جسور للتسامر وأرصفة ل "الدومينو" يتعمد الكثير من الراجلين عدم استعمال الممرات العلوية المتواجد بالقرب من الطرقات السريعة والمزدوجة معرضين حياتهم للخطر، فكم من فرد لقي حتفه أنه تهو ر وتكاسل عن صعود الجسر المخصص للمارة وقطع الطريق؟ ورغم أن حوادث المرور هاجس يؤرق كافة أفراد المجتمع، إلا أن أفراد المجتمع، إلا أن ثقافة استعمال الممرات العلوية لا تزال ناقصة. تخصص أغلب البلديات ميزانية محددة لإنجاز الممرات العلوية في الأماكن التي تتطلب ذلك بغية توفير الحماية للمواطن من مختلف الأخطار التي تنجم عن استعماله ه للطريق المخصص للمركبات، إلا أن الخطأ يحسب على الكثير من المواطنين الذين يفضلون دوما اختصار الوقت من خلال قطع الطريق لمسافة قليلة تفصلهم عن استمال الممر العلوي بكل أمان. الممرات العلوية ..ملتقى تسامر الشباب ولعبة "الدومينو" عينتنا كانت بعض الممرات العلوية بالعاصمة والتي لاحظنا أنها لا تستعمل إلا نادرا، والأغرب في ذلك أنها تحولت إلى أماكن تجارية، حيث لاحظنا أن بعض الشباب يعرضون سلعهم ناصبين طاولاتهم عليها كالمحارم الورقية، معاجين الأسنان، الهواتف النقالة وحتى أننا نستطيع أن نقول أنها أصبحت بما يسمى "الدلالة " كممر بلكور والتافورة وحسي داي وعين النعجة الواقع قرب محطة المسافرين، والذي كان وجهتنا، لكونه يقع في مكان استراتيجي يضم مدرستين، إلا أنه لا يستعمل إلا نادرا ولا حتى من قبل كبار السن، حتى تآكله الصدأ، وتحول إلى "الدلالة " ، فبالتالي هو صالح فقط لتلاميذ المدرستين وهذا فقط أوقات دخولهم أو خروجهم من المدرسة أي أوقات محددة، فيما تجده في أوقات أخرى خاصة فصل الصيف مجلسا للشباب ولعبة "الدومينو" والتسامر. وعن وضعية ذلك الجسر يقول سفيان مبررا عدم استعماله للجسر "إن الطريق المزدوج الموجود تحت الممر العلوي ليس كبيرا جدا، ما يجعلنا نغض النظر عن استعماله باستثناء الأطفال الصغار ممن يجدون صعوبة ويخافون قطع الطريق" أراد اختصار الوقت.. فاختصر حياته ومن الحوادث التي شهدها أحد الباعة المتواجدين بالقرب من ذات الممر، لشاب في مقتبل العمر كلفه عدم استعمال الممر حياته،يروي عن الحادث فيقول : " لقد كان الفتى أحد الباعة المعروفين بالسوق الشعبي لعين النعجة، وهو يهم بقطع الطريق حاملا علبا تحوي سلعته التي تعود بيعها، ورغم وجور الممر العلوي فوقه، إلا أنه أراد اختصار الوقت، ولكنه فوجئ بسيارة مسرعة ترديه أرضا حيث لفظ آخر أنفاسه".غير بعيد عن الممر السابق، يقع ممر علوي أخر على الطريق السريع بمخرج عين النعجة، أقيم هو الآخر كون المنطقة آهلة بالسكان، إلا أن حالته لا تختلف عن سابقه وتعددت تبريرات عدم استعماله من قبل قاطني الحي السكني المحاذي له، فهناك يرى أنه مضيعة للوقت رغم أن هؤلاء يعون أنهم يعرضون حياتهم للخطر، وهو عكس ما عبر عنه فريد الذي يؤكد أن قطع الطريق لا يشكل خطرا على من تعود ذلك.أما راضي يقول أن لا وقت لديه لاستعمال الجسر، “أما ممر الراجلين فأستعمله دائما لأني أخاف السيارات وليس خوفا من تطبيق قانون المرور علي”، يضيف "لكن هذا لا يعني أني لا أتحمل مسؤولية مخالفة القانون". لم يستعملوه للمرور.. فاستعملوها للانتحار أما حورية وهي عجوز في الستين تقول أن كانت فيما مضى تستعمل الجسر، ولكنها امتنعت عن ذلك منذ أن رأت شابا ينتحر من أعلاه، تضيف : لقد أصبحت أهاب صعود أدراج هذا الممر بعد أن عشت تلك التجربة ، ففي الوقت الذي كنت أهم بصعود الأدراج، فإذا بي أرى شابا يلقي نفسه ويتخبط أرضا ليرتطم بحافلة النقل العمومي ما جعلني أمتنع عن استعمال الممر ولو اضطررت لقطع الطريق جريا" وتضيف الحاجة حورية : "ليس المشكل في الكبار، نحن على وعي، ولكن طرحت مشكل الأطفال الصغار لابد من تنمية الثقافة المرورية لديهم". ممرات استعملتها القطط بينما تجاهلها المواطن! من عين النعجة إلى باش جراح، وقفت الاتحاد لساعات أمام أحد الجسور، لا شيء، ولا أحد مر أو سيمر و لو مكثنا فيها ليوم كامل ، إلا أن حادثة جد طريفة، وغريبة لم نلاحظها من قبل، حيث لاحظنا قطتين تصعدان أدراج الجسر وتمران عليه لتنزلا إلى الضفة الأخرى، عيب وعار حقا إذا كانت الحيوانات تخاف على حياتها فكيف للمواطن المجازفة