دون سابق إنذار اختفى المطرب سيد أحمد الحراشي عن عالم الطرب وهو الذي أتحف عشاقه وعشاق طرب الراي (النقي) بأغان لا يزال الكثير يحفظها عن ظهر قلب، كيف لا وهو الذي غنى للحب وللمرأة وللوطن وللرياضة، غنى للجميع، وحين تعود عجلة الزمان إلى تلك الأيام التي كان فيها المطرب سيد أحمد يطرب محبيه، قد تسيل أكثر من دمعة لا لشيء بل لما آلت إليه اليوم كلمات الكثير من مطربي الراي الجدد. فكلمات جل الأغاني لا تصلح لسماعها وإذا سمعتها فجأة قد تتعجب من تلك الكلمات (الساقطة) التي أفقدت اللب الحقيقي لطرب (الراي) المنصهر في الطرب الشعبي لمنطقة الغرب الجزائري، التي تغنى فيها جيل الأمس بالمرأة والحب بكلمات نقية وما أحلى العودة إلى ذلك الجيل، جيل المرحوم الشاب حسني والشاب مامي وسيد احمد الحراشي. ترى لماذا فضل سيد احمد الحراشي الاختفاء من الساحة الفنية؟ وهل سيعود يوما ما ليتحف عشاقه بالراي (النقي)؟، وإن قرر العودة فكيف سيعود في هذا الزخم الهائل لمطربي الراي، والحق يقال أخرجوا هذا الطرب من لبه الحقيقي؟، ترى كيف يقيم سيد أحمد الحراشي مسيرته الغنائية؟ ماذا يحب وماذا يكره، وما هي أغلى أمنيته وما هي أسعد لحظات حياته؟ تلكم بعض الأسئلة التي أمطرنا بها سيد احمد الحراشي سنتعرف على حقيقتها في هذا الحوار الحصري الذي خص به (أخبار اليوم) بمقرها في العاصمة رفقة مناجيره الخاص عبد الحكيم نقاش. بداية لماذا ترفض مناداتك باسم الشاب سيد أحمد؟ يضحك. احتراما لتسميتي الأصلية سيد احمد الحراشي، فتسرني هذا التسمية بدلا من الشاب سيد أحمد، فشرف كبير لي أن يحمل اسمي تسمية (الحراشي) وهي التسمية التي سبق أن حملها المرحوم دحمان الحراشي. لا بأس فلنناديك كما تطلب منا ذلك، أين هو سيد احمد الحراشي؟ أنا موجود بالجزائر، منشغل بشؤوني المهنية والعائلية. وماذا عن عالم الغناء، يلاحظ ابتعادك عنه لمدة طويلة هل طلقت الغناء؟ الغناء بالنسبة إلي أشبه بالدم الذي يجري في العروق لذا لا أستطيع الابتعاد عنه، فهو كالماء بالنسبة إلى السمكة، وغيابي عن الساحة الفنية خلال السنوات الأخيرة، ماهو إلا فترة عابرة واستثنائية، وعبر منبر جريدتكم المحترمة، أقول أنا عائد بإذن الله إلى عشاقي، وأقول للجميع انتظروني قريبا. هل بإمكاننا أن نعرف جديدك الفني؟ أنا بصدد الانتهاء من ألبوم جديد من سبع أغاني، واحدة تحمل عنوان (ماتقدر تعرف في قلبي)، وأخرى (اسمح لي يا قلبي عذبتك بيديا)، وبإذن الله تعالى سيكون هذا الألبوم بوابة أخرى لألبومات أخرى، أعود من خلالها إلى مكانتي في الساحة الفنية الجزائرية، فطموحي كبير لأسترجع عشاقي وشعبيتي الفنية. هل هناك أغان أعدت غنائها من جديد؟ أكيد، هناك أغان أعدت غنائها من جديد لكن بقالب مغاير عن السابق، وقد فضلت اختيار الأغاني التي اشتهرت بها في السابق والتي عرفت رواجا كبيرا. ألا تخشى بإعادتك بعض الأغاني فشل ألبومك المقبل؟ لا.. لا، فالأغاني التي اشتهرت بها لا تموت أبدا، بدليل أنني كلما أقمت حفلا غنائيا إلا ويطلب مني الجمهور إعادة غناء بعض الأغاني السابقة. يفهم من كلامك أنك لا زلت تقيم بعض الحفلات؟ من حين لآخر، لكن الذي يجب أن أقوله لك ولعشاقي أن عودتي الحقيقية ستكون من خلال الألبوم الذي سينزل إلى السوق قريبا. متى سينزل هذا الألبوم في السوق؟ إن شاء الله سيكون مطلع العام المقبل 2014. ماهي نوعية الأغاني التي يغنيها سيد احمد الحراشي؟ هي تلك الأغاني التي يسمعها الجميع، تلك الأغاني التي تحمل عبارات الحب للأم وللوطن وللمرأة، بكلمات نقية جميلة كلماتها تلم شمل العائلات الجزائرية على مائدة واحدة. هل أغانيك من تأليفك الخاص؟ جل الأغاني التي غنيتها من تأليف عبد الرحمن جودي، وإضافة إلى هذا الأخير غنيت للعديد من كتاب أغاني الراي، أخص بالذكر كل من عبد القادر الناير ومحمد عنقر وأمين المغبون واحميدة بلعروي، وليعذرني البعض إن لم أذكر أسماءهم. وعلى ذكر هؤلاء هناك حقيقة يجب أن يعلمها الجميع، أنهم يرفضون التعامل مع الكثير من مطربي الراي في الوقت الراهن. ولماذا؟ كون هؤلاء المطربين إن صح التعبير تسميتهم بالمطربين كلمات أغانيهم جد ساقطة، ولا يصلح سماعها، فأغانيهم خريجة الملاهي الليلية، فماذا تنتظر من هؤلاء لتطوير فن الراي والغناء الجزائري بصفة عامة، فهؤلاء شوهوا حقيقة أغاني الراي التي تغنى بها عمالقة هذا الطرب في الجزائر نذكر منهم الشاب خالد ومامي والمرحوم حسني ولا ننسى بلاوي الهواري وأحمد وهبي. لكن كيف تفسر تألق العديد من جيل مطربي الراي حاليا؟ لن أتفق معك حين تقول إن هناك أسماء تألقت في وقتنا الحالي، فالمطرب الذي لا يستمع أغانيه في البيت بين أفراد العائلة الواحدة لا يمكن تسميته مطربا، والمطرب الذي يبقى حبيس الملاهي الليلية لا يمكن أن نسميه بالمطرب، بل يحق أن نطلق على هؤلاء بالدخلاء على فن الراي. إضافة إلى كل هذا هناك أمور خطيرة يلجأ إليها الكثير من جيل اليوم من مطربي الراي، بعرض أنفسهم مجانا للغناء في الحفلات، أما في الملاهي فحدث ولا حرج، زد على ذلك أن الطريقة التي يتعامل بها هؤلاء المطربون مع المنتجين سودت حقيقة طرب الراي في الجزائر، وإن بقيت الأمور على ما هي عليه حاليا، فالوضع سيتفاقم وسيفقد طرب الراي لبه الحقيقي. وكيف تمكن هؤلاء من فرض وجودهم في الساحة الفنية، بدليل أن أغانيهم تلقى رواجا كبيرا بالرغم من كلماتها الساقطة جدا؟ بالعكس لا تلقى أغاني هؤلاء رواجا في وسط الشباب الجزائري، أنا على يقين أن من يسمع أغنية يقول صاحبها (شامبوا شامبوا جال جال)، هل تظن أنه سيسمعها مرة ثانية، لا وألف لا ومثل هاته الأغاني لن تغنى إلا في الملاهي الليلية. بل أكثر من ذلك ماذا تنتظر من مغن يقول إنه يغني الراي وهو الذي يعرض نفسه على المنتجين مجانا دون مقابل، بل أكثر من ذلك هناك أسماء تقوم بتسجيل أغانيها بطريقتها الخاصة وتعرض أسطوانتها على منتجين مجانا، لهذا السبب قلت لك منذ قليل، وضع طرب الراي في الجزائر تعدى الخط الأحمر، الأمر الذي أرغم الكثير من المطربين والمطربات الحقيقيين الذين يغنون فعلا طابع الراي إما إلى الاعتزال وإما إلى التريث. وأنت فضلت التريثت أليس كذلك؟ غيابي عن الساحة الفنية في السنوات الأخيرة له ما يبرره، والحمد لله أنا عائد إلى الساحة الفنية بأغان نقية جميلة. هل فكرت في اعتزال الفن في يوم ما؟ لم أفكر في ذلك ولو مرة واحدة، ولو فكرت لكنت قد وضعت حدا لمسيرتي الفنية إبان العشرية الحمراء، فكم من رسالة تهديد تلقيتها لأضع حدا للغناء، لكني لم أرضخ لمن هددوني بالقتل، والحمد لله واصلت المسيرة خلال تلك الفترة، وغنيت في مناطق جد خطيرة، فثقتي بالله كانت أقوى ممن هددوني بالقتل. لذا كيف أفكر اليوم بوضع حد لمسيرتي المهنية، فعودتي إلى الساحة الفنية هي لتصحيح مسار فن الراي الحالي، لعل عودتي والتحدي الذي يرفعه زملائي الفنانين في طرب الراي قد يعيد لهذا الطرب مكانته الحقيقية في الساحة الفنية الجزائرية. انتظروا في الجزء القادم حديثا مع سيد احمد الحراشي عن عائلته وموقفه من ولوج أبنائه عالم الغناء، وجديده مع الشاب توفيق وحسيبة عمروش للرياضة، وأسرار شخصية أخرى. .../ ... يتبع حاوره: كريم مادي