تشهد دائرة مفتاح شرق ولاية البليدة فوضى وهستيريا عامرة جراء تهاطل كمية معتبرة من الأمطار كانت كافية لتحول شوارع هذه المدينة إلى منطقة للأشباح جراء حالة من الفوضى يدفع ثمنها السكان بهذه المدينة سببها التهميش والإجحاف الممارس من طرف السلطات المحلية التي لم تحرك ساكنا ,بما أن هذا المشكل بقي يراوح مكانه منذ سنوات ,فيشد انتباهك وانت تحل ببعض شوارع هذه المدينة وكأنك في مزرعة فلاحية نظرا لتواجد كميات كبيرة من الطين شكلت ديكورا مخيفا بفضل إهتراء بعض طرق المدينة التي تشكلت يها حفر عميقة, سيما أن سبب المباشر للتعفن التي آلت له هذه المدينة هو مرور الشاحنات الإسمنت عبر وسط البلدية ,اين تجلب معاها الطين التي تتحفظبه العجلات لتحط الرحال بأرصفة وطرق مفتاح ,حيث عاد سيناريو الرعب ليرمي بظلاله على أزيد من 70ألف نسمة تقطن بالمدينة، خصوصا بعدما جرفت الأمطار الطوفانية يومي العيد 3 بيوت هشة كانت آيلة للسقوط بحي الترايكية، أين تحولت إلى كارثة وجحيم حقيقي لتلك العائلات التي عانت ولازالت تعاني الويلات في ظل الوضع المزري التي تعيشه منذ سنوات خلت دون أن تعرف أي تغيير أو جديد رغم مئات الشكاوي وإطلاق نداءات الاستغاثة لاسيما بعد حلول فصل الشتاء، حيث تتحول مساكنهم الهشة إلى مسابح ويسكن الرعب قلوبهم خوفا من انهيار السكنات على رؤوسهم· ورغم ذلك، إلا أن السلطات لم تحرك ساكنا -على حد تعبير بعض القاطنين- بذات المدينة وأضاف هؤلاء أنه بالرغم من أن المسؤولين على علم بوضع القاطنين، إلا أنه ولا جهة كلفت نفسها عناء التنقل لعين المكان لمعاينة المتضررين، الأمر الذي أثر سلبا على حياتهم وزاد من معاناتهم مع كل النقائص التي يتعايشون معها، حيث يعاني السكان بكل تحمله الكلمة من معاني جراء تردي أوضاع الحياة المعيشية القاسية خصوصا بعد تساقط الأمطار، الشيء الذي أثار استيائهم وتذمرهم الشديدين فالوضع يزداد تأزما يوما بعد يوم في ظل غياب أدنى شروط الحياة الكريمة· وفي هذا الصدد أعربت العائلات عن الحياة المزرية التي تتخبط فيها طيلة سنوات، خصوصا فيما يتعلق بمشكل السكنات المهترئة والقديمة والمعرضة للانهيار في أي لحظة، والتي تحتاج إلى ترميمات وعدة إصلاحات، ناهيك عن وجود أكثر من عائلة تحت سقف واحد مما زاد الطين بلة وضاعف من معاناتهم التي أصبح وضعها لا يطاق -على حد تعبيرهم- ولم يتوقف المشكل عند هذا الحد بل يضاف إليه مشكل انعدام غاز المدينة وتعبيد الطرقات والماء الذي زاد الأمور تعقيدا حتى في عز الشتاء· وقد عبر سكان بعض أحياء مدينة مفتاح عن امتعاضهم إزاء غياب مادة أساسية، وهو الغاز الطبيعي الذي يفتقر عند بعض العائلات ما زاد الأمر حدة، حيث يضطرون لقطع مسافة طويلة لجلب غاز البوتان الذي يبعد عن مقر سكناهم عدة كيلومترات، وليت الأمر يتوقف عند هذا الحد فاهتراء الطرقات صعبت عليهم التنقل، حيث لاحظنا أثناء تواجدنا بالمنطقة برك من المياه الموحلة تغرق الحي، وبالتالي تخلق عزلة خصوصا بالنسبة للأطفال المتمدرسين، فعمليات الحفر التي عرفها حوش مول أدت إلى زيادة حادة في أزمة السير بالنسبة للسيارات والراجلين، وأما الأرصفة فحدث ولا حرج فتكاد منعدمة بها، وهو ما يشكل خطورة على الأطفال أثناء توجههم إلى المدرسة· وحسب هؤلاء أنه رغم النداءات المتكررة للسلطات المحلية من أجل التدخل وتوفير المتطلبات الضرورية المذكورة إلا أن هذه الأخيرة لم تكلف نفسها عناء التنقل والوقوف على حجم المعاناة اليومية التي يواجهها إزاء الحرمان والعزلة المفروضة عليهم. كما اشتكى محدثونا من تراكم القمامات التي حولت المدينة إلى مفرغة عمومية نجم عنها انتشار الروائح الكريهة. وما زاد الوضع تدهورا هو عدم دخول شاحنات نات كوم الحي رغم مئات الشكاوى المرفوعة لمصالح البلدية من أجل تكليف عمالها برفع أكوام النفايات التي صنعت ديكورا خاصا بالحي إلا أنها لم تحرك ساكنا كما لو أن الأمر لا يعنيها.. وفي السياق ذاته أكدت العائلات تخوفها من كارثة صحية لا سيما وأن مختلف الأمراض الجلدية انتشرت وسط السكان لاسيما الرضع والأطفال، هذا فضلا عن تلوث المحيط الذي أعطى لمسة مخزية تتقزز لها الأنفس بسبب غياب قنوات الصرف الصحي واعتماد العائلات على إنجاز قنوات بطريقة عشوائية مما أدى إلى انسدادها وفيضانها بداخل المنازل وخارجها الأمر الذي نغص عليهم راحتهم وحياتهم، وانتشرت الحيوانات الضالة التي وجدت ضالتها في المكان على غرار الكلاب المسعورة والقطط فضلا عن الحشرات المؤذية كالذباب والبعوض· ولم تنته المأساة عند هذا الحد بل يضاف إليها مشكل النقص الفادح في وسائل النقل واعتماد السكان على سيارات الأجرة أو الكلوندستان وهذا ما يكلفهم مصاريف إضافية· وأمام هذه الأوضاع المزرية، تناشد العائلات، السلطات المحلية والولائية، تزويد المدينة بأبسط الضروريات، خاصة الماء، وتعبيد الطرقات وإنجاز قنوات الصرف الصحي وتهيئة بعض الأحياء التي تفتقر لأدنى ضروريات العيش الكريم·