بقلم: محمد بن المختار الشنقيطي تزامنت ذكرى فاجعة كربلاء هذا العام مع ذكرى اكتمال ثلاثة أشهر على مذبحة رابعة في قلب القاهرة. وتوجد أوجه شبه بين هاتين الفاجعتين يحْسُن تأملها، كما توجد أوجه شبه بين الظروف السياسية التي وقعت فيها كل من الواقعتين. ويدل هذا الشبه على أن عقدة الشرعية السياسية لم تزل متحكمة في فكر المسلمين وواقعهم منذ مذبحة كربلاء إلى مذبحة رابعة. فليست مذبحة كربلاء التي لا تزال ذكراها طريَّة، ولا مذبحة رابعة التي لا تزال دماؤها طرية، سوى تعبير عن أزمة الشرعية السياسية في الحضارة الإسلامية، وهي أزمة ترجع جذورها إلى معضلة أخلاقية مزمنة هي الصراع بين الجلادين والشهداء، بين أهل الضمائر ومن لا ضمائر لهم.. في كل زمان ومكان. إن لكل حضارة أزْمتها، وأزمة الحضارة الإسلامية أزمة دستورية في جوهرها، ترجع إلى الصراع بين مفهوم الشرعية السياسية القائمة على العدل والتراضي الطوعي، ومفهوم السلطة المتغلبة القائمة على الجبْر والقهْر. وقد بدأت هذه الأزمة ليلة السقيفة، وتغلَّب عليها الجيل الأول من المسلمين حوالي ربع قرن من الزمان، لكنها انفجرت مدوِّيةً في نهاية خلافة عثمان وطيلة خلافة عليٍّ، واستحالتْ حربا أهلية طاحنة بين معسكر العراق بقيادة علي ومعسكر الشام بقيادة معاوية. وقد كانت معركة ليلة الهرير في بلدة (صِفِّين) قمة التعبير التراجيدي عن تلك الحرب الأهلية. وليست ثورات القرن الأول الهجري إلا امتدادا لحرب صفِّين، وسعياً للتغلب على هذه الأزمة الدستورية. ومن هذه الثورات ثورة الإمام الحسين بن علي الذي هبَّ (غضبا للدين وقياما بالحق) (ابن العربي، العواصم ص 237). وانتهت ثورته بفاجعة كربلاء، وثورة أهل المدينة ضد يزيد، وقد (قاموا لله) (الذهبي: سير أعلام النبلاء 4/37) وانتهتْ ثورتهم باستباحة جيش يزيد للمدينة المنورة، وثورة عبد الله بن الزبير في مكة، وثورة التوَّابين بقيادة الصحابي سليمان بن صُرد، وثورة الفقهاء بقيادة عبد الرحمن بن الأشعث. ثم ما تلى ذلك من ثورات أشعلها الخوارج وغيرُهم طيلة حياة الدولة الأموية. وقد تنازع الفقهَ السياسيَّ الإسلاميَّ منزعان منذ نهاية عهد الخلافة الراشدة. المنزع الأول هو مذهب الإمام الحسن بن علي رضي الله عنهما. وهو مذهبٌ تصالحي يُرجِّح وحدة الأمة على شرعية السلطة. وكان هذا المنزع بداية تأسيسية لمدرسة فكرية وسياسية تبنَّاها أغلب الشيعة الإمامية قبل العصر الحديث، وعبروا عنها بفكرة التقيَّة، كما تبناها أغلب أهل السنة، وعبَّروا عنها بفكرة المداراة. فصفقة عام الجماعة التي أبرمها الحسن مع معاوية عام 41 للهجرة حدث تأسيسيٌّ في الفكر السياسي السُّني والإمامي على حد السواء. أما المنزع الثاني: فهو مذهب الإمام الحسين بن علي رضي الله عنهما. وهو منزع ثوري رافض لشرعية الملك العضوض، أو