مع اقتراب موعد عملية الترحيل بالعاصمة، تترقب العائلات المقيمة بالموقع القصديري ب حي الملعب 1 بالحميز والبالغ عددها أزيد من 100 عائلة هذه العملية بشغف يرافقه الخوف من الإقصاء والتأجيل، حسب تصريحات بعض المواطنين الذين أبدوا قلقا كبيرا رغم الوعود المتتالية من طرف السلطات المحلية. وأضاف محدثونا أن خوفهم هذا نابع من السيناريوهات التي تتكرر في كل مناسبة ترحيل تشهدها البلدية الأمر الذي جعل راحتهم على المحك حسب تعبيرهم ، وأردف هؤلاء قائلين أن أوضاعهم زادت سوءا بعد مرّ السنين وهم يرواحون مكانهم يحيون معيشة الذل والهوان داخل سكنات شبيهة بالإسطبلات إن لم نقل جحور للجرذان -حسب تعبيرهم- بسبب افتقارهم لأدنى ضروريات العيش الكريم، وقد أكد بعض المواطنين أنه بالرغم من أن المسؤولين على علم بالوضعية المأساوية التي يتخبطون فيها والمعاناة اليومية، إلا أنها لم تعمل على محمل الجد لإنهاء مشاكلهم التي لا تعد ولا تحصى رغم العمليات المتكررة في استفادة أصحاب المواقع القصديرية المجاورة، ليبقى حيهم في طيّ النسيان والتهميش يتجرعون شتى أنواع الذل والحياة القاسية والحيوانية داخل بيوت لا تصلح لإيواء الدواب. في هذا السياق، أعرب ممثل سكان الحي القاطنون بالبيوت القصديرية عن تذمرهم الكبير نتيجة تماطل السلطات المحلية في تسوية وضعيتهم المزرية بسبب غياب أدنى ضروريات الحياة كالنظافة، الماء، الغاز والكهرباء بالمنازل التي بنيت بطريقة فوضوية، فضلا عن انعدام قنوات الصرف الصحي المشيدة بطريقة بدائية بعيدة كل البعد عن مقاييس الانجاز، لذا تعرف انسدادها كل مرة مما ينجر عنها انتشار الروائح الكريهة بسبب تدفقها وفيضانها الأمر الذي يؤدي انتشار المياه القذرة عبر أرجاء الحي الذي بات قاطنوه مهددون بكارثة وبائية حتمية مشكلة التهيئة المنعدمة التي تشهدها المنطقة. وبالرغم من عمليات الإحصاء المتداولة، يقول أحد القاطنين بذات الحي أن الثقة غائبة كون الوعود متضاربة ومتكررة، كل موعد عملية ترحيل نجد أنفسنا لا نبرح ذلك الموقع القذر الذي عشنا فيه أزيد من 20 سنة والسلطات لم تكلف نفسها عناء التدخل العاجل لفك الغبن عنا وترحيلنا إلى سكنات لائقة تليق بالبشر والتي حولت حياتهم إلى جحيم حقيقي ومرارة التي وصفها هؤلاء بالوضعية الكارثية بالبائسة والقاسية، وأصبح الترحيل بالنسبة لهم كالأحلام الخرافية التي من الصعب تحقيقها. وفي السياق ذاته جددوا نداءاتهم للسلطات المعنية على رأسها والي العاصمة، إخراجهم من عنق الزجاجة وهذا عن طريق ترحيلهم إلى سكنات لائقة. لأنهم ضاقوا ذرعا من تموقعهم بهذه البيوت التي أضحت غير قابلة للسكن وغير صالحة على الإطلاق مما تسببت هذه الوضعية على حد تعبيرهم في مآسي اجتماعية ونفسية وصحية خطيرة جدا، نتيجة الرطوبة العالية واهتراء البنايات، ناهيك عن تقاسم هؤلاء السكان المكان مع مختلف الحشرات والحيوانات الضارة على غرار الزواحف والجرذان التي باتت هاجس نغص عليهم راحتهم ونومهم، وما زاد من سخط السكان هو عملية الإحصاء التي تمت من طرف مصالح البلدية خلال سنة 2005 و2007 وترتيب كل الملفات لكنها بقيت حبيسة الأدراج ومجرد حبر على ورق دون تجسيد الوعود على ارض الواقع تاركين هؤلاء يتخبطون في معاناة ليس لها آخر.