عاشت ولاية جيجل أمس يوم غضب شعبي غير مسبوق من خلال إقدام آلاف المحتجين بنقاط عدة من الولاية على غلق عدد من المقرات الرسمية إضافة إلى عدد من المحاور الطرقية التي تربط عاصمة الكورنيش بالولايات المجاورة وتحديدا بجاية و قسنطينة . وقد شكل عيد الأضحى والتئام شمل مئات العائلات التي أتى أبناؤها من كل حدب وصوب لقضاء هذه المناسبة مع أهاليهم بمختلف مناطق الولاية فرصة لآلاف المسحوقين بهذه المناطق لتفجير غضبهم في وجه قطار التنمية المعطل وكذا الفساد المستشري بهذه المناطق والذي حرمها من عشرات المشاريع التنموية التي كانت ستغير وجهها البائس وهو مايفسر خروج آلاف المحتجين إلى الشوارع والطرقات أمس بداية من عاصمة الولاية التي تجمهر بها المئات من سكان حي لعقابي وأغلقوا الطريق الوطني رقم (43) المؤدي إلى عاصمة الحماديين بجاية وذلك بمحاذاة المحطة البرية بحي موسى التي منعت الحافلات من دخولها هي الأخرى ، وقد طالب المشاركون في هذه الحركة الاحتجاجية بإعادة الاعتبار للطريق المؤدي إلى منطقة الشمايم بعد الوضع الكارثي الذي بلغه هذا الأخير في أعقاب التساقطات المطرية الأخيرة والذي تسبب في عزل عشرات العائلات التي تستعمله في تنقلاتها اليومية ، وغير بعيد عن عاصمة الولاية أقدم محتجون ببلدية الجمعة بني حبيبي على غلق المقر الإداري لهذه الأخيرة طيلة الفترة الصباحية احتجاجا على وضعية بعض المحاور الطرقية التي دمرتها أمطار الخريف ومنعت المستفيدين منها من التحرك عليها حتى بوسائل النقل الثقيلة ، بل وأدخلتهم في عزلة شاملة عن العالم الخارجي ولم تختلف الأحوال ببلدية أولاد يحيى خدروش التي خرج بها المئات إلى الشارع ، حيث أقدم سكان منطقة بني ميمون على غلق مقر البلدية طيلة صبيحة أمس احتجاجا على وضعية الطرقات وكذا غياب الإنارة العمومية ، حيث أوصد مقر البلدية المذكورة بالأغلال والسلاسل طيلة صبيحة أمس مما تسبب في شل هذا الأخير لعدة ساعات وسط غضب عارم لمواطني هذه البلدية ،،، غضب شكل قاسما مشتركا بين هؤلاء وسكان منطقة العقبية ببلدية سيدي معروف الذين أقدموا بدورهم ومنذ السادسة صباحا على غلق الطريق الوطني رقم (27) الذي يربط ولاية جيجل بولايتي ميلة و قسنطينة وذلك على مستوى منطقة بين الغدر ، حيث أغلق المحتجون هذا الطريق بالحجارة والمتاريس مما استدعى تدخل قوات الدرك الوطني عند منتصف نهار أمس بعدما فشلت المفاوضات مع المحتجين بخصوص إعادة فتح الطريق أمام حركة المرور ، وقد تسبب تدخل قوات الدرك في مشادات عنيفة مع المحتجين مما تسبب في سقوط جرحى من الجانبين حسب مصدر محلي ، ناهيك عن إلقاء القبض على عدد من المحتجين ، علما وأن الحركة الاحتجاجية التي عاشتها ولاية جيجل أمس والتي لم تشهد لها عاصمة الكورنيش مثيلا من قبل قد تسببت في عزل هذه الأخيرة لعدة ساعات عن محيطها الخارجي إلى درجة اضطر معها آلاف المسافرين على عودة أدراجهم في أول يوم من الأسبوع الجديد ، فيما ظلت آلاف المركبات عالقة على المحاور المغلقة لعدة ساعات .