وقد تدفق المحتجون الذين ينحدر أغلبهم من مشتة “الطياّنة” بأعالي البلدية المذكورة على الطريق الوطني رقم (43) وتحديدا على مستوى المقطع المحاذي لمدخل البلدية والمعروف “بتازار” حيث أقدموا على غلق هذا الأخير وفي الإتجاهين أمام الحركة المرورية مما تسبب في توقف حركة المركبات باتجاه كل من عاصمة الولاية وكذا بلدية الميلية ، وقد رفع المحتجون وأغلبهم من الشبان الذين جاؤوا لقضاء عطلة العيد مع عائلاتهم مطالب عدة يتقدمها فتح تحقيق حول مصير الثلاثين مليارا التي خصصت لإعادة تعبيد وتأهيل الطريق الولائي رقم (137ج) الذي يربط عاصمة البلدية بمداشرها العليا مرورا بمنطقة تيسبيلان وإلى غاية الحدود مع بلدية برج الطهر لاسيما وأن الانطلاق في تأهيل هذا الطريق كان مقررا مطلع الشهر الجاري على أقصى تقدير قبل أن يتم إلغاء الأشغال بشكل نهائي بعدما منحت الصفقة حسب مصادر محلية لإحدى المقاولات المعروفة بالولاية أو بالأحرى مقاولة “بريغن” ، كما رفع المحتجون مطالب أخرى من قبيل الإنارة الريفية وكذا المياه التي تظل الغائب الأكبر بقرى البلدية بفعل فشل مشروع تزويد هذه الأخيرة بالمياه الشروب رغم صرف السلطات البلدية لمئات الملايين لقاء مشروع وصف بالفاشل .وقد تنقلت إطارات من جهاز الدرك الوطني إلى موقع الاحتجاجات حيث تم إقناع الشبان المحتجين بالتنقل إلى مقر البلدية لفتح حوار مع الجهات الوصية وفي مقدمتها رئيس الدائرة الذي قدّم تفسيرات للمحتجين بخصوص سبب عدم انطلاق أشغال تجديد الطريق الولائي الذي أعتبر السبب الرئيسي لهذه الاحتجاجات ولو أن هذا الأخير اكتفى في النهاية بتقديم وعود رسمية تقضي بالشروع في ترميم المقاطع المتضررة منه بداية من اليوم الأربعاء في انتظار إعادة النظر في صفقة المشروع التي يقال بأن خطأ ما تسبب في تمييعها ، كما وعدت السلطات بحل مشكل الإنارة العمومية قريبا وهو ماساهم في إعادة فتح الطريق الوطني رقم (43) أمام الحركة المرورية بعد قرابة ساعتين من الغلق ، علما وأن الاحتجاجات الاجتماعية بجيجل تعرف تصاعدا كبيرا منذ الأحد الماضي حيث تم غلق مقرات عدة بلديات ، ناهيك عن غلق عدد من الطرقات الوطنية والولائية بكل من سيدي معروف ، بلهادف ، جيجل ، الجمعة بني حبيبي وأولاد يحيى خدروش وهو ما دفع بقوات الدرك إلى التدخل بقوة واستعمال الغازات المسيلة للدموع لتفريق المحتجين ببعض هذه النقاط التي سقط بها العديد من الجرحى .