قال ابن مسعود -رضي الله عنه-: (أنتم أشبه الأمم ببني إسرائيل سمتًا وهديًا، تتبعون عملهم حذو القذة بالقذة، غير أني لا أدري أتعبدون العجل أم لا!!). قال ذلك رضي الله عنه في زمن خير القرون، فكيف لو كان في هذا الزمن الذي عمت فيه البلوى بهذه الأعياد الوثنية النصرانية، وقد صار الاحتفال بها ظاهرا معلنا، وتساهل كثير من المسلمين بالمشاركة فيها، والإعانة عليها، والتهادي بمناسبتها، والتهاني بها، وما إلى ذلك.. قال عبد الله بن عتبة رحمه الله) (ليتَّق أحدكم أن يكون يهوديًا أو نصرانيًا وهو لا يشعر). إن المسألة خطيرة، خطيرة.. ويزيد في خطورتها كثرة الواقعين فيها. وهذا من البلاء الذي ابتلي به المسلمون في زمن الانحطاط والتبعية والتقليد الأعمى، الذي يقود إلى دار السعير، والعياذ بالله.. ألا إن من فعل شيئًا من ذلك فهو آثمٌ؛ سواء فعله مجاملةً أم تودُّدًا أم حياءً، أم لغير ذلك من الأسباب؛ لأنه من المداهنة في دين الله، ومن أسباب تقويةِ نفوس الكفار وفخرهم بدينهم. وتورث نوعَ محبةٍ ومودةٍ وموالاةٍ، والمحبة والموالاةُ لهم تنافي الإيمان، وقد قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنْ الْحَقِّ). الممتحنة: 1.. هذا.. والله المسؤول أن يُعزَّ المسلمين بدينهم، ويرزقهم الثَّبات عليه، وينصرهم على أعدائهم؛ إنه قوي عزيز.