تتخبط مئات الأسر القاطنة بقرية (الغيشة) ببلدية برج منايل شرق ولاية بومرداس، وسط جملة من المشاكل التي أرقت يومياتهم وجعلتهم يعيشون حياة بدائية ملؤها الفقر والحرمان والاحتياج، من خلال افتقارهم لأدنى ضروريات الحياة الكريمة، فالسكان يعيشون ليلا في التخلف ونهارا يصارعون الفقر والحرمان، في الوقت الذي تكتفي فيه السلطات بالوعود وسياسة الهروب نحو الأمام. ل. حمزة وقال بعض قاطني القرية في اتصال مع (أخبار اليوم) أنهم ضاقوا ذرعا من هاته الوضعية التي تلازمهم منذ الاستقلال، مؤكدين أن المطالب التي أثاروها في العديد من المرات لم تجد نفعا ولا تزال عالقة إلى غاية الساعة، ولم يتحقق من تلك المطالب سوى الوعود المنسوخة على صفحات الورق التي هي بدورها أدرجت في الدرج السابع، وأضاف السكان أنه لا نواب المجلس الشعبي الوطني تحركوا كما توعدوا وتعهدوا قبل الحملة الانتخابية ولا سلطات البلدية لوحت بالاهتمام، حيث تبقى قرية (الغيشة) النموذج الوحيد للبؤس والشقاء الذي يعانيه قاطنوها الذين لا يزالون يتجرعون مرارة العيش في ظل انعدام أدنى ضروريات الحياة الكريمة، منذ الاستقلال، فهي لم تحظ بأي مشاريع تنموية من شأنها رفع الغبن عنهم، خاصة أن معاناتهم ازدادت خلال العشرية السوداء بسبب تردي الظروف الأمنية بها، حيث اتخذتها الجماعات الإرهابية معقلا لها وحوّلتها مسرحا لعملياتها الاعتدائية، فحرمت بذلك سكانها من نعمة الأمن والطمأنينة، ما جعل الكثيرين منهم يهاجرون إلى المدن المجاورة بحثا عن الاستقرار والأمن، تاركين وراءهم ممتلكاتهم وأراضيهم، فقاطنو هاته القرية يشكون من نقائص تنموية فادحة مددت من عمر معاناتهم كثيرا، وضاعفت بالمقابل من حجم الغبن الذي يتجرعونه، حيث لا تزال العديد من المرافق والخدمات الضرورية مفقودة ولا يعثر لها على أثر كما بقيت كافة المطالب المرفوعة المتعلقة بها رهن أدراج المسؤولين المحليين الذين يثبت الواقع أن الوعود التي أطلقوها عليهم إبان الحملات الانتخابية ظلت مجرد كلام زائف ووعود وهمية، والدليل أن ولا شيئا منها تجسد على أرض الميدان. ويعدد سكان قرية (الغيشة) مشاكلهم المتفاقمة بدءا من أزمة العطش التي حولت حياتهم إلى رحلة بحث دائمة عن قطرة ماء، مشيرين في هذا السياق إلى أنهم مجبرون على قطع العديد من الكيلومترات لأجل التزود بهاته المادة الحيوية رغم أننا في عز فصل الشتاء. كما يضاف إلى جملة المشاكل التي تعاني منها القرية وضعية الطرقات غير المعبدة وعدم إعادة تزفيتها مما يعني توقف نشاط السكان وحركتهم في فصل الشتاء بسبب الأوحال والسيول الجارفة، حيث أكدوا أنهم عاشوا ليلة أمس الأول حالة من الرعب والخوف بعد الكميات الكبيرة التي تهاطلت على المنطقة، خوفا من تكرار ما عاشوه في العديد من المرات التي عاثت السيول بمنازلهم وأثاثهم. وللإشارة فإن معناة قرية الغيشة لم تقف عند هذا الحد فقد أحصى السكان ايضا العديد من النقائص فلا وجود لقاعة العلاج ولا غاز طبيعي ولا مرافق، إضافة إلى النقص الكبير في وسائل النقل التي عزلت القرية. وأمام هاته الجملة من النقائص يأمل السكان من السلطات إدراج بعض المشاريع التنموية التي من شأنها رفع الغبن عنهم والذي طالهم منذ عقود.