تعيش أغلب الأسر حالة طوارئ قصوى بسبب امتحانات الفصل الأول، بحيث دخلت أغلب الأمهات في صراع مع الوقت من أجل تحضير الأبناء لخوض غمار الامتحانات الفصلية ومساعدتهم على مراجعة الدروس وفي نفس الوقت تشكو الأمهات من الخلط الوارد في البرامج وكذا كثافة الدروس مما جعلهن في ورطة. نسيمة خباجة تسعى أغلب الأسر إلى تحقيق نجاح الأبناء والوصول إلى نتائج مرضية بكل الطرق حتى انعكست الأمور بالسلب في بعض الأحيان على الأبناء وأفرزت إما الانتحار أو الهروب من المنزل كسلوكات سلبية بتنا نشهدها في فترات ظهور النتائج الدراسية، فعتاب الأسر للأبناء نجده قد تمادى أطره المعقولة في بعض الأحيان واستعملت أساليب ردعية خطيرة منها الضرب بأخطر الوسائل أو تشويه صفة خلقية مثل حلق الرأس للتلميذ الفاشل وغيرها من الأساليب الترهيبية التي لا يتصورها العقل ويستعملها بعض الأولياء مما أبعد بعض الأطفال عن الأجواء الدراسية وفضلوا الهروب إلى المجهول بعد تضييق الخناق عليهم من طرف الأولياء. ومع تدهور المستوى الدراسي لمختلف الأطوار يتخوف أغلب الأولياء من الفشل والطرد المبكر لأطفالهم من الدراسة والتسكع بالشوارع والطرقات وربما الانحراف وسلوكهم سلوكات سلبية قد تصل إلى السرقة وشرب المخدرات، لذلك يذهبون إلى استعمال أساليب التعنيف مع الأبناء من أجل إجبارهم على الدراسة أدت في كم من مرة إلى عواقب وخيمة. وفي هذا الصدد تقول الأستاذة (ج. سليمة) مختصة نفسانية أن أغلب الأسر صارت تجهل أساليب معاملة الطفل وتروح إلى إجباره على الدراسة مستعملة الترهيب والضرب والتعنيف في أبشع صوره وتلك الطرق بالعكس لا تحبب الدراسة للطفل بل تبعده عنها ويتصورها كالشبح الذي يؤدي به دوما إلى العتاب من طرف الأولياء، وقالت إنها وحسب تجربتها كثيرا ما أدى الفشل الدراسي إلى إصابة الأطفال في مختلف الأطوار بعقد نفسية حادة أجبرتهم على متابعة العلاج النفسي بسبب التقليل من شأنهم وتحقيرهم المستمر من طرف الأولياء، لتضيف أنها وقفت على حالات فكر فيها الأبناء في الهروب من المنزل قبل صدور النتائج بسبب الرعب الذي خلقه الأولياء في نفسية أطفالهم ومنهم حتى من راح إلى محاولة الانتحار بسبب فشله في الدراسة ولومه من طرف الأولياء. وذكرت أنه على الأولياء استعمال أساليب تشجيعية تكون نتائجها أكثر نجاعة كوعد الأطفال بهدايا إن هم أحرزوا نتائج إيجابية مع تخفيف اللوم والعتاب في حال حدوث العكس وأكدت أن هناك أولياء يستعملون الأحزمة الجلدية يوم صدور النتائج ضد ذلك الكائن الضعيف مما يترك آثارا نفسية كبيرة على الطفل الذي لحقه الأذى من مصدر حمايته بسبب الدراسة التي تتحول إلى عدوه اللذود بعد أن أوصلته إلى ذاك المصير. ومن الأبناء من فسدت طباعهم واعوجت سلوكاتهم ووصلوا إلى درجة اليأس بعد تحقيرهم المستمر من طرف الأولياء، بدل أن تكون مهمتهم البحث عن أسباب التدهور الدراسي وإدراج الطفل في مدارس تدعيمية وحتى ولو فشل التلميذ في دراسته فالأمر ليس نهاية العالم بل أن مدارس التكوين في شتى الميادين تفتح أبوابها وقد يحقق بها أحلامه ويبني مستقبله.