دعا ما يعرف ب "التحالف الوطني لدعم الشرعية" في مصر، الشعب إلى التظاهر المستمر اعتبارا من أمس الجمعة، والاحتشاد بميدان التحرير يوم السادس من أكتوبر في مليونية "القاهرة عاصمة الثورة" حاملين صور القادة الحقيقيين الوطنيين أثناء حرب أكتوبر، على حد تعبير التحالف، فيما تواصلت المظاهرات الرافضة للانقلاب العسكري بمختلف محافظات مصر. فقد دعا التحالف في بيان له أفراد القوات المسلحة قادة وضباطا وجنودا إلى العودة للعقيدة القتالية المصرية في حرب أكتوبر عام 1973، واستلهام تلك الروح الخلاقة. وحمَّل البيان مسؤولية ما سماه التغيير الخطير في عقيدة الجيش المصري "للانقلابيين الدمويين من قادة الجيش الذين دفعوا بالجيش إلى الدخول في معترك العمل السياسي، والانحياز إلى طائفة على حساب أخرى". وقال البيان إن عدو مصر لا يوجد في شوارعها ومدارسها، وإن التاريخ سيذكر أن هذا الجيل من جيش مصر هو أول من حمل السلاح - على مر تاريخ البلاد - في وجه شعبه، ولم يرفعه في وجه الأعداء. في المقابل، دعت القوى المؤيدة للانقلاب مناصريها للخروج غدا الأحد، ودعت حركة "تمرد" إلى التظاهر في ميدان التحرير في هذا اليوم للاحتفال مع الجيش بعيده. وقد أعلن المتحدث الرسمي باسم حزب النور السلفي شريف طه أن الحزب لن يشارك في أي مظاهرات يوم السادس من أكتوبر. وأضاف أن موقف حزب النور ثابت منذ شهر جوان الماضي على رفض النزول للتظاهر واستخدام الحشد والحشد المضاد، مشيرا إلى أنه لا بديل عن التحاور والمصالحة الوطنية لجميع القوى السياسية. وطالب طه جماعة الإخوان المسلمين بالنزول إلى أرض الواقع وإدراك المعادلة السياسية. وقد خرجت مظاهرات الليلة الماضية في عدة محافظات بعضها كسر حظر التجول رفضا للانقلاب العسكري.ففي المنيا بصعيد مصر، خرجت مظاهرات ليلية للمطالبة بعودة الشرعية، وحمل المتظاهرون شعار رابعة وطافوا في شوارع المنيا وطالبوا مختلف التيارات بالحشد والنزول والتظاهر يوم السادس من أكتوبر. وفي العريش بشمال سيناء، خرجت مظاهرة مناهضة لما يسمونه انقلاب وطافت المظاهرة بشوارع المدينة، وحملت لافتات تحمل شعار رابعة العدوية، وتطالب بعودة الشرعية. كما نظم التحالف الوطني لدعم الشرعية وقفة أمام مسجد الجمعية الشرعية في السويس، تنديدا بمقتل الشاب عبد الله محمد عطية إثر مهاجمة مسيرة مؤيدة لمرسي، الأربعاء الماضي. وحمل المتظاهرون صور الشاب القتيل وطالبوا بمحاسبة المتسببين في مقتله. وكان عدد من طلاب جامعة المنصورة خرجوا، أول أمس الخميس، في مظاهرة معارضة للإدارة الحالية أمام مبنى أمن الجامعة. وقد أصيب طالبان خلال المسيرة التي طافت أرجاء الجامعة عندما اعتدت عليها قوات أمن الجامعة. كما تمكن متظاهرون مؤيدون لمرسي بمدينة الإسكندرية من دخول ساحة مسجد القائد إبراهيم والتظاهر فيها بعدما فرضت قوات الأمن حصارا أمنيا بمحيط المسجد بعد فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة. وانطلق المتظاهرون في مسيرة جابت شوارع منطقة محطة الرمل وسط المدينة، رافعين شعار رابعة العدوية وصورا للرئيس المعزول محمد مرسي. وفي شبه جزيرة سيناء، نفذت القوات المسلحة المصرية حملة مداهمات واسعة في قرية النصر في مدينة بئر العبد بشمال المحافظة.