تعيش أزيد من 120 عائلة بقرية أولاد رحمون ببلدية برج منايل ببومرداس، وضعية مزرية منذ الثمانينات، هذه الوضعية تدعو للقلق وتنذر بحالة طوارئ ما يستدعي التدخل السريع من قبل السلطات المحلية للولاية، لرفع الغبن والمعاناة السوداء التي يعيشها هؤلاء المواطنون في مثل هذه القرية التي تفتقر لأدنى شروط الحياة الكريمة وضرورياتها، نتيجة ترسبات سابقة على رأسها العشرية السوداء و كارثة زلزال 2003 الذي ضرب ولاية بومرداس وقضى على ملامح الحياة بمعظم القرى. ل. حمزة حسب تصريحات السكان فإن قرية أولاد رحمون تصنّف ضمن المناطق المنسية، التي زادها إهمال المسؤولين باعا في التخلف ومرارة في العيش، بعد أن صار قاطنوها يتجرعون الأمرّين جراء غياب أدنى ضروريات الحياة الكريمة، وقال السكان أن المسؤولين المتعاقبين على المجلس الشعبي البلدي قد أقصوها من أجنتهم، فهي لم تستفد من أي مشاريع منذ عقود، مُتحدثين بكل حسرة عن سنوات المعاناة والفقر التي عاثت بها. فالزائر إلى قرية أولاد رحمون بأعالي بلدية برج منايل، يُدرك منذ الوهلة الأولى البؤس والشقاء الذي يعانيه قاطنوها الذين لا يزالون يتجرعون مرارة العيش في ظل انعدام أدنى ضروريات الحياة الكريمة، حيث أن معاناتهم تعود إلى فترة طويلة خاصة أنها لم تحظ بأي مشاريع تنموية من شأنها رفع الغبن عنهم، انطلاقا من العشرية السوداء التي تسببت في تردي الظروف الأمنية بها، حيث اتخذتها الجماعات الإرهابية معقلا لها وحوّلتها مسرحا لعملياتها الاعتدائية، فحرمت بذلك سكانها من نعمة الأمن والطمأنينة، ما جعل الكثيرين منهم يهاجرون إلى المدن المجاورة بحثا عن الاستقرار والأمن، تاركين وراءهم ممتلكاتهم وأراضيهم، فقاطنو هاته القرية يشكون من نقائص تنموية فادحة مدّدت من عمر معاناتهم كثيرا، وضاعفت بالمقابل من حجم الغبن الذي يتجرعونه، حيث لا تزال العديد من المرافق والخدمات الضرورية مفقودة ولا يعثر لها على أثر كما بقيت كافة المطالب المرفوعة المتعلقة بها رهن أدراج المسؤولين المحليين الذين يثبت الواقع أن الوعود التي أطلقوها عليهم إبان الحملات الانتخابية ظلّت مجرد كلام زائف ووعود وهمية، والدليل أن ولا شيئا منها تجسّد على أرض الميدان، ويعدد سكان قرية أولاد رحمون مشاكلهم المتفاقمة بدءا من أزمة (الماء) فالعطش الذي حول حياتهم إلى رحلة بحث دائمة عن قطرة ماء، مشيرين في هذا السياق إلى أنهم مجبرون على قطع العديد من الكيلومترات لأجل التزود بهاته المادة الحيوية في عز الشتاء. كما يضاف إلى جملة المشاكل التي تعاني منها القرية وضعية الطرقات غير المعبدة لعدم إعادة تزفيتها مما يعني توقف نشاط السكان وحركتهم في فصل الشتاء بسبب الأوحال والسيول الجارفة، هذا الوضع يتكرر كذلك في فصل الصيف نتيجة صعوبة المسالك والطرق الترابية التي لا تصلح للسير مما سبّب لهم متاعب جد قاسية. كما يشتكى سكان قرية أولاد رحمون من انعدام النقل حيث أكدوا لنا وجود حافلتين فقط تربط قريتهم بالبلدية و ليس لها وقت محدد وهم في حالة جد مزرية في حين يزداد الأمر سوءا في فصل الشتاء فالتلاميذ والعمال يجدون صعوبة للوصول إلى منازلهم، وتعتبر أزمة النقل أكثر المشاكل التي تضغط بثقلها على السكان جراء انعدام حافلات تتكفل بنقلهم، الأمر الذي يعطلهم في أغلب الأحيان عن بلوغ مقاصدهم وقضاء حوائجهم، إلا أن أكبر المتضررين هنا هم أطفال المدارس الذين أكدوا لنا أنهم يصلون متأخرين عن مقاعد الدراسة كما تفوتهم عدة حصص مهمة ما يؤثر سلبا على مردودهم وتحصيلهم الدراسي، كما عبّر السكان أيضا عن استيائهم الشديد من غياب التغطية والرعاية الصحية بالقرية لافتقارها لمركز صحي من شأنه تقديم الخدمات الصحية لمرضاهم ما جعلهم يعانون الأمرّين نتيجة بُعد قاعات العلاج وصعوبة الوصول إلى أقرب مستوصف متواجد على مستوى البلدية، مما يعرض حياة المريض للخطر في حال حدوث بعض الحالات التي تستدعي التدخل العاجل خاصة النساء الحوامل، وأمام هذه الوضعية المزرية يناشد قاطنو قرية أولاد رحمون وعلى رأسهم المسؤول الأول عن الجهاز التنفيذي بالتدخل العاجل في التكفل بانشغالاتهم، وأن يتم تغطية النقص المسجل وتجسيد كل المطالب الملحة في الميدان حتى لا تبقى مجرد حبر على ورق -على حد تعبير- السكان لانتشالهم من العزلة المفروضة عليهم.