أثارت تصريحات وزير الخارجية الأميركي جون كيري في مؤتمر الأمن في ميونيخ والتي تضمنت تلميحات بعزلة إسرائيل، ردود فعل شديدة من عدد من كبار السياسيين الإسرائيليين بمن فيهم رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو ووزير الاقتصاد نفتالي بينيت ووزير الشؤون الإستراتيجية يوفال شتاينيتز وغيرهم. وكان نتانياهو قد رفض تحذيرات كيري من تنامي المطالبات بمقاطعة إسرائيل، مما حدا بوزارة الخارجية في واشنطن أن ترد بأن (كيري دافع بشدة عن مصالح إسرائيل، كما كان يدافع عنها بثبات طيلة حياته العامة). وسارعت مستشارة الرئيس الأميركي لشؤون الأمن القومي سوزان رايس لمهاجمة إسرائيل أمس لانتقاد الأخيرة وزير الخارجية لتلميحاته المذكورة، وقالت رايس إن (الهجوم الشخصي) الموجه إلى كيري (غير مبرر وغير مقبول). وأضافت رايس في سلسلة من التغريدات في حسابها بموقع تويتر إن سجل كيري فيما يخص دعم أمن وازدهار إسرائيل (صلب ولا يرقى إليه الشك). وأضافت مستشارة الأمن القومي أن الرئيس أوباما والوزير كيري ملتزمان بالتوصل إلى اتفاق سلام يضمن مستقبل إسرائيل والدولة الفلسطينية المستقبلية، مشيرة إلى أن الولاياتالمتحدة لا تؤيد فكرة فرض عقوبات على إسرائيل. وقالت (موقف الحكومة الأميركية واضح وثابت، ويتلخص في إننا ترفض الجهود الهادفة إلى مقاطعة إسرائيل أو نزع الشرعية عنها). وكان كيري قد المح في قمة ميونيخ الأمنية إلى ثمة (كلام عن عقوبات) إذا لم توضع نهاية للصراع بين الفلسطينيين وإسرائيل. وقال وزير الخارجية (بالنسبة لإسرائيل، الرهان خطير للغاية. هل يريد الإسرائيليون للعملية السلمية أن تفشل لكي يكونوا هدفا لشتى أشكال الردود من الفلسطينيين والعرب؟). وكانت صحيفة (هآرتس) الإسرائيلية تحدثت عن ممارسة وزير الخارجية الأميركي لضغط إضافي على إسرائيل والسلطة الفلسطينية للتوصل إلى اتفاق إطار قبيل إطلاق سراح الدفعة الرابعة من الأسرى الفلسطينيين في نهاية شهر مارس المقبل. ونقلت الصحيفة أقوال مسؤول إسرائيلي قال: إن وزير الخارجية الأميركي يخشى ألا تثمر جهوده قبيل الإفراج عن الدفعة الرابعة واحتمال فشل المفاوضات بسبب رفض نتنياهو إطلاق سراح أسرى من عرب ال48 ضمن الصفقة وموجة البناء في المستوطنات التي ستلحق ذلك، الأمر الذي قد يدفع الفلسطينيين لمغادرة المفاوضات وتجديد طلبات الاعتراف بفلسطين دولة عضو في لجان الأممالمتحدة المختلفة. وبينما كان كيري قد حدد مهلة ثمانية أسابيع للتوصل لاتفاق، إلا أن طاقمه يبذل جهودا مضاعفا للتوصل لاتفاق. علما أنه يتوقع أن يعرض كيري وثيقة خلال الأسابيع المقبلة على الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني قد تشكل الأساس لاتفاق الإطار.