التصالح مع الظلم السياسي. فبينما ساد لدى الحسن -وفي الفقه السياسي السُّني والإماميّ- الخوف من الفتنة والتخويف منها، فإن الحسين كان يرى الاستبداد والظلم السياسي هو الفتنة ذاتها. وقد عبَّر الحسين عن ذلك في رسالة إلى معاوية قال فيها: (وما أظن لي عند الله عذرا في ترك جهادك، ولا أعلم فتنة أعظم من ولايتك أمر هذه الأمة). (ابن عساكر: تاريخ مدينة دمشق 14/206). وهذا النهج هو الذي انتهجته الشيعة الإسماعيلية في العصر الوسيط، ثم انتهجتْه الشيعة الإمامية خلال العقود الثلاثة الماضية، فكانت ثورة الفقهاء في إيران ضد الشاه، وانتفاضات الشيعة ضد حكم الاستبداد البعثي في العراق، والمقاومة الشيعية للاحتلال في جنوبلبنان.. تعبيرا عن هذا المنزع الحُسيْني. لكن الشيعة بعد أن حققوا ذاتهم السياسية في إيرانوالعراقولبنان خلال العقود الماضية، وسيطروا على الشام التي هم فيها أقلية قليلة، بدؤوا اليوم ينْحون منحى محافظا، مقاوما لحركات التغيير الثورية الشعبية، حتى ظهر ما يشبه تبادل الأدوار بين ما كان مذهبا حُسيْنيا تبناه الشيعة في العقود الماضية، ومذهبا حَسنيا كان يتبناه السُّنة إلى عهد قريب. فنحن نجد مع الربيع العربي المجيد أن جلَّ الشعوب السُّنية تنحو اليوم منحى حُسَيْنيا ثوريا، وجلَّ الشعوب الشيعية تنحو منحى حَسَنيا تصالحيا. وليت النخب السياسية الشيعية اقتصرتْ اليوم على المذهب الحَسَني الساكت عن الظلم السياسي دون إقرار له أو إسناد، لكنها للأسف تجاوزت ذلك بكثير، فوقعت في مفارقة أخلاقية فاضحة، فهي ترفع في الشام اليوم راية الحسين وتقاتل في جيش يزيد!! وهكذا تحوّلت ثورة الإمام الحسين المجيدة في الذاكرة الشيعية اليوم إلى تباريح عاطفية، وطقوس كثيفة لا نبض فيها ولا حياة، تهيِّج النخبُ العامةَ بها وترميهم في أتون الحرب الطائفية العبثية، وتستغلها إيران في لهثها وراء أوهام النفوذ وغرور القوة، وهي أبخلُ الدول بدماء شعبها، وأجْودُها بدماء العرب. وليس أقل انحرافا من هذا ما حدث لذكرى ثورة كربلاء في الذاكرة السلفية، فقد تبنى بعض السلفيين تبريرات بليدة لفَعَلات يزيد الشنعاء وجرائمه التي يندى لها جبين التاريخ، حتى انشغل بعضهم -وشغل معه الناس- بتدبيج الكتب في تحقيق المكان الذي يوجد به اليوم رأس الحسين رضي الله عنه، أهو في كربلاء، أو المدينةالمنورة، أو عسقلان، أو القاهرة.. فضاعت العبرة الأخلاقية من هذا الحدث التأسيسي في التاريخ الإسلامي. وليس يهُمُّ الشهيدَ الحسينَ الذي تعالى فوق الاعتبارات الأرضية، وأسلم روحه في سبيل الحق والعدل، أين يستقر المقام برأسه الشريف، ولا أن تُبنى فوق جثمانه الطاهر القبابُ الذهبية أو تسْفِي عليه السَّوافي في الصحراء. وفي هذا الركام نجدُ عَزاء في دراسة من الدراسات العميقة لفاجعة كربلاء -بعيدا عن