تتواصل إلى يومنا هذا معاناة سكان قرية جعونة ببلدية يسر شرق ولاية بومرداس مع غياب المشاريع التنموية التي من شأنها إخراجهم من جحيم الأوضاع المزرية السائدة بقريتهم التي تصنف ضمن المناطق المنسية، حيث زادها إهمال المسؤولين باعا في التخلف ومرارة في العيش، بعد أن صار قاطنوها يتجرعون الأمرين جراء غياب أدنى ضروريات الحياة الكريمة. ل. حمزة وحسب حديث السكان ل "أخبار اليوم" فإن مطالبهم التي أثاروها بداية السنة لا تزال عالقة إلى غاية الساعة - ونحن على أبواب انقضاء سنة أخرى تضاف إلى سنوات المعاناة والفقر التي عاثت بأهالي القرية- ولم يتحقق من تلك المطالب سوى الوعود المنسوخة عل صفحات الورق التي هي بدورها أدرجت في الدرج السابع ، فلا نواب المجلس الشعب الوطني تحركوا كما توعدوا وتعهدوا قبل الحملة الانتخابية ، ولا سلطات البلدية لوحت بالاهتمام، فالزائر إلى قرية جعونة بأعالي بلدية يسر، يدرك منذ الوهلة الأولى البؤس والشقاء الذي يعانيه قاطنوها الذين لا يزالون يتجرعون مرارة العيش في ظل انعدام أدنى ضروريات الحياة الكريمة، وحسب السكان ، فإن معاناتهم تعود إلى فترة طويلة خاصة أنها لم تحظى بأي مشاريع تنموية من شأنها رفع الغبن عنهم، خاصة أن معاناتهم ازدادت خلال العشرية السوداء بسبب تردي الظروف الأمنية بها، حيث اتخذتها الجماعات الإرهابية معقلا لها وحوّلتها مسرحا لعملياتها الاعتدائية، فحرمت بذلك سكانها من نعمة الأمن والطمأنينة، ما جعل الكثيرين منهم يهاجرون إلى المدن المجاورة بحثا عن الاستقرار والأمن، تاركين وراءهم ممتلكاتهم وأراضيهم، فقاطنو هاته القرية يشكون من نقائص تنموية فادحة مددت من عمر معاناتهم كثيرا ، وضاعفت بالمقابل من حجم الغبن الذي يتجرعونه ، حيث لا تزال العديد من المرافق والخدمات الضرورية مفقودة ولا يعثر لها على أثر كما بقيت كافة المطالب المرفوعة المتعلقة بها رهن ادراج المسؤولين المحليين الذين يثبت الواقع أن الوعود التي أطلقوها عليهم إبان الحملات الانتخابية ظلت مجرد كلام زائف و وعود وهمية ، والدليل أن ولا شيئا منها تجسد على ارض الميدان ، ويعدد سكان قرية جعونة مشاكلهم المتفاقمة بدءا من أزمة العطش التي حولت حياتهم إلى رحلة بحث دائمة عن قطرة ماء مشيرين في هذا السياق إلى أنهم مجبرون على قطع العديد من الكيلومترات لأجل التزود بهاته المادة الحيوية رغم أننا على أبواب فصل الشتاء. كما يضاف إلى جملة المشاكل التي تعاني منها القرية وضعية الطرقات غير المعبدة و عدم إعادة تزفيتها مما يعني توقف نشاط السكان وحركتهم في فصل الشتاء بسبب الأوحال والسيول الجارفة ، هذا الوضع يتكرر كذلك في فصل الصيف نتيجة صعوبة المسالك والطرق الترابية التي لا تصلح للسير مما سبب لهم متاعب جد قاسية . على صعيد آخر طرح محدثونا مشكلا آخر لا يقل أهمية عن الأول آلا وهو مشكلة انعدام النقل , حيث أكدوا لنا وجود حافلتين فقط تربط قريتهم بالبلدية , و ليس لهم وقت محدد و هم في حالة جد مزرية في حين يزداد الأمر سوءا في فصل الشتاء فالتلاميذ و العمال يجدون صعوبة في الوصول إلى منازلهم . و تعتبر أزمة النقل أكثر المشاكل التي تضغط بثقلها على السكان جراء انعدام حافلات تتكفل بنقلهم ، الأمر الذي يعطلهم في أغلب الأحيان عن بلوغ مقاصدهم وقضاء حوائجهم إلا أن اكبر المتضررين هنا هم أطفال المدارس الذين أكدوا لنا أنهم يصلون متأخرين عن مقاعد الدراسة كما تفوتهم عدة حصص مهمة ما يؤثر سلبا على مردودهم وتحصيلهم الدراسي، كما عبر السكان أيضا عن استيائهم الشديد من غياب التغطية والرعاية الصحية بالقرية لافتقارها لمركز صحي من شأنه تقديم الخدمات الصحية لمرضاهم ما جعلهم يعانون الأمرين نتيجة بعد قاعات العلاج وصعوبة الوصول إلى أقرب مستوصف متواجد على مستوى البلدية، مما يعرض حياة المريض للخطر في حال حدوث بعض الحالات التي تستدعي التدخل العاجل خاصة النساء الحوامل، وأمام هذه الوضعية المزرية يناشد قاطنو قرية جعونة وعلى رأسهم المسؤول الأول عن الجهاز التنفيذي بالتدخل العاجل في التكفل بانشغالاتهم ، وأن يتم تغطية النقص المسجل وتجسيد كل المطالب الملحة على الميدان حتى لا تبقى مجرد حبر على ورق على حد تعبير السكان وانتشالهم من العزلة المفروضة عليهم