اختتمت أمس السبت بقصر المعارض، في الجزائر العاصمة، الطبعة الثامنة عشر للصالون الدولي للكتاب الذي عرف إقبالا كبيرا جدّا من قِبل المواطنين بمختلف ميولاتهم وتوجّهاتهم، وهو إقبال (ينسف) الأطروحة القائلة إن الجزائري لا يقرأ، علما بأن الجزائريين لم يكتفوا بزيارة أجنحة المعرض، بل قاموا باقتناء عدد كبير من الكتب المختلفة. تواصل إقبال الجزائريين المكثّف على صالون الكتاب في طبعته ال 18 حتى أنفاسه الأخيرة، وكانت حصّة الأسد للطلبة الذي يعدّ لهم هذا الصالون فرصة لا تعوّض لاقتناء الكتب كلّ حسب اختصاصه، وكذا مسايرة آخر الإصدارات في شتى العلوم. وحسب بعض العارضين فإن أكثر الكتب استقطابا لجمهور الزوار هي الكتب الدينية التي كان يطلبها كثيرا الوافدون على المعرض، خاصّة كتب تفسير القرآن وقصص الأنبياء. المهتمّون بالكتب الدينية استحسنوا فكرة تخصيص مختلف دور النشر المشاركة أجنحة للكتاب الديني بغرض عرض أكبر قدر ممكن من العناوين وحتى يتسنّى لهم الوصول إلى العناوين الدينية التي يبتغونها. وإلى جانب الكتب الدينية كان هناك اهتمام كبير من قِبل المواطنين بالكتب التاريخية، خاصّة المتعلّقة منها بتاريخ الجزائر المعاصر، وكتب السير الذاتية للشخصيات التي كانت شاهدا على وقائع بارزة في تاريخ الثورة الجزائرية، وكذا كتب اللّغات التي شهدت بدورها إقبالا كبيرا كالقواميس وغيرها، وكذا الكتب الأكاديمية والكتاب شبه المدرسي التي كان لها جمهورها المتخصّص في مختلف المجالات. ككلّ سنة نظّم الصالون الدولي للكتاب سلسلة من اللّقاءات الأدبية والفكرية مع الكتّاب والروائيين لتبادل الأفكار والأطروحات ومناقشة هموم المواطن العربي، خاصّة في ظلّ الحراك الذي يعيشه العالم العربي من الشرق إلى الغرب، وكلّ فسّر الوضع حسب إيديولوجيته والنّظريات التي يتبنّاها. كما نظّم على هامش الصالون عدد من الندوات، لعلّ أبرزها كان الملتقى الدولي حول إفرقيا عبر الفنون والآداب الذي سلّط الضوء على تنوّع الفنون الثقافية بالقارّة السمراء. وتميّز الصالون بمشاركة أكثر من 335 دار نشر عربية من 922 معلن عنها ونحو ألف عارض مثّلوا 44 بلدا وشاركت الجزائر لوحدها ب 260 دار نشر وشهدت هذه التظاهرة الثقافية الكبرى إقبالا كبيرا على الكتب الدينية والأكاديمية وكتب الأطفال. 500 شرطي سُخّر لتأمين صالون الكتاب بعد إسدال الستار على فعاليات الطبعة ال 18 للمعرض الدولي للكتاب والذي شهد إقبال كبيرا هذه السنة، أكّد العميد أوّل للشرطة جيلالي بودالية مدير إدارة الاتصال والعلاقات العامة بالمديرية العامة للأمن الوطني، بأنه تم تسخير 500 شرطي أمام مداخل مختلف مشارف المعرض. أفاد بودالية حسب بيان لمديرية الأمن الوطني تحوز (أخبار اليوم) على نسخة منه، بأنه تمّ تعزيز هذه التدابير بعدد من الدوريات الراجلة داخل مساحات المعرض لتمكين العائلات والزوار من الرّاحة والتسلية والتجول بكل أمان وطمأنينة، منوّها بمساهمة المديرية العامة للأمن الوطني في إنجاح الطبعة ال 18 للمعرض الدولي للكتاب بالجزائر. وجاء في بيان مصالح الأمن الذي بأنه تنفيذا للخطة الأمنية التي سطّرتها المديرية العامة للأمن الوطني في سياق تأمين الطبعة ال 18 للمعرض الدولي للكتاب بالجزائر، قامت مصالح الشرطة بتنفيذ خطة متكاملة لتخفيف الازدحام وتيسير حركة المرور بالقرب من محيط قصر المعارض بالصنوبر البحري خلال الفترة الممتدة من 31 أكتوبر إلى 09 نوفمبر 2013. وأضاف البيان أنه تمّ تنفيذ هذه الخطّة بوضع تشكيلات وقائية من دوريات راجلة ومتنقّلة على المسار المؤدي للمعرض الذي كان يستقبل يوميا الآلاف من الزوار، أين تمّ كذلك توفير كلّ الظروف اللاّزمة لتسهيل حركة المرور وضمان الانسيابية لا سيما في ساعات الذروة، بالإضافة إلى وضع تشكيلات وقائية أخرى أثناء فترة نهاية الأسبوع عزّزتها على مستوى مشارف المعرض، والتي ساهمت في ترشيد الزائرين إلى الفضاءات المخصّصة لمواقف السيّارات.