التباريح الشيعية والتبريرات السلفية- وهي كتاب عباس محمود العقَّاد (أبو الشهداء الحسين بن علي).. فقد تناول العقاد فاجعة كربلاء بمنطق أخلاقي رصين، وتحليل نفسي عميق، وركز على المدلول الأخلاقي الكبير لهذه الفاجعة. ونحن نكتفي هنا بثلاثة من أوجه الشبه بين فاجعة كربلاء -كما قدَّمها قلمُ العقاد- وفاجعة رابعة التي عشناها منذ ثلاثة أشهر، لنرى بعض ما تحمله كلتا الفاجعتين من دلالة أخلاقية ومعنى تاريخي. فأول أوجه الشبه بين كربلاء ورابعة هو طبيعة الصراع في الحالتين. حيث يرى العقاد أن كربلاء كانت من أعظم مشاهد الصراع في التاريخ الإنساني بين فكرتين، أو مزاجيْن بتعبيره هو، وهما مزاج الأرْيحية ومزاج النَّفْعية. فقد (كانت المعركة كلها هي معركة الأرْيحية والنفعية) (العقاد: أبو الشهداء الحسين بن علي، ص 29) و(حياة الحسين رضي الله عنه كانت صفحة، لا صفحة تماثلها، في التمييز بين هذين المزاجين) (ص 12). ويشدد العقاد على ضرورة وضوح الرؤية في هذا المضمار، لأن الصراع بين الحسين ويزيد في كربلاء كان صراعا بين (موقف الأريحية الصُّراح في مواجهة موقف المنفعة الصُّراح، وقد بلغ كلاهما من موقفه أقصى طرفيْه وأبْعدَ غايتيْه. فانتصر الحسين بأشرف ما في النفس الإنسانية من غيرة على الحق وكراهة للنفاق والمداراة، وانتصر يزيدُ بأرذل ما في النفس الإنسانية من جشع ومراء وخنوع لصغار المُتَع والأهواء) (ص 9). ويدل النظر المتبصر على أن الصراع بين أنصار الثورة والشرعية وبين أنصار الاستبداد والثورة المضادة في مصر اليوم لا يخرج عن هذه المعادلة، معادلة الصراع بين النفعية والغرائز المنحطة وبين النبل والدوافع الكريمة. فرابعة هي كربلاء عصرنا، إذ فيها وقف الحق الناصع المجرَّد من كل قوة سوى قوة الإيمان والمبدأ، في مواجهة الباطل الصُّراح المتسلح بكثافة القوة المادية والبطش الدموي والمال الحرام والتواطؤ المخزي. وإذا كان صحيحا ما لاحظه العقاد أنه (ما مِن رجل فاز حيث ينبغي أن يخيب كما فاز يزيد بن معاوية في حربه للحسين، وما اختصم رجلان كان أحدهما أوضحَ حقاً وأظهرَ فضلاً من الحسين في خصومته ليزيد بن معاوية) (ص 23)، فما من فائز في عصرنا فاز حيث كان ينبغي أن يخيب مثل قادة الانقلاب الدموي في خصومتهم مع السلطة الشرعية في مصر، ولا كان رجلٌ في عصرنا أوضح حقا من مرسي في خصومته مع الانقلابيين. والوجه الثاني من أوجه الشبه بين كربلاء ورابعة هو وجود بعض الأخطاء السياسية في الطرف المُحقِّ، مقابل وجود الخطايا الجسام في الطرف المُبْطل. لكن المفاصلة بين النُّبْل والنذالة التي حكمت الموقف ابتداء وانتهاء تجعل الحديث عن أخطاء التقدير السياسي والعسكري أمرا ثانوياًّ، بل تجعل خطأ المُحق أصْوبَ من صواب المُبطل. وقد عبَّر العقاد عن ذلك ببلاغته الآسرة، فلاحظ أن بعض الصواب