وقعت اشتباكات عنيفة بين قوات الأمن المصري وأنصار الرئيس المعزول محمد مرسي بالعاصمة القاهرة وصعيد مصر. وأكد مصدر طبي بمحافظة المنيا، في صعيد مصر، مقتل أربعة أشخاص وإصابة سبعة آخرين بعد مناوشات بين المشاركين في مسيرة مناهضة للحكومة المؤقتة وقوات الجيش والشرطة المتركزة في قرية دلجا. وقامت قوات الأمن بتفريق المتظاهرين في دلجا باستخدام قنابل الغاز المسيل للدموع وإطلاق الرصاص بهدف منع اقتحامهم أماكن تمركز القوات. كما استخدمت قوات الأمن قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين في شارعي القصر العيني والتحرير بعد محاولات من متظاهرين مؤيدين للرئيس المعزول اختراق الحاجز الأمني والوصول إلى ميدان التحرير. وتمكنت قوات الأمن من منع مسيرة للإخوان في شارع التحرير بمنطقة الدقي من دخول ميدان التحرير بعد أن تصدت لها عند عبر كوبري قصر النيل. واشتدت حدة الاشتباكات بشارع رمسيس، حيث حاول المتظاهرون تجاوز قوات الأمن والوصول إلى الميدان وسط تراشق بالحجارة وإطلاق قنابل الغاز. وكان ما يعرف ب "التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب" - الذي يضم جماعة الإخوان المسلمين وأحزابا إسلامية أخرى - قد دعا المصريين للخروج إلى الشوارع والميادين في الذكرى الأربعين لحرب أكتوبر بين العرب وإسرائيل. وخرجت مسيرات أمس الأحد في عدة مناطق بالعاصمة المصرية القاهرة، شارك بها بضعة آلاف من المتظاهرين المناهضين للحكومة والرافضين لما أسموه "الانقلاب العسكري". ورفع المتظاهرون إشارة رابعة العدوية في مناطق حلوان بجنوب القاهرة والمهندسين والجيزة ومنطقة شبرا والزيتون. وعززت قوات الأمن المصرية من إجراءاتها عند مداخل ميدان التحرير المختلفة، ووضعت عناصر الشرطة المدنية المدعومة بوحدات من الجيش والشرطة العسكرية في حالة استنفار قصوى. وتم تركيب بوابات إلكترونية لأول مرة على مداخل ميدان التحرير التي أغلقتها مدرعات الجيش تماما أمام حركة السيارات، حيث يقوم أفراد الشرطة المدنية بتفتيش الداخلين إلى الميدان تفتيشا دقيقا، كما تفحص هويات من يشتبه فيهم. وقامت مجموعات من المقاتلات المصرية بعروض جوية في سماء الميدان، وكان نشطاء وسياسيون وأحزاب قد دعوا الجماهير للنزول إلى الشارع للاحتفال بنصر أكتوبر، وذلك بالتزامن مع دعوات التحالف الوطني لدعم الشرعية الذي تقوده جماعة الإخوان المسلمين للتظاهر ضد ما سمته الانقلاب العسكري. وأغلقت قوات الجيش والشرطة عددا من الميادين الرئيسة منها ميدان التحرير وميدان رابعة العدوية وميدان النهضة وميدان مصطفى محمود أمام حركة السيارات. وسمحت لأعداد من المتظاهرين الذين توافدوا يحملون أعلام مصر وصورة الفريق عبد الفتاح السيسي بالدخول، بعد إخضاعهم للتفتيش الذاتي ومرورهم داخل البوابات الإلكترونية، خوفا من وجود أجسام غريبة أو معادن. كما شهد محيط وزارة الدفاع والطرق المؤدية إليها والطرق الرئيسة التي تربط العاصمة بالمحافظات كثافة أمنية وغلق جزئي أمام حركة المرور. وكانت وزارة الداخلية المصرية قد حذرت في بيان لها من أنها ستواجه بحسم كل محاولة لتعكير أجواء الاحتفالات بالذكرى الأربعين لحرب 1973 ضد إسرائيل، فيما تم تشديد التدابير الأمنية في البلاد، كما ذكرت وسائل الإعلام الرسمية. وذكر بيان نشرته وكالة أنباء الشرق الأوسط أن قوات الأمن "ستواجه بحسم محاولات إثارة الفتن والتآمر وفق ما يكفله لها القانون". وحذرت الوزارة جماعة الإخوان المسلمين من "تعكير أجواء احتفالات الشعب المصري بذكرى انتصار أكتوبر". وذلك بعد أن بدأ أنصار مرسي بالتجمع (منذ مساء يوم السبت في ميدان التحرير) الذي انطلقت منه الثورة على حسني مبارك في 2011، مرددين هتافات منددة بالجيش، كما ذكر مراسل لوكالة فرانس برس. وردت حركة تمرد التي قادت التظاهرات التي أدت لعزل مرسي، بدعوة المصريين أيضا للتظاهر أمس الأحد "لاستكمال ثورة 30 جوان وللاحتفال بنصر 6 أكتوبر"، حسب ما أعلن قادتها. وقال محمود بدر أبرز قادة تمرد في مؤتمر صحافي يوم السبت "ندعو كل المصريين للتظاهر (الأحد) في كل ميادين التحرير للتأكيد على أن الشعب لن يسمح لأحد بسرقة ثورته، ولن يسمح للعصابات المسلحة بفرض إرادتها على الشعب المصري". وأضاف بدر، أحد مؤسسي تمرد، "إن النزول للاحتفال بانتصارات السادس من أكتوبر بحشود كبيرة يعتبر تأكيدا جديدا على دعم الشعب المصري للمرحلة الانتقالية، بكل ما تشهده من فعاليات وأهمها المضي قدما في الانتهاء من إعداد الدستور، وما تقوم به أعمال لجنة الخمسين".