عاش سكان مدينة تبسة مساء الأربعاء المنصرم، أجواء سادتها الآلام والأحزان حين انتشر نبأ مصرع الطفلتين «جمانة»و«روان» كالنار في الهشيم اللتين تتراوح أعمارهما بين 8و9 سنوات، بعد أن صدمتهما شاحنة تبريد بطريق قسنطينة ذنبهما الوحيد أن أقدامهما قطعت الطريق المزدوج للعودة إلى بيتهما بحي الشرطة المحاذي للمحكمة الإدارية بعد دقائق من خروجهما من مدرسة علي حرباوي وقد حلت نهايتهما المأساوية بعد أن دهستهما عجلات هذه المركبة التي كانت تسير بسرعة قبل دخولها النفق حيث أن قوة الاصطدام كانت كفيلة بإنهاء حياتهما على مرأى العشرات من الذين شاهدوا الحادثة وتجمعوا بالقرب من الموقع قبل وصول سيارة الإسعاف وقد تلاشت حظوظ إنقاذهما بعد التأكد من وفاتهما نتيجة نزيفهما الحاد، وكان السائق الذي أصيب بذعر وهلع كبيرين لهول المشهد قد سلّم نفسه بعد الحادثة إلى مصالح أمن ولاية تبسة حيث فتحت الشرطة القضائية تحقيقا لمعرفة الخلفيات والأسباب المؤدية لوقوع الحادث وينتظر تقديمه غدا الأحد أمام الجهات القضائية كما هو معمول به قانونا. حضور غفير في جنازة الضحيتين من المواطنين والسلطات شيّع ظهر الخميس الفارط مئات المواطنين جنازتي الطفلتين في جو مهيب وبحضور السلطات الأمنية وعلى رأسها رئيس أمن ولاية تبسة بمقبرة « سيدي خريف « مع العلم أن والدي المتوفيتين يعملان في سلك الشرطة أحدهما مفتش رئيسي والآخر محافظ بمدرسة الشرطة، كما رافق الموكب الجنائزي عدد من إطارات وشخصيات مدنية جاءت لتعزية أفراد عائلتيهما اللتين تلقتا فاجعة هي بالثقيلة ومن حيث لا تحتسب خصوصا إذا علمنا أن «جمانة» هي البنت الوحيدة في العائلة. جمع توقيعات لطلب تدخل عاجل لإنجاز ممرات علوية بالطرق السريعة هذا وأقبل الكثير من المتضامنين لمواساة عائلة «قريب» و»كلاع» علّ ذلك ينسيهما ويعوضهما فراق ابنتيهما في عمر الزهور وفي حادث مرور ليس هو الأول أو الأخير مادام أن الطريق المزدوج الذي حصد كثيرا من الأرواح غير محمي ويشكل خطورة على سلامة الراجلين وفي ذلك جمعت توقيعات مواطنين لإرسالها إلى والي تبسة مرفقة بطلب تدخل عاجل من أجل إنجاز ممرات علوية للراجلين لتفادي خطر الموت بالطرقات السريعة وبالأماكن التي عرفت حوادث مرورية مماثلة. الفايسبوكيون يتناقلون صور الطفلتين ويربطون الحدث بتقصير من الجميع تداول رواد موقع التواصل الاجتماعي «الفايسبوك» بعد لحظات من الحادثة صورتي الضحيتين على نطاق واسع كما أردفوا تعليقات منها ما يصب في تعزية أهليهما وذويهم والترحم على البنتين وأخرى ربطت الحدث بتقصير من الجميع كما طالبوا في خضمها السلطات المحلية بوضع الحادثة في صلب أذهانهم للتحرك من خلالها لمنع تكرار المأساة كما انتقد البعض منهم التفكير في اللجوء إلى إنجاز الممهلات بعد كل حادث وتناسي تحديد ممرات سفلية للراجلين ومحاسبة السائقين بصرامة عند عدم احترام قانون المرور وإنجاز الممرات العلوية للحفاظ على سلامة المواطنين من جهة وتخفيف حدة الازدحام المروي من جهة أخرى.