يتفاجأ المرتاد لأسواق الخضر والفواكه في الجزائر بصورتين لا ثالث لهما... بالعدد الكبير من المواطنين الذين يرتادونها يوميا... ومن قمامات القاذورات التي تعشعش فيها والروائح الكريهة المنبعثة، ولا تنفصل الصورتان أمام إهمال السلطات المعنية للأمر وعدم تحريكها ساكنا لإعادة قليل من النظافة والتنظيم. لعل المتجول بين أسواق الخضر والفواكه أصبح يمتعض أمام مناظر غير حضارية تغذيها أكوام القمامات والروائح الكريهة والمياه القذرة والفوضى العارمة. وعلى الرغم من أن الأسواق قبلة المواطن يوميا إلا أنها لا تجد التفاتة من السلطات المعنية التي هي ليست الوحيدة المسؤولة عن الوضع فاليد البشرية بدورها تلعب دورا أساسيا في تعزيز ظاهرة اللا نظافة التي أصبحت تفقدك الشهية بمجرد ولوج السوق. «آخر ساعة» نزلت ليس بحجة التسوق بل لكشف الوجه الآخر لأسواق «البنان والكيوي والبطاطا الحلوة و...»كانت بدايتنا من نقطة لا مفر أن تهرب منها وأنت تعيش بين أسوار مدينة سيدي إبراهيم عنابة نقطة لسوق عريقة في عيون «اولاد البلاد العنانبة» إنها سوق الفواكه والخضر بوسط المدينة والمعروف لدى سكان ولاية بونة ب «مارشي فرانسيس». فعلى الرغم من تعدد مداخل «مارشي فرنسيس» إلا أنك وبمجرد التوجه إلى إحداها عبر السلالم تنبعث روائح كريهة ومقززة تفقد الزبون الشهية ومن بين أسبابها عدم تنظيف السوق بصفة دورية. الفئران ليست الزبون بل محتل السوق؟ بمجرد إفصاحنا عن مهمتنا الصحفية التف حولنا عدد من التجار لم يتوقفوا عن الحديث عن انشغالاتهم حيث أكدوا معاناتهم من جملة المشاكل ومن أبرزها الانتشار الواسع للأوساخ في المناطق المحاذية للسوق وداخله أيضا وهو ما تسبب في انتشار الفئران بقوة داخل السوق وقد وجدنا لدى أحد باعة الخضر فأرا كبير الحجم وجده أمام محله فقتله فأصر علينا بأخذ صورة تذكارية لهذا الفأر الذي وقع في فخ التاجر قبل التخلص منه. وقد تخوف العديد من التجار أن تتضرر سلعهم بسبب الفئران التي انتشرت بسرعة وبكثافة خاصة في الآونة الأخيرة. الكهرباء غائبة رغم توفر الأضواء الكاشفة اشتكى التجار من عدم توفر الكهرباء في العديد من المحلات التجارية فباستثناء بعض المحلات التي تملك عدادات فالبقية رغم مطالبتهم بالاستفادة من عدادات جديدة لكن لم يتم تزويدهم بها بحجة حسبهم أن «سونلغاز» ستقوم بإعادة تركيب الأسلاك الكهربائية الرئيسية، ورغم توفر الأضواء الكاشفة كبيرة الحجم في السوق المركزي إلا أنه لا يتم استعمالها إذ أنها تعطلت منذ مدة طويلة. ويتكفل التجار بدفع أجرة عون الأمن الليلي والذين جلبوه حفاظا على سلعهم التي تترك في المحلات التجارية إذ أكد هؤلاء أن خوفهم لا يغذيه الفئران فقط وإنما الإنسان كذلك فاللصوص يستبيحون السرقة ليلا ما دفعهم إلى خيار استقدام حارس على حسابهم الخاص.ورغم أن هذا لا يكلفهم كثيرا إلا أنه يدل حسبهم أن المصالح المعنية لم تأخذ يوما عامل الأمن بعين الاعتبار فما بالك بالنظافة. فتح بوابة «المارشي» على الساعة 7 صباحا لا يخدم التجار ومن بين المشاكل التي يصادفها التجار يوميا هو توقيت فتح أبواب سوق الخضر والفواكه حيث يقوم العون المكلف بفتحه بذلك على السابعة صباحا وهو توقيت لا يخدم التجار لأنه متأخر حسب ما أكده غالبيتهم ولا يكفيهم من أجل فتح محلهم والقيام بالتجهيزات اللازمة من أجل استقبال الزبائن والذين يتوجهون إلى السوق في الصباح الباكر وغالبا ما يتصادف استقبالهم للزبائن مع قدوم سلعهم بالجملة وتختلط عليهم الأمور ويصعب من عملهم وتمنوا لو يتم تغيير التوقيت الذي تفتح فيه البوابة الرئيسية للسوق. التجار راسلوا السلطات وطالبوا بتوفير الأمن في السوق وقد كشف التجار ل «آخر ساعة» أنهم أرسلوا عريضة مطالب لوالي ولاية عنابة مطلع شهر جانفي الماضي وأرسلوا نسخة