أصبحت الطفولة في عيدها، محاطة بسلسلة من المخاطر والآفات الاجتماعية الخطيرة، التي يأتي في مقدمتها الإدمان على التدخين.وتكشف الجهات المتابعة لهذه الآفة تحولها إلى ظاهرة خطيرة تنهش المجتمع الجزائري حيث تشير آخر الأرقام المقدمة من قبل الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث العلمي و الهيئة الوطنية لترقية وحماية حقوق الطفل في الجزائر، عن وجود أكثر من 2 مليون طفل مدخن في الجزائر. رقم مرعب وصادم يؤكد البروفيسور مصطفى خياطي رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث العلمي و الهيئة الوطنية لترقية وحماية حقوق الطفل، أن الدراسة الأخيرة التي أجرتها الهيئة تشير إلى وجود ما يزيد عن مليوني طفل في الجزائر.ويضيف أن الرقم مرعب حقا، ويتطلب تحركا عاجلا لاحتواء الظاهرة، قبل انتشارها على نطاق أوسع.وتابع: «الهيئة تتابع بقلق شديد تنامي ظاهرة تدخين الأطفال، وهي تحرص على مراسلة الجهات المعنية من أجل التحرك العاجل وإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل فوات الأوان».من جانب آخر فإن الدراسة الأخيرة التي قدمتها الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث العلمي و الهيئة الوطنية لترقية وحماية حقوق الطفل في الجزائر، تدق نواقيس الخطر، كون النسبة الكبيرة من الأطفال المدخنين هم تلاميذ.يقول البروفيسور مصطفى خياطي «الإحصائيات المسجلة تؤكد وجود 15% من المتعلمين بالمدارس المتوسطة (الإعدادية) يدخنون بانتظام، وأن أكثر من 25% من تلاميذ المرحلة الثانوية دخلوا خانة الإدمان». ويضيف بأن المتسربين من المدارس وغالبيتهم قصر وصلت نسبة التدخين عندهم إلى أكثر من 50%، أي أن غالبية المتسربين من المؤسسات التعليمية تتمثل أولى اهتماماتهم في التوجه إلى التدخين. إجماع على أن العائلة هي السبب في انتشار هذه الظاهرة عرعار عبد الرحمن رئيس شبكة ندى لحقوق الطفل في الجزائر، يرجع السبب الأول في دخول الطفل عالم التدخين هو العائلة، وأغلب الأطفال الذين يميلون إلى التدخين يكبرون في جو غالبيته مدخنون».ويؤكد عبد الرحمن «في الجزائر العائلات لا تهتم ببعض الجزئيات، والتي هي في الحقيقة خطيرة، إذ أن الأب أو الأخ يرسل الطفل الصغير إلى محلات بيع التبغ لشراء السجائر، ما يرسم في ذهن الطفل بأن الظاهرة عادية».ويضيف «في الجزائر هناك غياب لقوانين رادعة تمنع التدخين في الأماكن العمومية وأمام الأطفال، وهناك حالات حتى المعلم أو الأستاذ يدخن أمام تلامذته، وهو أمر غير مقبول تماما».وهو ما يذهب إليه البروفيسور مصطفى خياطي، الذي يؤكد بأن الدراسة المنجزة مؤخرا تؤكد بأن السبب الرئيس لتدخين الطفل راجع أساسا إلى الوالد، بدليل أن 60 % من الحالات المسجلة، أولياؤهم من مدمني السجائر. إجراءات عاجلة للحد من الظاهرة سليم زايدي رئيس مصلحة بمديرية تابعة لوزارة التشغيل والتضامن وقضايا المرأة، يؤكد بأن الوزارة قامت بعدة إجراءات صارمة، لحماية الأطفال من خطر التدخين. فبالإضافة إلى حملات التوعية ونشر ثقافة الصحة العامة في المحيط التي تركز على منع التدخين أمام مرأى الأطفال الصغار هناك قوانين رادعة، بدأ العمل بها منذ عام 2015 خاصة على مستوى المؤسسات التابعة لهذه الوزارة. ويضيف زايدي «العدد رقم 45 من الجريدة الرسمية للسنة الماضية 2015، سلطت الضوء على قانون خاص يمنع التدخين داخل المؤسسات التي تديرها مديريات الأسرة والتضامن الوطني». القانون أشار إلى 21 مؤسسة، أبرزها مؤسسات الطفولة المسعفة، وتلك المتخصصة في حماية الطفولة والمراهقة، وكذلك دور استقبال اليتامى ضحايا الإرهاب والمسنين.القانون لم يستثن أيضا المؤسسات المتخصصة في استقبال أطفال وفتيات ضحايا العنف، ومراكز الطفولة الصغيرة ، وكذلك مدارس الأطفال المعاقين، والمدارس النفسية البيداغوجية للمعاقين ذهنيا وحركيا. صالح بونوالة