أول واجهة ستعترض الوالي الجديد بعنابة هي حالة الفوضى والتسيب السائدة بالإدارات التي تغلب عليها البيروقراطية إلى درجة أن المواطن البسيط لم يعد يجد مكانه فيها بعد أن أصبح حل مشاكله آخر انشغالات المسؤولين شبه المتواجدين بمناصبهم إلى جانب العديد من الملفات الحساسة التي تتطلب دراسات عاجلة كملف المدينة الجديدة ذراع الريش ملف النقل واشتعال الجبهة الاجتماعية بالولاية ويعد ملف السكنات بمثابة القنبلة الموقوتة التي قد تفجر الوضع في أي وقت في ظل تفاقم ظاهرة البنايات الهشة والفوضوية وأمام كل ذلك يواجه الوالي تعفنا بيئيا خطيرا بالولاية جراء ارتفاع معدلات التلوث في المجاري المائية وانتشار القاذورات دقت على إثرها جمعيات في العديد من المناسبات ناقوس الخطر. تسيب وفوضى بالإدارات وغياب أغلب المسؤولين عن مناصبهم من بين أكثر النقاط الحساسة التي ستلقى على عاتق والي عنابة الجديد إعادة الهيبة للإدارات العمومية التي سادها التسيب واللامبالاة في ظل غياب المسؤولين خاصة بالنسبة للمديرين التنفيذيين الأمر الذي خلق الفوضى وعطل مصالح المواطنين بالدرجة الأولى جراء توقف عملية تسوية أغلب المعاملات الخاصة بالبناء أو تسوية وضعية عقود الملكية وغيرها من الإجراءات كما تعطلت أغلب المشاريع التنموية الكبرى و بقيت حبيسة أدراج المسؤولين على مستوى بعض المديريات طوال الفترة التي يبقى فيها المسؤول الأول شاغرا منذ وفاة الوالي السابق محمد منيب صنديد في حين يضمن الأمين العام بالولاية تسيير الحد الأدنى من الخدمات بعد تعيينه بالمنصب بالنيابة هذا إلى جانب التسيب الذي شهدته بعض البلديات جراء الصراعات الداخلية وانشغال المنتخبين بأمور خاصة وأخرى حزبية وسياسية على حساب انشغالات المواطن الأمر الذي أشعل فتيل الاحتجاجات في العديد من المناسبات كما شهدت بعض الدوائر بالولاية تجاوزات على غرار دائرة برحال في ظل غياب القرارات الردعية لوضع حد لكل أولئك المسؤولين الذين استغلوا غياب الوالي. ملف المدينة الجديدة من أكبر التحديات التي تنتظر الوالي الجديد ويعد ملف المدينة الجديدة ذراع الريش وتهيئة منطقة الكاليتوسة التابعة لدائرة برحال من أهم النقاط الحساسة التي سينظر والي عنابة الجديد فيها خاصة ما يتعلق بعملية تهيئة الكاليتوسة بعد ما قارب مشروع إنجاز سبعة آلاف سكن على الانتهاء فيما تفتقر المنطقة للتهيئة مما سيعطل عملية توزيع السكنات الأمر الذي سيخلق فوضى علما أن بعض السكنات وصلت بها نسبة الإنجاز إلى تسعين بالمئة حيث بات من الضروري انطلاق عملية التهيئة في أقرب الآجال لاستدراك الوضع وإسعاف ما أمكن من الوقت علما أن ملف المدينة الجديدة “ ذراع الريش “ يعد من أكبر التحديات التي تنتظر الوالي الجديد خاصة إذا علمنا أن المشروع يتضمن إنجاز أكثر من خمسين ألف وحدة سكنية بمختلف الصيغ إلى جانب الإدارات والهياكل العمومية كالمدارس والمستشفيات وغيرها من الهيئات التي يجب أن تكون جاهزة مع تاريخ تسليم السكنات بالمدينة ناهيك عن التهيئة العمرانية خاصة فيما يتعلق بالطرقات والأرصفة وكذا الإنارة العمومية. السكنات الاجتماعية قنبلة موقوتة بالولاية ومن بين أكثر الملفات الثقيلة التي ستكون على طاولة الوالي الجديد ملف السكنات الاجتماعية وكذا السكن الهش فسيكون عليه إكمال عملية توزيع أو ترحيل المستفيدين من السكنات