أصبح السلاح الأبيض وسيلة سهلة يستخدمها قطاع الطرق لتنفيذ جرائمهم البشعة، يطعنون بها أجساد الضحايا متناسين أن هؤلاء لهم الحق في الحياة مثلهم، لكن سرعان ما يكتشفون أن مخططاتهم باءت بالفشل، فيجدون أنفسهم أمام المحكمة التي تعاقبهم بأقصى العقوبات، وهو ماحدث مع المتهم (م.توفيق) الذي أدانه مجلس قضاء العاصمة ب 20 سنة سجنا نافذا بعد قتله تاجر فواكه ببئر خادم خلال مشاجرة عنيفة نشبت بينهما، ليكرر المحاولة مع صديقه الذي كاد أن يلقى نفس مصير الضحية الأولى لولا فراره من قبضته. الوقائع وما فيها أنه بتاريخ 2 أوت 2007 على الساعة التاسعة ليلا تقدم إلى مقر الشرطة ببئر خادم المدعو (ي. ياسين) يبلغ عن اعتداء تعرض له صديقه بشارع خليفي أحمد ببئر خادم بواسطة سلاح أبيض، أين وجدوا الضحية غارقا في بركة من الدماء، وبعد عرضه على الطبيب الشرعي أكد أن الوفاة كانت نتيجة أداة حادة تعرض لها الضحية، وفي المقابل كانت مصالح الأمن قد عثرت على أداة الجريمة والمتمثلة في سكين كبير الحجم، وعند سماع الضحية الثانية (ح. محمد أمين) أكد أنه تعرض لعملية ضرب بواسطة سكين على مستوى الظهر من خلال ثلاث طعنات، وقد نقل على إثرها إلى مستشفى مصطفى باشا، ووجه الضحية أصابع الاتهام إلى المدعو (م.توفيق)، وبعد عملية البحث والتحري تبين أنه متواجد بمستشفى بن عكنون لأنه هو الآخر تعرض إلى جروح على مستوى اليد، الشاهد أكد بدوره أنه لاحظ المتهم يجري وراء الضحية الأولى، كما تعرف على أداة الجريمة وهي سكين من الحجم الكبير يحمل ألوانا زرقاء وحمراء وصفراء، أما الشاهد الآخر (ت. سيد علي) فقد صرح بأنه لاحظ المتهم رفقة الضحايا وهو يعتدي عليهم بسلاح أبيض، أما والد الضحية الثانية فقد أصر على متابعة المتهم خاصة أن ابنه يحمل شهادة طبية تثبت عجزه لمدة 21 يوما، يذكر أن الضحية الأولى قد فارق الحياة متأثرا بجروحه البليغة، كما أنه كان يشتغل كبائع فواكه وقد سبق وأن وقع بينه وبين المتهم خلاف. أكد المتهم خلال مراحل التحقيق أن السبب في ذلك يعود إلى الشجار الذي وقع بينهما، ومنذ ذلك اليوم حيث كان يتلقى منهما السب والشتم، وأنه لم يكن ينوي قتل الضحايا، وأنه كان في وضعية الدفاع عن النفس. ممثل الحق العام التمس عقوبة المؤبد ووصف الجريمة بالبشعة، مضيفا أن الضحية الثانية كادت تلقى نفس المصير لولا فرارها من قبضته، أما دفاع المتهم فقد طالب بتخفيف العقوبة، مؤكدا أن القتل لم يحمل عنصري الإصرار والترصد، لتقضي المحكمة بالحكم المذكور بعد مداولة استمرت لأكثر من ساعة.