أقدمت السلطات الأنغولية على هدم وإغلاق عشرات المساجد في عدّة أقاليم بالبلاد، حسب ما أكّده أمس السبت أحد أبرز قادة الأقلية المسلمة في أنغولا ديفيد جا. نقلت مصادرإعلامية عن ديفيد جا قوله (إن السلطات الحكومية أغلقت عشرات المساجد وهدمت بعضها في أنحاء أقاليم البلاد الثمانية عشر)، واصفا هذه الخطوة بحملة مستهدفة في هذا البلد الذي تقطنه أغلبية كاثوليكية، وأضاف (إن المسلمين البالغ عددهم نحو 90 ألف في البلاد يشعرون بالاضطهاد)، مؤكدا أن (ما قالته الحكومة عن المتطلّبات القانونية بأنها ذريعة لحظر الإسلام). وفي سياق متّصل، قال وزير الخارجية الأنغولي خورخيس تشيكوتي يوم الجمعة في بيان له (إنه لم يتمّ اضطهاد أيّ مسلم، فليس من سياسات الحكومة اضطهاد أيّ طائفة أو ديانة)، مشيرا إلى أن الدستور الأنغولي يدافع عن حرّية الديانة لكن القانون يلزم الجماعات الدينية بتلبية المعايير القانونية للاعتراف بها كطوائف رسمية. وفي سياق ذي صلة، شكّك ممثّل الجالية المسلمة في أنغولا في صدقية التصريحات الرّسمية التي نفت وجود أيّ قرار بحظر الإسلام في هذا البلد، وسط أنباء عن منع المسلمين من ممارسة شعائرهم الدينية تخوفاً ممن وصفوهم ب (المتشدّدين)، ما أدّى إلى سيل من الإدانات والاستنكارات من قبل جهات إسلامية. وقالت قناة الجزيرة القطرية في تقرير لها يوم الخميس إن المسؤول عن الجالية في (سوريمو) بولاية (لوندا سول) شمال البلاد، (إدواردو كابيا) (65 عاما) ذكر لوكالة الصحافة الفرنسية أن (الحكومة تقول شيئا لكنها على الأرض تعمل خلاف ذلك لأن إغلاق المساجد لا يزال متواصلا). وأضاف كابيا: (قبل شهرين اضطرّ مسجدنا إلى إغلاق أبوابه تحت ضغوط السلطات المحلّية، ونحن نصلّي فرادى في منازلنا). وحسب الجالية المسلمة فإن مساجد أخرى اضطرّت إلى إغلاق أبوابها في محافظات عديدة مثل: (لوندا نورتي)، (وزاير) (شمال)، (هوامبو) و(هويلا) و(موخيكو) (جنوب وشرق البلاد).