يعاني سكان قرية »بوظهر« التابعة لإقليم بلدية سي مصطفى جنوب شرق ولاية بومرداس الأمرين، فمن العشرية السوداء إلى معاناة لم يكتب لها أن تنتهي بعد ولم يكتب لهذا المجتمع الصغير أن يخرج بعد من المرارة التي يتكبدها في صمت، في الوقت الذي تلتزم فيه السلطات المحلية الصمت على الرغم من النداءات المتكررة، إذ لم تجن العائلات سوى وعودا زائفة لم تعرف طريقها بعد إلى التطبيق على أرض الواقع لتبقى في خبر كان على حد قول أحد قاطني القرية. تنقلنا إلى عين المكان، فوجدنا سكان قرية »بوظهر« في حالة مزرية، إذ تنعدم فيها أدنى ضروريات الحياة الكريمة، فلا غاز للمدينة والطرقات مهترئة وانعدام قنوات الصرف الصحي وغيرها من ضروريات الحياة الكريمة. في سياق آخر أكد سكان القرية أن العديد من الفلاحين يتعرضون لابتزاز الجماعات الإرهابية الناشطة بالمنطقة وإجبارهم على تسديد الأموال مقابل ضمان حياتهم، فغياب الأمن بهذه المنطقة أصبح الهاجس الأول الذي بات يؤرق سكان القرية، وما زاد من معاناتهم غياب أي مشاريع تنموية التي من شأنها أن ترفع الغبن عن السكان، الأمر الذي أدى بالعديد من العائلات إلى التفكير في مغادرة المنطقة تاركين وراءهم أراضيهم وفلاحتهم التي تعتبر مصدر رزقهم. وأول مشكل طرحه سكان القرية لدى زيارتنا إليها هو انعدام غاز المدينة الذي يعد من ضروريات الحياة الكريمة، كيف لا وهو الذي يقيهم من برودة الشتاء القارص، خاصة وأن المنطقة تمتاز ببرودة طقسها في فصل الشتاء. وفي هذا الصدد قال سكان القرية إنهم راسلوا العديد من المرات السلطات المعنية قصد تزويدهم بهذه المادة الضرورية في الفصل البارد إلا أنه لا حياة لمن تنادي، وكأن تلك المراسلات على حد قول أحد قاطني القرية وصلتهم ووضعوها في سلة المهملات. وحسب بعض مواطني القرية الذين أكدوا أن العائلات تلجأ في بعض الأحيان إلى وسائل التدفئة التقليدية باستعمال الحطب، فغياب غاز المدينة بالقرية الذي تعود نشأتها إلى الثمانينيات دفع بقاطنيها إلى اقتناء قارورات غاز البوتان التي تضيف أعباء إضافية للعائلات محدودة الدخل، حيث تصل سعر القارورة الواحدة إلى أكثر من 300 دج، كما أن البعض منهم وإن لم نقل الأغلبية لن يظفروا بها نتيجة الطلب الملح عليها في كل مناسبة..ليبقى تزويد قرية »بوظهر« بسي مصطفى حلم يراود قاطنيها منذ مدة طويلة.. مشكل آخر يضاف إلى قائمة المشاكل التي يعاني منها السكان، وهو تدهور حالة الطرقات التي أضحت لا تصلح لسير الراجلين، ما جعلهم يتجرعون المعاناة مع وضعيتها التي تتحول إلى برك من المياه والأوحال خاصة في فصل الشتاء مما يعرقل حركة تنقل القاطنين بالقرية الذين حسبهم يضطرون أحيانا إلى استعمال الصخور والألواح الخشبية من أجل العبور، هذا ناهيك عن الحوادث التي تتعرض لها المركبات بسبب الحفر البليغة المتواجدة على مستوى القرية. وفي هذا الصدد، يطالب سكان القرية السلطات المعنية بأخذ مطلبهم بعين الاعتبار والذي يتمثل في إعادة تزفيت طرقات القرية التي لم تعرف عملية تزفيت لها منذ زمن طويل. وما زاد من معاناتهم أكثر فأكثر هو انعدام قنوات صرف المياه القذرة، وهو ما نتج عنه انتشار العديد من الأمراض كأمراض الجلد التي يعاني منها خاصة الأطفال وأيضا انتشار الحشرات والروائح الكريهة في القرية، وأضافوا أنه قام كل مواطن بإنشاء بالوعة خاصة في منزله والتي يلزم عليه إفراغها مرة كل شهر وهذا ما أثر على الوضع داخل الحي دون أن تتدخل السلطات المحلية لتسوية هذا المشكل رغم الشكاوى العديدة والطلبات المستمرة التي تقدم بها المواطنون إلى السلطات. هي مشاكل عويصة أدت بالسكان إلى توجيه عدة مراسلات إلى السلطات قصد النظر في وضعيتهم، غير أن الوعود ما تلبث أن تذهب مهب الريح، خاصة تلك التي تلقى على مسامعهم خلال المناسبات الانتخابية التي لا يجنوا من ورائها إلا جملة من الوعود الواهمة التي لم تجسد لحد الساعة.