من هذه المطالب إلى رئيس المجلس الشعبي الولائي، رئيس المجلس الشعبي البلدي ومديرية التجارة وأمن ولاية عنابة وطالبوا بتوفير الأمن داخل «المارشي» وإعادة مركز الشرطة الذي كان موجودا في السابق من أجل التدخل السريع في حالة وقوع أي تجاوزات ومحاربة الباعة الفوضويين المنتشرين في جميع الممرات، كما طالبوا بتحرير جميع المداخل من جميع الباعة الفوضويين. البالوعات غائبة في مارشي فرنسيس.. ويجد تجار سوق الخضر والفواكه صعوبات بالغة في تنظيف أرجاء محلاتهم التجارية بسبب عدم وجود بالوعات وهو ما اعتبره التجار بغير المعقول خاصة أن طبيعة عملهم تتطلب النظافة لكن في ظل عدم وجود البالوعات يتفادى التجار استعمال المياه في التنظيف لكي لا تبقى راكدة أمام محلاتهم التجارية. ..والمياه غير متوفرة وأصحاب المحلات في ورطة وكشف التجار ل «آخر ساعة» أنهم يعانون من عدم توفر أبسط الضروريات في المحلات التجارية وهي المياه حيث أكد باعة الخضر أنهم يحتاجون للمياه من أجل تنظيف سلعهم لكن في ظل غيابها يضطرون يوميا لجلب براميل مياه من بيوتهم أو يستنجدون ببعض المحلات التي تملك المياه على غرار أصحاب المقصبات. التشققات وتسرب مياه الأمطار يؤرقان أصحاب المحلات كما يعاني أصحاب المحلات من التشققات وتصدع الجدران وهو ما يتسبب في تسرب الأمطار إلى محلاتهم ويضطرون للاستعانة بالعديد من الوسائل التقليدية من أجل منع تعرض سلعهم للتلف بسبب مياه الأمطار وهو ما وقفت عليه آخر ساعة حيث كان السقف العلوي لسوق الخضر والفواكه لولاية عنابة يحمل العديد من التشققات ويحتاج لإعادة الكتامة في سقفه وإعادة صيانته من أجل وضع حد لهذه التسربات. آثار الحريق على الجدران لم يتم دهنها وما يؤكد أن سوق الخضر والفواكه يعاني من إهمال السلطات المعنية هو عدم إزالة آثار الحريق الذي كاد في وقت سابق أن يأتي على السوق بكامله في السنوات الماضية حيث لم يتم دهن الجدران وبقت على حالها وأكد التجار أن فوضى تركيب الكهرباء جعل من السوق عرضة للشرارات الكهربائية في أي وقت لذا طالب التجار بدهن السوق من الداخل بعد أن تم دهنه من الخارج. البلدية تتماطل في جمع القمامة واشتكى التجار من تماطل مصالح البلدية في جمع القمامة التي تجمع يوميا أمام بوابة السوق والتي تبقى في بعض الأحيان لأكثر من 48 ساعة مكدسة ما يتسبب في انتشار روائح كريهة تؤثر حتى على الزبائن، وقد أكد العديد من التجار ل «آخر ساعة» أنهم يضطرون لترك القمامة والأوساخ في محلاتهم التجارية لكي لا تبقى مرمية في الخارج بطريقة فوضوية. «المارشي» كنز حقيقي أهملته السلطات وأجمع تجار «المارشي» أو بعض الزبائن الذين صادفناهم أن سوق الخضر والفواكه يعتبر كنزا حقيقيا وهو مصدر رزق المئات من العائلات ويعتبر المكان رقم واحد الذي تقصده العائلات العنابية كل صباح من أجل شراء الخضر والفواكه والمواد الغذائية لذا وجب على السلطات المعنية أن تهتم به وتوفر فيه كل شروط الراحة والنظافة. الأوحال والقاذورات واجهة سوق الحطاب وغير بعيد عن «المارشي فرانسيس» يوجد سوق الحطاب وسط مدينة عنابة وهو المكان الذي يقصده العديد من المواطنين في الولاية لكن هذا السوق يغرق في الأوحال والقاذورات والباعة الفوضويين المنتشرين في المدخل الأمامي والخلفي للسوق ما يرفع من الاعتداءات. وعلى الرغم من جلبه للعديد من المتسوقين إلا أن سوق الحطاب تحول من دون منازع إلى واجهة حقيقية من القاذورات والروائح الكريهة التي سببتها يد الانسان وتغافلت عنها السلطات المعنية. وبين الحطاب ومارشي فرنسيس تتناثر على كامل أرجاء مدينة عنابة العديد من الأسواق الفوضوية والباعة الفوضويين المنتشرين هنا وهناك في مشهد تتراكم فيه القمامة وتؤرق حياة المواطن البسيط وتفسد صورة «لاكوكيت» الجميلة. سليمان رفاس