية) الرئاسي شمال العاصمة، في بداية احتفالات شعبية ورسمية تتواصل طوال اليوم بالذكرى ال 40 لانتصارات مصر في حرب أكتوبر. كما توافد مئات آخرون إلى الحدائق العامة والمتاحف التي فتحت أبوابها اليوم للجمهور بالمجان في إطار الاحتفالات بالذكرى التي تمتد إلى المساء باحتفالية فنية تقام بأحد مقار القوات المسلحة بحضور الرئيس المصري المؤقت المستشار، عدلي منصور، ورئيس مجلس الوزراء، حازم الببلاوي، ونائبه الأول وزير الدفاع والإنتاج الحربي الفريق السيسي، وكبار رجال الدولة. السلطات تفتح الميادين الكبرى أمام مؤيّدي الانقلاب من جانبها، أغلقت السلطات المصرية الميادين الكبرى في القاهرة والمدن الرئيسية تحسبا لمظاهرات دعا إليها التحالف الوطني لدعم الشرعية في الذكرى الأربعين لحرب أكتوبر، إلا أنها فتحتها أمام عناصر حركة تمرد، ومؤيدي الانقلاب على الشرعية، وسط تحذيرات وزارة الداخلية مما وصفته بتعكير الأجواء، في حين تواصلت المظاهرات وتعالت بعض الأصوات للمصالحة في هذه الذكرى. وقد حذّرت وزارة الداخلية المصرية جماعة الإخوان المسلمين مما وصفته بتعكير أجواء احتفالات الشعب المصري بذكرى حرب أكتوبر، وذلك بعد أن دعا التحالف الوطني لدعم الشرعية إلى الاحتشاد بالميادين تنديدا بالانقلاب العسكري الذي عزل الرئيس محمد مرسي في الثالث من جويلية الماضي. وأكدت الوزارة في بيان لها أن قوات الأمن ستواجه بحسم محاولات ما وصفته بإثارة الفتن والتآمر وفق ما يكفله لها القانون. وقد دعا الرئيس المصري المؤقت عدلي منصور جموع المواطنين إلى النزول إلى الشوارع للاحتفال بذكرى حرب السادس من أكتوبر والتعبير عن دعمهم للجيش. من جانبها، دعت حركة (تمرّد) -التي قفزت إلى صدارة مشهد المعارضة للرئيس المعزول محمد مرسي في الأسابيع الأخيرة من عامه الأول في السلطة- المصريين إلى التظاهر بكثافة في الميادين، خصوصا بميدان التحرير -الذي أغلقته السلطات حتى يوم الاثنين- وأمام قصر الاتحادية للاحتفال بذكرى نصر أكتوبر. في المقابل، خرجت أصوات تدعو للمصالحة ونبذ الخلافات بين الأطياف السياسية، وتدعو للتظاهر السلمي. فقد دعا نائب رئيس الجمهورية المستقيل محمد البرادعي إلى المصالحة في ذكرى نصر حرب أكتوبر. وفي تغريدة له على موقع (تويتر) تساءل البرادعي إذا ما كان بإمكان المصريين المشاركة معا في ذكرى 6 أكتوبر، وأن تكون لديهم شجاعة المصالحة بعد محاسبة من أجرم كما كانت لديهم شجاعة المواجهة. ومن جهته، دعا حزب مصر القوية إلى نبذ الخلافات وعدم استغلال مناسبة الذكرى الأربعين لحرب أكتوبر لتحقيق مكاسب سياسية. من جهتها، رفضت حركة شباب 6 أفريل المشاركة في أي مظاهرات أو أحداث قد تؤدي إلى تصادم واشتباكات بين أبناء الوطن، وذلك حقنا لدماء المصريين على اختلاف انتماءاتهم وأفكارهم.