في إطار برنامج “ الروكازمون “ والذين كانوا قد احتجوا في العديد من المناسبات أمام مقر ديوان الترقية والتسيير العقاري خاصة وأنهم أنهوا جميع الإجراءات القانونية وسددوا المبالغ المالية المترتبة عليهم بعد أن تحصلوا على وثائق الاستفادة لكن قرار الترحيل بقي مجمدا منذ العام الماضي هذا إلى جانب عملية تصفية الأحياء الفوضوية من الطفيليين والعائلات التي لجأت مؤخرا أو منذ أشهر فقط إلى استغلال السكنات الهشة والفوضوية على مستوى أحياء الولاية خاصة “ سيدي حرب “ والمدينة القديمة إلى جانب إيجاد حلول للعائلات التي تم إحصاؤها مؤخرا بحي سيدي حرب وترحيلهم نحو سكنات جديدة ويتعلق الأمر بالعائلات التي لم يمسها إحصاء 2007 وأخيرا ملف توزيع السكنات الاجتماعية التي انطلقت اللجان الخاصة على مستوى دائرة عنابة بخرجاتها الميدانية لجميع طالبي السكن والتي ستكون متبوعة بدراسة الملفات وتعليق القوائم خاصة في ظل بقاء منصب رئيس الدائرة شاغرا منذ حوالي عامين. مشروع الترامواي والمطار الجديد من أكبر الملفات العالقة بعنابة كما سيكون على والي عنابة معالجة ملف النقل بالولاية خاصة بالنسبة لمشروع الترامواي الذي بقي يراوح مكانه منذ عدة سنوات جراء الصراعات على خط مروره أولا مما جعل الوزارة توجه إنذارات بسحب المشروع في حالة لم ينطلق في أقرب الآجال هذا إلى جانب مشروع مطار عنابة الذي يسير بوتيرة متأخرة جدا والذي كان الوالي الأسبق محمد الغازي قد وجه إنذارات للشركات المسؤولة على الإنجاز بسحب المشروع لكن لا حياة لمن تنادي كما يشكل توقف التليفيريك وبقاؤه دون تشغيل منذ أزيد من عام نقطة سوداء يمكن أن تفجر غضب خاصة سكان منطقة سرايدي الذين كانوا قد وجدوا متنفسا من خلاله بسبب مشاكل نقص المواصلات هذا إلى جانب أن مشروع الترامواي كان يمثل نقطة مهمة في جلب السائحين والوافدين على الولاية كونه يمر بغابات جبال الإيدوغ الرائعة. احتجاجات يومية بمقر الولاية يتحول إلى محج المحتجين سيكون الوالي الجديد في مواجهة الجبهة الاجتماعية المنتهية عبر مختلف بلديات الولاية والتي تنفجر لأتفه الأسباب جراء التهميش والمعاناة التي يعيشها المواطن خاصة بالمناطق النائية في ظل غياب الحلول وكثرة الوعود الكاذبة للمسؤولين في معالجة الأمور العالقة دون حلول ميدانية حيث سيكون على الوالي البحث عن سبل احتواء الاحتجاجات والقضاء على التجمعات اليومية التي تنظم بصفة دورية أمام مقر الولاية سواء من طرف المواطنين أو العمال على رأسهم عمال “ أرسيلور ميتال “ إلى جانب نقابيين وغيرهم من الطبقات الاجتماعية بمختلف أنواعها والتي حولت مقر الولاية إلى محج لها بصفة دورية في ظل غياب الآذان الصاغية والحلول الناجعة على مستوى البلديات والمناطق التي ينتمون لها. تجمعات سكانية جديدة دون مرافق عمومية ومؤسسات تربوية ومن جهة أخرى يعتبر مشكل انعدام المدارس والمؤسسات التربوية بصفة عامة على مستوى التجمعات السكانية الجديدة التي رحلت إليها العديد من العائلات خاصة بوخضرة وبوزعرورة وبعض التجمعات بسيدي عمار وغيرها من التجمعات الجديدة مشكلا عويصا يتطلب حلولا عاجلة خلال الدخول المدرسي القادم وهو ما من شأنه تفجير الوضع أمام تهديد العديد من العائلات بالخروج إلى الشارع فيظل عدم تنفيذ المسؤولين و وعودهم المتعلقة بإنجاز مؤسسات تربوية في حين ما تنتهي عملية إنجاز المشاريع التي انطلقت وهو ما سيضطر التلاميذ إلى التوجه للدراسة على مستوى مؤسسات تربوية بعيدة عن مقرات سكناتهم علما أن أغلب التلاميذ ما زالوا يزاولون دراستهم على مستوى المؤسسات التربوية بالأحياء القديمة التي كانوا يسكنونها قبل ترحيلهم إلى الأحياء الجديدة. من هو الوالي الجديد ؟ شغل شرفة يوسف والي عنابة الجديد منصب وال بالأغواط قبل أن يعين خلال الحركة الأخيرة على رأس الهيئة التنفيذية بعنابة علما أن أول منصب والي يعين به سنة 2011 كان قبلها يشغل منصب أمين عام بولاية سوق أهراس كما شغل نفس المنصب بولاية باتنةمسقط رأسه كما شغل بولاية سوق أهراس كذلك منصب مدير للتخطيط والتهيئة يبلغ الوالي الجديد 59 سنة يملك خبرة في التحاور مع المواطنين وحل مشاكل الاحتجاجات والسيطرة على الأوضاع حيث سبق وأن تمكن من السيطرة على الاحتجاج الذي شنه سكان الأغواط بسبب السكنات الاجتماعية والذي سجلت به ضحايا من المحتجين تمكن من خلالها الوالي من حقن الدماء عن طريق محاورة المحتجين والسيطرة على الوضع قبل تأزم الفوضى التي كانت دائرتها مهددة بالتوسع حيث غضب المقصيون من القوائم المفرج عنها وبشهادة مسؤولين كانوا إلى جانب الوالي في مشواره المهني فإنه يعد من الإطارات الكفأة التي تحسن الإصغاء للمواطن أو صاحب المشكل قبل إصدار القرارات الصائبة ومعالجة الأمور كما أنه يملك قدرة على التحكم أمور التسيير بوسعادة فتيحة في ظل الأزمات التي تتخبط فيها الفرق المحلية تحديات كبيرة تنتظر شرفة في المجال الرياضي في ظل الأزمات التي تتخبط فيها الرياضة العنابية ، خاصة في مجال كرة القدم الرياضة الأكثر شعبية في الولاية رقم 23 وفي العالم أجمع،تنتظر الوالي الجديد يوسف شرفة تحديات كبيرة من أجل النهوض بالرياضة في الولاية وإعادة أمجاد الكرة العنابية الضائعة التي باتت لا تسر العدو قبل الصديق ،وأولى المهام التي تنتظر شرفة هي إعادة هيكلة البنية القاعدية وتوفير الإمكانيات اللازمة سواء المادية أو المعنوية للنهوض بالقطاع الرياضي،الذي عانى من التهميش كثيرا في الآونة الأخيرة ،ما أثر سليا على جميع الفرق العنابية في مقدمتها اتحاد عنابة صاحب الشعبية الكبيرة ،الذي كان ينافس على الألقاب في الرابطة المحترفة الأولى قبل أن يتقهقر إلى قسم الهواة دون أن يحرك أي شخص ساكنا والاكتفاء بمشاهدة الفريق وهو يتهاوى من موسم إلى أخر، كما سيكون الوالي مطالبا بإيجاد حل للمشكل الذي يعاني منه الفريق مع الديجياس منذ الموسم الماضي ما أثر سلبا على رفاق بن منصور وكاد يكلفهم السقوط لبطولة ما بين الرابطات، نفس الأمر ينطبق على الجار حمراء عنابة أعرق الأندية العنابية الذي لم يجد ضالته لحد الآن رغم أنه الفريق الوحيد الذي أهدى الولاية كأس الجمهورية،وشبيبة الجسر الأبيض الذي عاد للقسم الجهوي الأولى،وغيرها من الفرق الأخرى ،وفي ظل هذا وذاك فإن الأكيد أن الوالي الجديد لعنابة سيكون مطالبا بالنهوض بالرياضة وإعادة الفرق العنابية إلى حظيرة الكبار ،خاصة أنه مطلب الجميع في الولاية كبارا وصغارا ،وضرورة التصدي “للخلاطين “ الذين تسببوا في هذه الأزمات للرياضة العنابية بما أن همهم الوحيد هو مصالحهم الشخصية ،إضافة إلى إبعادهم عن كل ما يتعلق بالرياضة ،ووضع أشخاص أكفاء بإمكانهم تقديم الإضافة و النهوض بالرياضة في عنابة. صالح بونوالة