تعيش عدد من القرى التابعة للبلديات المتواجدة على سفوح جبال جرجر ة في الجهة الجنوبية والجنوبية الشرقية لولاية تيزي وزون حالة من القلق جراء الخطر الكبير الذي تمثله عليهم قردة الماغو التي تركت موطنها المتمثل في الحظيرة الوطنية لجرجرة وتدخل التجمعات السكنية بحثا عن الغذاء والماء. حيث يشكو سكان قرى أقبيل، ايبودرارن وأيت بومهدي وعشرات القرى القريبة من هذه الغابات من اجتياح القردة لحقولهم في أول وهلة، حيث اضطرت العائلات لهجر حقولها بعدما أتلفت القردة جميع المحاصيل التي تزرع فيها، وبعد قلة الغذاء في هذه الحقول دخلت القردة الى القرى بحثا عن الغذاء وبدأت تقتحم السكنات وحتى تعتدي على الأفراد الذين يحاولون مطاردتها. وعن خطر هذه الحيوانات وخروجها من الغابات الى القرى تحدث كبار المنطقة، وقالوا بأن القردة قديما كانت تطارد من طرف الصيادين والفلاحين لدى اقترابها من الحقول وخوفا من الرصاص تعود الى الغابات خاصة في فصل الصيف، إلا أنه ومنذ بداية العشرية السوداء وسحب بنادق الصيد من الفلاحين والعائلات التي تمتلكها لم يبق لهم مطاردة هذا الحيوان سوى بالوسائل التقليدية التي لم تعد ترعب القردة وشجعتها أكثر على الدنو ودخول التجمعات السكنية والاقتراب أكثر من الإنسان، بحثا عن الغذاء، كما أضاف آخرون بأن هذا الحيوان الذي يحميه القانون يمنع على الفلاحين والعائلات اصطياده ما زاد من خطره عليهم وانتشاره بشكل واسع في القرى، وأضاف المتحدثون أن استغلال مياه المنابع الطبيعية القريبة من القرى وغلقها أدى الى عطش القردة وبحثها عن الماء خارج الأدغال وصولا الى القرى، ضف الى ذلك إطعامها من طرف العائلات لدى خروجها في الوهلة الأولى، الى جانب انتشار المزابل والقمامة في إرجاء القرى ما دفع القردة الى البحث عن الطعام بالقرب من الإنسان، لكن الخطر الذي تمثله حاليا هو تهجمها على الأفراد خاصة الأطفال منهم فبعدما كان خطرها على محاصيل الفلاحين فقط أصبح مطروحا على حياتهم. ذا تطالب السلطات المحلية وكذا لجان القرى المعنية جميع الجهات المعنية وفي مقدمتها محافظة الغابات بالتدخل العاجل وإيجاد الحل النهائي لهذا المشكل الذي سيدفع حتما الى إخلاء هذه القرى وتركها كمستعمرات للقردة التي فرضت وجودها بحماية القانون. ...أزمة حادة في قارورات غاز البوتان بالمرتفعات الجبلية تشهد القرى الواقعة في أعالي الجبال بولاية تيزي وزو والتي لم تصلها بعد قنوات الغاز الطبيعي، أزمة حادة في توفر غاز البوتان الذي بلغت أسعاره الى 300 دج للقارورة الواحدة، رغم توفير الكميات الكافية في محطات التوزيع الموجودة في مختلف الدوائر المعنية في ولاية تيزي وزو. وقالت مصادر متطابقة بأن الأزمة المسجلة جاءت بسبب الإقبال منقطع النظير الذي تقوم به العائلات على غاز البوتان خصوصا بعد تساقط الثلوج في المناطق المرتفعة، وخوفا من ازدياد تساقطها في الأيام المقبلة تقوم العائلات باقتناء كميات كافية من الغاز لمواجهة الأزمة، كما أن البرودة القاسية تتطلب التدفئة بتوفير غاز البوتان، في حين اضطرت عائلات القرى النائية الى الاعتماد باكرا على جمع كميات هائلة من الحطب خلال أشهر الصيف، خوفا من تكرار سيناريو شتاء 2012، حين عزلت الثلوج عشرات القرى لعدة أسابيع، وتدخلت قوات الجيش لفك الحصار عنها، بعدما عجزت البلديات والجمعيات على إيصال المؤونة إليها. ومن جهة أخرى قامت مديرية الطاقة والمناجم لولاية تيزي وزو، قبيل بداية تساقط الأمطار باتخاذ جملة من التدابير والإجراءات لتدارك النقائص المعتاد تسجيلها كل فصل شتاء، الإجراءات المتخذة هذه السنة تتمثل في استغلال المستودعات التابعة للبلديات النائية من أجل توزيع وبيع قارورات غاز البوتان، لاسيما بالنسبة للقرى الواقعة جنوب الولاية، حيث تم فتح عدة مخازن خصوصا في المدن الكبرى للولاية لاتخاذها كنقاط توزيع كبرى، مع الاستعانة بكل الإمكانيات التي تتوفر عليها شركة نفطال لنقل غاز البوتان إلى المناطق النائية، لتوفير الحد الأدنى من هذه المادة التي تعرف إقبالا ونقصا في فصل الشتاء خاصة وان العيش في القرى جد صعب خلال فصل شتاء. وجدير بالذكر أن الكثير من القرى التي تم برمجتها للربط بالغاز الطبيعي خلال هذه السنة، بقيت دون وصوله إليها وذلك بسبب مشكل المعارضة الذي يطرح من منطقة الى أخرى. ما حرم هذه القرى من توديع مرحلة جمع الحطب والبحث المضني على غاز البوتان الذي يشهد تلاعب الكثير من الموزعين الذين يستغلون الظروف الطبيعية الصعبة لتحقيق الربح على حساب العائلات.