لازالت العائلات المقيمة بحوش هجري احمد تعاني أوضاع مزرية منذ عقود، دون أن تعرف وضعيتهم تغيرا أو تحسنا يذكر رغم مئات الشكاوي المتعددة المودعة لدى السلطات المعنية لاسيما في الشتاء، أين تتحول مساكنهم الهشة إلى مسابح ويدب الرعب في قلوبهم خوفا من سقوط المنازل فوق رؤوسهم، إلا أن السلطات تقف موقف المتفرج كما لو أن الأمر لا يعنيها حسب السكان. تعيش أزيد من 150 عائلة حياة لا تليق بهم كبشر، وأضاف هؤلاء أنه بالرغم من أن المسؤولين على علم بوضعهم الشاذ سيما الكوارث الأخيرة التي تعرضوا لها بسبب الأمطار والتي تسببت في انهيار بعض المباني، إلا أن السلطات تجاهلت الوضع ولا جهة معنية تكفلت باحتواء الوضع لمعاينة المتضررين الأمر الذي أثر سلبا على حياتهم وزاد من معاناتهم هو جملة النقائص وعدم تمكينهم من التهيئة، حيث تعاني هذه الأخيرة من تردي أوضاع الحياة المعيشية القاسية خصوصا بعد تساقط الأمطار الشيء الذي آثار استياءهم وتذمرهم الشديدين فالوضع يزداد تأزما يوما بعد يوم في ظل غياب أدنى شروط الحياة الكريمة. وفي هذا الصدد أعربت العائلات في اتصالها ب (أخبار اليوم) عن الحياة المزرية التي تتخبط فيها طيلة سنوات، خصوصا فيما يتعلق بمشكل السكنات المتهرئة والقديمة والمعرضة للانهيار في أي لحظة، والتي تحتاج إلى ترميمات وعدة إصلاحات، ناهيك عن وجود أكثر من عائلة تحت سقف واحد مما زاد الطين بلة وضاعف من معاناتهم التي أصبح وضعها لا يطاق على حد تعبيرهم، ولم تتوقف المشكل عند هذا الحد بل يضاف إليها مشكل انعدام غاز المدينة وتعبيد الطرقات والماء الذي زاد الأمور تعقيدا حتى في عز الشتاء. وقد عبر سكان حوش مول عن امتعاضهم إزاء غياب مادة أساسية، وهو الغاز الطبيعي الذي يفتقر عند بعض العائلات ما زاد الأمر حدة، حيث يضطرون لقطع مسافة طويلة لجلب غاز البوتان الذي يبعد عن مقر سكناهم عدة كيلومترات، وليت الأمر يتوقف عند هذا الحد فاهتراء الطرقات صعبت عليهم التنقل، أين لاحظنا أثناء تواجدنا بالحي برك من المياه الموحلة تغرق الحي، وبالتالي تخلق عزلة خصوصا بالنسبة للأطفال المتمدرسين، فعمليات الحفر التي عرفها حوش مول أدت إلى زيادة حادة في أزمة السير بالنسبة للسيارات والراجلين، وأما الأرصفة فحدث ولا حرج فلا أثر لها بالحي، وهو ما يشكل خطورة على الأطفال أثناء توجههم إلى المدرسة. وحسب هؤلاء أنه رغم النداءات المتكررة للسلطات المحلية من اجل التدخل وتوفير المتطلبات الضرورية المذكورة، إلا أن هذه الأخيرة لم تكلف نفسها عناء التنقل والوقوف على حجم المعاناة اليومية التي يواجهها إزاء الحرمان والعزلة المفروضة عليهم. كما اشتكى محدثونا من تراكم القمامات التي حولت الحوش إلى مفرغة عمومية نجم عنها انتشار الروائح الكريهة، وما زاد الوضع تدهورا هو عدم دخول شاحنات ناتكوم الحي، رغم مئات الشكاوي المرفوعة لمصالح البلدية بتكليف عمالها برفع أكوام النفايات التي صنعت ديكورا، إلا أنها لم تحرك ساكنا كما لم يكن الأمر يعنيها، وفي السياق ذاته أكدت العائلات تخوفها من كارثة صحية لاسيما وأن مختلف الأمراض الجلدية انتشرت وسط السكان لاسيما إصابة الرضع والأطفال هذا فضلا عن تلوث المحيط والذي أعطى لمسة مخزية تتقزز لها الأنفس، وماساهم في تردي الأوضاع أكثر هو غياب قنوات الصرف الصحي واعتماد العائلات على انجاز قنوات بطريقة عشوائية مما أدى إلى انسدادها وفيضانها بداخل المنازل وخارجها الأمر الذي نغص عليهم راحتهم وحياتهم إضافة إلى انتشار الحيوانات الضالة التي وجدت ضالتها في المكان على غرار الكلاب المسعورة والقطط فضلا عن الحشرات المؤذية كالناموس. ولم تنته النقائص عند هذا الحد بل يضاف إليها مشكل النقص الفادح في وسائل النقل، وما زاد الأمر حدة هو توقف الحافلات في أوقات مبكرة الأمر الذي يضطر المواطنين الاعتماد على سيارات الأجرة أو الكلوندستان وهذا ما يكلفهم مصاريف إضافية. ووسط هذا الوضع الكارثي، تستنجد العائلات بالسلطات المحلية والولائية، تزويد حيهم بالضروريات ومن أهم مطالبهم أهم عنصر وهو الماء وتعبيد الطرقات وإنجاز شبكة قنوات الصرف الصحي التي تهدد الصحة العمومية بكارثة وبائية وتهيئة الحي الذي يفتقر لأدنى ضروريات العيش الكريم.