حثت جماعة إسلامية متحالفة مع المعارضة الحكومةَ الماليزية على تنظيم حملة تهدف لإثناء الماليزيين عن الاحتفال بما يُسمى (يوم الفالنتين)، مؤكدةً أنها تشجع أنشطة منافية للأخلاق مثل العلاقات الجنسية قبل الزواج والمجون· وقال رئيس جناح الشباب في الحزب الإسلامي لعموم ماليزيا نصر الدين حسن طنطاوي: (لا نحاول الاضطلاع بدور الشرطة الأخلاقية هنا، لكننا نرغب في المساعدة في حماية الشباب من الوقوع في فخ فالنتاين داي الذي يروج لأنشطة منافية للأخلاق)· وحظرت ماليزيا على المسلمين منذ عام 2005 الاحتفال ب(فالنتاين داي)، لكن جناح الشباب في الحزب الإسلامي لعموم ماليزيا يرغب في وقف الترويج المنتشر على نحو واسع للاحتفال باليوم بين غير المسلمين في ماليزيا· وفي السياق ذاته، قال مسؤول إقليمي لجناح الشباب بالحزب، قمر الزمان محمد: إن (شباب الحزب الإسلامي لعموم ماليزيا لا يدعو لحظر فالنتاين داي، أو يقف في وجه أتباع ديانات أخرى ترغب في الاحتفال، نحن نعارض فقط التغطية واسعة النطاق في وسائل الإعلام التي يمكن أن تؤثر على الشباب المسلم)· وفي عام 2005، أفتى مسؤولون إسلاميون بأن احتفالات (فالنتاين داي) مخالفة للدين الإسلامي، وتعتبر سلوكا منافيًا للأخلاق· واعتقلت السلطات الدينية في العام الماضي أكثر من 100 مسلم للاحتفال ب(فالنتاين داي)· وتؤيد الماليزية عائشة عبد الله (21 عامًا) فكرة حظر ال(فالنتين داي) وتؤكد أنها تثق في الحكمة الجماعية للشيوخ الذين قرروا منع الاحتفالات في أوساط المسلمين· وقد سُئلت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء عن حكم الاحتفال ب(فالنتين داي) أو ما يعرف في البلاد العربية ب(عيد الحب) فأجابت اللجنة بما يلي: دلت الأدلة الصريحة من الكتاب والسنة وعلى ذلك أجمع سلف الأمة أن الأعياد في الإسلام اثنان فقط هما: عيد الفطر وعيد الأضحى، وما عداهما من الأعياد سواء كانت متعلقة بشخصٍ أو جماعة أو حَدَثٍ أو أي معنى من المعاني فهي أعياد مبتدعة لا يجوز لأهل الإسلام فعلها ولا إقرارها ولا إظهار الفرح بها ولا الإعانة عليها بشيء، لأن ذلك من تعدي حدود الله ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه، وإذا أضيف إلى العيد المخترع كونه من أعياد الكفار فهذا إثم إلى إثم، لأن في ذلك تشبهًا بهم ونوعَ موالاةٍ لهم، وقد نهى الله سبحانه المؤمنين عن التشبه بهم وعن موالاتهم في كتابه العزيز، وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من تشبه بقوم فهو منهم)· و(عيد الحب) هو من جنس ما ذُكر لأنه من الأعياد الوثنية النصرانية فلا يحل لمسلم يؤمن بالله واليوم الآخر أن يفعله أو أن يقره أو أن يهنئ، بل الواجب تركه واجتنابه استجابة لله ورسوله وبعدًا عن أسباب سخط الله وعقوبته، كما يحرم على المسلم الإعانة على هذا العيد أو غيره من الأعياد المحرمة بأي شيء من أكلٍ أو شرب أو بيع أو شراء أو صناعة أو هدية أو مراسلة أو إعلان أو غير ذلك، لأن ذلك كله من التعاون على الإثم والعدوان ومعصية الله والرسول، والله جل وعلا يقول: (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب)· ويجب على المسلم الاعتصام بالكتاب والسنة في جميع أحواله لاسيما في أوقات الفتن وكثرة الفساد، وعليه أن يكون فطنًا حذرًا من الوقوع في ضلالات المغضوب عليهم والضالين والفاسقين الذين لا يرجون لله وقارًا ولا يرفعون بالإسلام رأسًا، وعلى المسلم أن يلجأ إلى الله تعالى بطلب هدايته والثبات عليها فإنه لا هادي إلا الله ولا مثبت إلا هو سبحانه وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم·