عرفت الطرقات انفراجا لمدة خمسة عشر يوم تزامنا مع العطلة الشتوية، إلا أن الكل اصطدم بعودة سيناريو الاختناق مباشرة بعد العطلة، ووقف الكل على مشاهد الازدحام التي ملأت أغلب الطرقات في ساعات الذروة بما فيها بعض النواحي التي عُرفت كنقاط سوداء بالنظر إلى تسجيل الازدحام المتكرر عبرها، بحيث ينزعج الكل من مشكل الاكتظاظ الذي تحوّل إلى روتين يومي لمعظم الجزائريين، وفي الوقت الذي ينتظرون انفراجه تزداد حدته عبر بعض النواحي. نسيمة خباجة بات الازدحام كابوسا يوميا يؤرق المسافرين في تنقلاتهم ويجبر البعض على الخروج في وقت مبكر ومجابهة معظم المصاعب واحتمال الاعتداءات لاسيما بالنسبة للنسوة العاملات، بحيث يجبرن على الخروج فجرا وأحيانا قبل الفجر من أجل اللحاق بمناصب عملهن في الوقت المحدد، والمشكل وما فيه انغلاق كافة الطرقات بعد الثامنة صباحا ويفلت من مشكل الازدحام من غادر البيت مبكرا، وبعد الانفتاح التي عرفته معظم الطرقات حتى تلك التي كانت تعرف ازدحاما على مر الوقت على غرار منطقة لاكوت ببئر مرادرايس عاد المشكل ثانية بعد انتهاء العطلة، وعرفت معظم الطرقات طوابير مل منها الكل وكرهوا التنقل في ظل تلك الظروف المملة، لاسيما في ساعات الذروة في الفترة الصباحية والمسائية على اعتبار أنهما الفترتان اللتان يتنقل فيهما العمال ويعودون من وإلى أماكن عملهم. وتحوّل الازدحام إلى مشكل بكل ما يحمله من عصبية ونرفزة للسائقين والمسافرين على حد سواء حسب ما جمعناه من آراء. السيدة باية موظفة قالت إنها تضطر إلى مغادرة بيتها في الساعة الخامسة صباحا لكي تلحق بمنصب عملها لاسيما وأنها تقطن بمنطقة بابا علي وتعمل بالعاصمة وبذلك تواجه كافة المخاطر والسبب وما فيه كسب الوقت وتفادي أوقات الذروة، لتضيف أن مشكل الازدحام تحوّل إلى مشكل حقيقي في الوقت الحالي خصوصا بعد العطلة. الشاب عادل طالب قال إن الازدحام تسبب له في كم من مرة من الوصول متأخرا إلى الجامعة واحتار لنقطة تشغل باله كثيرا مفادها تمركز نقاط الازدحام دوما بمحاذاة الحواجز الأمنية، فعلى الرغم من مهمتها في حفظ الأمن والنظام بعض الحواجز تتجاوز المدة المعقولة في توقيف السيارات مما يخلق ازدحاما لساعات طوال ويجلب الأرق للمتنقلين. فمعاناة الكل باتت ظاهرة من مشكل الازدحام الذي تحوّل إلى مشكل يومي بارز في حياة الجزائريين زاد من ضغطهم وأرقهم إلى جانب مصاعب الحياة الأخرى، وكانت كتائب الدرك الوطني قد استقبلت تعليمة من أجل التخفيف من الرقابة على المركبات وتسهيل وفتح الطرقات في أوقات الذروة لتسهيل حياة المواطنين وتمكينهم من التنقل وقضاء مشاغلهم في ظرف قصير لاسيما وأن الازدحام من بين الأسباب التي تؤدي إلى اكتساب أمراض مزمنة على غرار السكري والضغط والأعصاب حسب ما يؤكده المختصون في الصحة، لذلك تُحظر قيادة المصابين بالأمراض المزمنة في أوقات الازدحام من دون أن ننسى انتقال تلك الأعراض حتى إلى المتنقلين من غير السائقين، فالوضع هو فعلا حرج عبر طرقاتنا مما يستدعي إيجاد آليات وحلول قصد التخفيف من زحمة الطرقات التي تزداد وتيرتها من وقت إلى آخر.