السياسي والعسكري في معسكر يزيد (صوابٌ سهلٌ يستطيعه كثيرون) (ص 11) ومنه استباحة الدماء الزكيَّة، وشراءُ ضمائر من لا ضمائر لهم، ومنع الأطفال والنساء العطشَى من الوصول إلى الماء. كما لاحظ أن بعض الخطأ السياسي والعسكري الذي ظهر في معسكر الحسين من (الخطأ الصَّعْب الذي لا يستطيعه إلا القليلون) (ص 11). ومنه مواجهة جيش من أربعة آلاف مقاتل ببضع عشرات من المقاتلين، والتشبث بالحق والعدل مع تحقُّق الموت في سبيلهما. فإذا أنت رأيْت اليوم منشغلا بأخطاء المظلوم عن خطايا الظالم في مصر، فاعلم أنه جاهل لا يفقه ما يقول، أو طامع باع ضميره بثمن بخس، أو جبانٌ يتستَّر وراء التفلسف وطول اللسان. أما الوجه الثالث من أوجه الشبه بين كربلاء ورابعة فهو ما لاحظه العقاد من فرْق بين جيل معاوية من بُناة الدولة الأموية، وجيل يزيد من الجلاَّدين الذين لا يحملون -وراء أطماعهم الوضيعة- أيَّ مشروع سياسي يستحق هذا الوصف. لقد كتب العقاد عن ذلك يقول: (كان لمعاوية مُشيرون من ذوي الرأي، كعمرو بن العاص، والمغيرة بن شعبة، وزياد بن أبيه، وأضرابِهم من أولئك الدُّهاة الذين يُسمِّيهم التاريخُ أنصارَ دولٍ وبُناةَ عروشٍ، وكان لهم من سمعة معاوية شعارٌ يُدارون به المطامع، ويتحللون من التأثيم. لكن هؤلاء بادُوا جميعا في حياة معاوية، ولم يبق ليزيد مشيرٌ واحدٌ ممن نسمِّيهم بأنصار وبُناة العروش، وإنما بقيتْ له شرذمة على غِراره، أصدقُ ما توصف به أنها شرذمة جلاَّدين، يقتُلون من أُمِروا بقتله ويقبضون الأجر فَرِحين. فكان أعوانُ معاوية ساسةً وذوي مشورةٍ، وكان أعوانُ يزيد جلاَّدين.. أولئك الذين تمتلئ صدورُهم بالحقد على أبناء آدم، ولاسيما من كان منهم على سواء الخُلُق وحُسْن الأحدوثة، فإذا بهم يُفرغون حقدهم في عدائه.. وشرُّ هؤلاء جميعا هم شمَّر بن ذي الجوشن، ومسلم بن عقبة، وعبيد الله بن زياد، ويلحق بزمرتهم على مثال قريب من مثالهم عمر بن سعد بن أبي وقاص) (ص 44-45). والذي يقارن السيسي مع سلفه من حكام مصر العسكريين خلال العقود الستة الماضية سيجد فرقا بين جيليْن يشبه الفرق بين الجيلين الذي شرَّحه العقاد. لقد تمكَّن العساكر منذ العام 1952 من اغتيال التطور الديمقراطي المصري، وفرْض منطق الاستبداد والفساد الذي أنهك هذه الدولة العظيمة وأخرجها من التاريخ، وبناء (جمهورية الضباط في مصر) التي وصف الباحث يزيد الصايغ في دراسته المعنونة بهذا العنوان عمقَ فسادها وترهُّلها، لكنَّ أيًّا منهم لم يظهر منه من الجدْب في كفاءة القيادة ومنطق الدولة مثلما ظهر من السيسي. فعبد الناصر على نرجسيته وتهوُّره، والسادات على تعلُّقه الوثني بأميركا، ومبارك على بلادة حِسِّه وفساده، لم يصلْ أيٌّ منهم مستوى من الحضيض الأخلاقي والغباء السياسي جعله يقتل آلاف المصريين المدنيِّين بدم بارد، في يوم واحد، وفي قلب القاهرة، وتحت سمع وبصر العالم. لكن قائد الانقلابيين الجاثمين على صدْر مصر اليوم فعل ذلك، لأنه يتصرف بمنطق الجلاَّد الذي لا يحمل مشروعا سياسيا، بقدر ما يحمل حقدا على كل روح نبيلة وكل نزوع إلى الحرية والكرامة الإنسانية في مصر. فهؤلاء الانقلابيون يدركون جدْبهم الأخلاقي، وهم يمقتون كل من يبدو منه موقفٌ مبدئي لصالح الحق والعدل والحرية. وقد وجدوا في ميدانيْ رابعة والنهضة رجالا ونساء من أبناء وبنات مصر يؤمنون بحق شعبهم في الحرية والعدل والكرامة الإنسانية، وهم مستعدُّون لبذل المُهَج، والتضحية بالأنفس وبفلذات الأكباد في سبيل تحقيق هذه الرسالة النبيلة. لذلك كان الحقدُ لدى الجلادين عميقا، والبطشُ بأيديهم رهيبا، يُعبِّر عن أنْفُس سادية إجرامية، وعن ذات مهزوزة فقدت الثقة في ذاتها. وحينما تواجه الشعوب الحرة جلادين، فلا وجود لمنطق السياسة وفقه الدولة، فالجلاد لا يعرف التفكير السياسي ولا الموازنات السياسية. ولم تغبْ تلك الحقيقة عن قلم المراقب الذكيِّ عباس محمود العقاد، فكتب: (منذ قُضيَ على يزيد أن يكون هؤلاء وأمثالُهم أعوانا له في ملكه، قُضي من ساعتها أن يكون علاجُه لمسألة الحسين علاجَ الجلادين الذي لا يعرفون غير سفك الدماء... وهكذا كان ليزيد أعوانٌ إذا بلغ أحدهم حدَّه في سمعونته فهو جلادٌ مبذول السيف والسوط في سبيل المال، وكان للحسين أعوانٌ إذا بلغ أحدهم حدَّه في معونته فهو شهيدٌ يبذل الدنيا كلها في سبيل الروح. وهي إذنْ حربُ جلاَّدين وشهداء) (ص 48). وفي ضوء أوْجه الشَّبَه الثلاثة بين كربلاء ورابعة، لن يكون من المستحيل التنبُّؤ بمصير السلطة الانقلابية الدموية في مصر. لقد حاق بمرتكبي مذبحة كربلاء ما حدَّثنا عنه التاريخ: هلك يزيدُ بعد المذبحة بثلاثة أعوام، وهلك قائدُه مسلم بن عقبة بعد استباحته المدينة المنوَّرة بثلاثة أيام، (ولم تنقض ستُّ سنوات على مصرع الحسين حتى حاق الجزاء بكل رجل أصابه في كربلاء، فلم يكدْ يَسْلمُ منهم أحدٌ من القتل والتنكيل، مع سوء السُّمعة ووسواس الضمير) (ص 71). وظلت لعنة كربلاء تلاحق الدولة الأموية حتى هدَّتْ أركانها، (وكان مصرع الحسين هو الداء القاتل الذي سكن في جثمانها حتى قضى عليها) (ص 71) فقُتل الأمويون أحياء، وحُرِّقوا أمواتا. وإذا كان لدى جلاَّدي الماضي مهلة أحيانا يستمتعون فيها بثمرات إجرامهم بضعَ سنين، فإن عمْق وعْي الشعوب بحقوقها اليوم، وتسارُعَ حركة التاريخ في عصرنا، لا يُمهلان الجلاَّدين كثيرا. فلا تسألْ عن مصير سلطةٍ تحوَّل قادتُها إلى حفنة من الجلادين غلاظِ الأكباد. حقا إنها حرب الجلاَّدين والشهداء، كما وصفها العقَّاد، بدأتْ في كربلاء، ولم تنته في رابعة.. ولن تكون لها نهاية إلا نهاية الاستبداد والهمجية التي تُساسُ به أمَّتُنا اليوم.