أكد الوزير الأول، عبد المالك سلال، أن الجزائرلن تتدخل عسكريا في ليبيا المجاورة في الوقت الذي تحتدم فيه المعارك بين مليشيات متنافسة في هذا البلد على خلفية صراع سياسي.. وقال سلال في تصريح «يجب التوصل إلى خلق وفاق من أجل إنشاء حكومة و مؤسسات قادرة على قيادة البلاد (...) لكن الذهاب بقواتنا لإعادة النظام ليس حلا ولا يمكن أن يشكل حلا».و يأتي حديث سلال بعد التقارير الإعلامية المحلية التي تحدث عن عمل عسكري جزائري مصري وشيك في ليبيا، بيد أن سلال أوضح أن «الدستور الجزائري واضح بخصوص هذا النوع من الأوضاع فهو يحظر على قواتنا عبور الحدود».وأضاف «إن تصورنا واضح حول هذه القضية فنحن لا نقبل بتدخلات أجنبية على حدودنا إذ إننا نفضل تسوية إقليمية» ملاحظا مع ذلك أن «المسألة الليبية تبقى على قدر كبير من الصعوبة لأن البلد لا يملك جيشا ولا شرطة لإعادة النظام».وكانت الجزائر التي ترتبط بحدود طويلة مع ليبيا قد دعمت حتى النهاية نظام معمر القذافي في مواجهة ثورة أطاحت به في 2011، وحذرت حينها من المخاطر التي ستنجم عن الإطاحة بنظام القذافي.و في سياق الجهود الإقليمية لحلحلة الأزمة الأمنية الخطيرة في ليبيا، تعقد دول الجوار اجتماعا في القاهرة، قبل نهاية الشهر الحالي، وربما يوم 25 أوت للنظر في عدد من التوصيات والأفكار التي أعدتها اللجنتان الأمنية والسياسية في اجتماعاتهما أخيرا، بكل من مصر والجزائر، يومي 6 و7 من الشهر الحالي، بهدف وضع تصورات سريعة، من أجل تشجيع الحوار الوطني الليبي بين جميع الأطراف.وقال السفير نذير العرباوي سفير الجزائر في القاهرة ومندوبها لدى الجامعة العربية ل«الشرق الأوسط» إن هذه الاجتماعات تأتي في إطار التوافق والمصالحة وتجاوز المحنة التي تهدد أمن ليبيا، وكذلك أمن دول الجوار، موضحا أن الاجتماع الوزاري يهدف إلى طرح مبادرات تشجع جميع الأشقاء في ليبيا على انتهاج الحوار والتوافق والتخلي عن العنف ولغة السلاح ومنع الاقتتال، وأضاف أن هذه الفكرة (أي دور دول الجوار) انطلقت من الجزائر، وهي تحظى بموافقة كل الأطراف الليبية، بوصف دور دول الجوار الدائرة الأساسية لمعالجة الأزمة.وكانت الخارجية المصرية قد عقدت، اجتماعا لفريق العمل السياسي المشكّل برئاسة مصر، وفقا لمقررات اجتماع تونس الوزاري لدول الجوار الليبي في 13 و14 جويلية الماضي، بمشاركة وفود كل من ليبيا وتونسوالجزائر والنيجر وتشاد والسودان، بالإضافة إلى ممثلين عن الاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية.وشدد الاجتماع على أهمية نتائج اجتماعي وزراء خارجية دول الجوار الليبي في الجزائروتونس، مؤكدا على ما تضمناه من ثوابت، تتمثل في ضرورة احترام وحدة ليبيا وسيادتها وسلامة أراضيها، والوقف الكامل لجميع أشكال العنف والاشتباكات المسلحة، وحث جميع الأطراف على حل خلافاتها عبر الحوار والتوافق. وسجل المشاركون ارتياحهم لبدء عمل البرلمان الجديد، وعبروا عن تهنئتهم للشعب الليبي بهذا الإنجاز، مؤكدين رفضهم لكل الأعمال الإرهابية. كما ناقش ممثلو دول الجوار الليبي عددا من الأفكار والتوصيات ومجموعة من المقترحات تضامنا ودعما للشعب الليبي، سيجري رفعها إلى اجتماع وزراء خارجية دول الجوار الليبي، المقرر عقده في القاهرة، خلال الشهر الحالي، للنظر في إقرارها.