لازالت أزيد من 100عائلة قاطنة بالبيوت القصديرية ب(حي الملعب جنوب 1) بالحميز تعيش وضعية مزرية منذ أزيد من 20 سنة بسبب افتقارهم لأدنى ضروريات العيش الكريم، وقد أكد بعض المواطنين أنه بالرغم من أن المسؤولين على علم بالوضعية المتردية التي يتخبطون فيها إلا أنهم لم يتدخلوا لتزيحوا عنهم الغبن ومشاكل الحياة القاسية والحيوانية داخل بيوت شبيهة على حد تعبيرهم بإسطبلات للدواب. في هذا السياق أعرب ممثل سكان الحي عن تذمرهم الكبير نتيجة تماطل السلطات المحلية في تسوية وضعيتهم المزرية بسبب غياب أدنى ضروريات الحياة كالنظافة، الماء، الغاز والكهرباء بالمنازل التي بنيت بطريقة فوضوية، فضلا عن انعدام قنوات الصرف الصحي المشيدة بطريقة بدائية بعيدة كل البعد عن مقاييس الإنجاز، لذا تعرف انسدادها كل مرة مما ينجر عنها انتشار الروائح الكريهة بسبب تدفقها وفيضانها، الأمر الذي يؤدي إلى انتشار المياه القذرة عبر أرجاء الحي الذي بات قاطنوه مهددين بكارثة وبائية حتمية بسبب مشكلة التهيئة المنعدمة التي تشهدها المنطقة. وبالرغم من المراسلات المودعة لدى مصالح البلدية في عدة مناسبات، إلا أنها لم تكلف نفسها عناء التدخل لحل ولو جزء من المشاكل المتراكمة، كما أنها لا تهتم بالوضعية المأساوية التي يتخبطون فيها، وعليه يجدد السكان رفع مطالبهم للسلطات العليا في البلاد، للتدخل العاجل لرفع الغبن والبؤس عنهم والتهميش الذي طالهم منذ سنوات طويلة الأمد، والذي حوَّل حياتهم إلى جحيم حقيقي ومرارة التي وصفها هؤلاء بالوضعية الكارثية والصعبة وأرجعوها إلى إجحاف وظلم في حقهم جراء سياسة الصمت المطبق وعدم الرد عن انشغالاتهم العالقة، لاسيما وأنه لا مفر منها، منتظرين في نفس الوقت عمليات الترحيل التي باتت كالأحلام بالنسبة لهؤلاء المتضررين الذين يتم إحصاؤهم كل مرة من أجل ترحيلهم دون وجود عمليات التطبيق، أو دون تجسيدها على أرض الواقع، مؤكدين في ذات السياق أنهم تلقوا وعودا كثيرة خاصة بالترحيل ولكن لا شيء من هذا القبيل تحقق مثلما عبر عنه بعض السكان في اتصالهم بنا، كما اغتنموا ذلك لتوجيه نداءات للسلطات المعنية من أجل التدخل العاجل وانتشالهم من هذه الوضعية عن طريق ترحيلهم إلى سكنات لائقة، لأنهم ضاقوا ذرعا من تموقعهم بهذه البيوت التي أضحت غير قابلة للسكن وغير صالحة على الإطلاق مما تسببت هذه الوضعية على حد تعبيرهم في مآس اجتماعية ونفسية وصحية خطيرة جدا، نتيجة الرطوبة العالية واهتراء البنايات، ناهيك عن تقاسم هؤلاء السكان المكان مع مختلف الحشرات والحيوانات الضارة على غرار الزواحف والجرذان التي باتت هاجسا نغص عليهم راحتهم ونومهم، وما زاد من سخط السكان هو عملية الإحصاء التي تمت من طرف مصالح البلدية خلال سنة 2005 و2007 وترتيب كل الملفات، لكنها بقيت حبيسة الأدراج ومجرد حبر على ورق دون تجسيد الوعود على أرض الواقع، تاركين هؤلاء يتخبطون في معاناة ليس لها آخر. وحسب ذات المحدثين فإن المسؤولين لا يعرفونهم إلا في موعد الاقتراع يتسارعون من أجل استمالتهم للظفر بأصواتهم لترجيح الكفة لصالحهم والحصول على مقاعد بالبلدية، ويقومون بتزكية قوائمهم بالوعود الزائفة كالتي سبقتها خلال السنوات الأخيرة، وفي ذات السياق يهدد هؤلاء السكان بمقاطعة الانتخابات كونها لا تعني لهم شيئا. وأمام هذه الأوضاع المزرية يطالب سكان حي الملعب بالحميز السلطات الوصية وعلى رأسها القاضي الأول في البلاد بالتدخل السريع لوضع حد لمعاناتهم وترحيلهم إلى سكنات لائقة.