أقدمت صبيحة أمس ،فتاة في العشرينات من العمر ،على قتل صديقتها طعناً بالسكين بحي حجر الديس بولاية عنابة ،قبل أن تحاول الانتحار بنفس الأداة ،وذلك انتقاماً لطردها من العمل في محل لبيع الملابس من طرف صاحبه واستخلافها بالضحية . تفاصيل الجريمة الشنعاء تعود استنادا الى ما نقله شهود عيان “ل آخر ساعة” إلى حدود الساعة العاشرة وأربعين دقيقة ،عندما سمع أصحاب المحلات التجارية الكائنة بحي البشير الابراهيمي اصوات صراخ ونواح لفتاتين احداهن عاملة في محل مجاور لبيع الملابس تدخلوا على جناح السرعة لنجدتهن ،ظنا منهم أنهن تعرضتا الى اعتداء على يد أشخاص مجهولين غير أن الصدمة كانت كبيرة ،حيث عثر على البائعة ساقطة أمام المحل وسط بركة من الدماء وعلى جسدها آثار طعنات على مستوى الصدر واليدين و الظهر والثانية مرمية أرضاً على مسافة قريبة من الضحية الاولى تنزف هي الاخرى دما في حالة صحية خطيرة ،الامر الذي اضطر الشهود لإبلاغ وحدات الحماية المدنية ،حيث تدخلت الاخيرة على جناح السرعة وبعد معاينة الضحيتين من طرف الطبيب التابع لها ،اتضح بأن الأولى لفظت أنفاسها بعين المكان متأثرة بجراحها وبنزيف دموي حاد فيما لا تزال الثانية على قيد الحياة مما استدعى تحويلها الى المؤسسة العمومية للصحة الجوارية بالحجار بغية تلقي الاسعافات الأولية والخضوع للعناية المشددة نظرا لخطورة وضعيته من جهتها تدخلت عناصر فرقة درك سيدي عمار حيث اتخذت كامل الاجراءات الامنية والقانونية اللازمتين وحولت جثة البائعة الى مصلحة الطب الشرعي بالمركز الاستشفائي الجامعي ابن رشد بغية اخضاعها لعملية التشريح للتأكد من أسباب الوفاة ،إلى حد هذه الأسطر لا أحد يعلم ما حدث ومن أقدم على طعن الفتاتين وبعد دقائق معدودات انتشر الخبر و احاك كل من بلغ مسامعه النبأ رواية على مقاسه وتضاربت الروايات ،غير ان التحقيقات الأولية أفضت للتوصل إلى أن الجريمة راحت ضحيتها “بن سودة ، امال” من مواليد 1994 ساكنة بحي 120 مسكنا بقرية حجر الديس ،طعنا بأداة حادة على يد المسماة “لموشي روميسة” من مواليد 1993،التي أقدمت على الانتحار ،وتبين بأن المسماة “روميسة” كانت بائعة في محل بيع الملابس وباعتبار انها تعاني أمراضا نفسية و تحوز على بطاقة من “الرازي” قام صاحب المحل بطردها واستخلافها بصديقتها “آمال “،وبسبب قضية الطرد و الاستخلاف نشبت بين “أمال” و “روميسة” مناوشات كلامية احتدمت لتشهر الاخيرة أداة حادة ووجهت لها عدة طعنات قاتلة على مستوى الصدر و الظهر واليدين و بعدها حاولت الانتحار طعنا بنفس آداة الجريمة ،.فإن الجانية ترقد حاليا في غرفة الإنعاش بمستشفى الحجار و من جهتها تقربت “آخر ساعة” من عائلة الضحية “أمال” وبعد تقديم واجب العزاء استمعت إلى أقوال والدها حيث صرح و عيونه تذرف دموع الحسرة والأسى على فراق فلذة كبده غدرا ،قائلا أن ابنته تربطها علاقة صداقة مع القاتلة ،وقد طردت السنة الماضية من مؤسستها التعليمية لعدم نيلها شهادة البكالوريا ،ونتيجة للظروف المعيشية والاجتماعية المزريتين التي تتخبط فيهما العائلة ،التحقت “أمال” للعمل كبائعة في محل للملابس بعد أن قام صاحبه بطرد “روميسة” لأنها تعاني من أمراض نفسية،غير أن الأخيرة لم تهضم قضية طردها واستخلافها بصديقتها ما دفعها للانتقام منها ،وواصل الوالد يروي بأن ابنته وبعد أن تم طردها تقرر اعادتها الى قسمها حيث اشترى لها الأدوات المدرسية على أن تلتحق بمؤسساتها التعليمة بعد العيد غير أن قضاء الله وقدره كان محتوما لتذهب ضحية غدر .