ورمي نفسه إلى الهاوية. "يا سبحان الله" وقنا مذهلين لغرابة الموقف فهل هذا يعتبر ذكاء أم أنه مجرد صدفة حقا "لله في خلقه شؤون" ! الأرصفة لركن السيارات في اليوم الموالي اتجهت الاتحاد إلى بلدية رويبة حيث أكد لنا البعض أن حوادث المرور ليس سببها عدم احترام الراجلين للأرصفة الراجلين أو العبور على الممر العلوي، ولكن هناك أسباب أخطر من ذلك منها اهتراء الأرصفة في الكثير من الأحياء، إضافة على ذلك، عدم وجود ممهلات أمام المدارس يشكل خطرا على التلاميذ. نادية تقول أن عدد ممرات الراجلين قليل و التي هي موجودة نجد معظم السكان يركنون سياراتهم، مشيرة إلى أن إذا كان الراجل لا يحترم ممر الراجلين فإن السائق أيضا لا يحترمه و يبقى الراجل هو الضحية الأولى والأخيرة، زيادة على ذلك إشارات المرور قليلة، خاصة تلك التي تشير إلى وجود راجلين صغار السن. موكب عرس يتحول على جنازة لا يزال سكان الرويبة يتذكرون الحادة الأليمة التي أودت بعشرات الضحايا وذلك بسبب عجوز حسب شهود عيان حاولت اختصار طريقها وعبرت من تحت الجسر لتصدمها سيارة دراجة نارية تابعة لموكب عرس فإذا بها تلقى حتفها فوق سيارة أخرى لترتطم بهذه الأخيرة السيارات التي كانت خلفها ليصبح الموكب موكب جنازة راح ضحيتها العشرات من الناس من مختلف الأعمار وعند التقصي في الأمر أكد لنا أحد شرطة المرور أنهم لم يطبقوا قانون تحرير المخالفات الراجلين المخالفين للقانون لصعوبة المهمة من جهة، وعدم وعي كافة المواطنين به من جهة أخرى، وأن سبب حوادث المرور لا ينحصر فقط في مخالفة المواطن لقانون المرور بعدم احترامه لممر الراجلين أو عدم عبوره على الجسر، حيث لا يُلام المواطن إن كان مكان وضع الجسر في حد ذاته لا يشجع الراجلين على استعماله، خاصة المصابين بداء المفاصل والذين يعجزون عن صعود كل تلك الأدراج. وعن أسباب الحوادث المرورية يقول ذات الشرطي " من أهم أسباب حوادث المرور، عبور الإشارة الحمراء، السرعة الزائدة، الإهمال وعدم الانتباه، الاستهتار وعدم مبالاة المارة والراكبين ،قيادة المركبة ، قطع الطريق قبل التأكد من خلوه، عدم الالتزام بخط السير، القيادة بسرعة زائدة والقيادة بطيش وتهور، حب الظهور والتباهي واثبات الذات بعمل يخالف القانون، غياب الرقابة والرعاية الأسرية، التسابق بالطريق العام الذي ينتج عنه العديد من الحوادث المؤسفة، التردد.، حبا في الظهور والمغامرة ولفت الأنظار،و عدم التزام المشاة بالإشارة الخاصة بعبور المشاة. حصة الأسد من الرصيف لكراسي المقاهي أما بعض المناطق البعيدة عن العاصمة، فيعانون من غياب ممرات الراجلين، في بعض الشوارع الرئيسية للمدينة أو أن المواصفات المفروضة تنعدم فيها ، و الأجدى الإسراع في إقامة هذه الممرات التي تحمي الراجلين من خطر السيارات أمام المؤسسات التربوية والعمومية والشوارع الرئيسية، إضافة إلى احتلال بعض المقاهي والمحلات التجارية لرصيف الراجلين كما هو الحال في "ساح أودان بالعاصمة وباب الوادي"، مما يفرض في عدد من الحالات عليهم السير وسط الطريق، الشيء الذي يقلق راحة السائقين ويسبب في عددا من الحوادث. غياب ثقافة استعمال الممرات..تخلف عن مسايرة العصر بعض الناس من المارة يتركون الرصيف المخصص للراجلين ويمشون على أطراف الطريق المخصص للسيارات وكأنهم يستعرضون أنفسهم وغير مكثرتين بالسيارات المارة في طريقها المخصص، ومتسببين بذلك عرقلة مرورية، ملقيين بأنفسهم إلى التهلكة، والغرابة أنه عندما يلجأ السائقون إلى استعمال منبه الصوت أي "الكلاكسون"، راجيا من المارة الانتباه والاحتراس لأنفسهم تتعالى الأصوات سواء من الرجل أو الشاب أو المرأة أو البنت وحتى من الصغير أحيانا بعبارة شهيرة ألف على سماعها كل مستعملي الطريق في وسط المدينة العبارة تقول ( واش راك حاب تطير، راك مخلوع بطموبيلتك، بشوية عليك ) صراحة نستخلص من هذا التصرف تستخلص الشيء الكثير ، وهو جهل هذه الأمة وتخلفها عن مسايرة العصر، ولكن هذا لا يعني أن سائقي السيارات لم يحصدوا حصة من حوادث المرور المميتة والتي راح ضحيتها الملايين من المواطنين خاصة في الآونة الأخيرة حيث سجلت مصالح الأمن والدرك الوطني حصيلة هائلة من الموتى، والذين نتج عن حادثهم الإقعاد.