قالت صحيفة “لكسبرسيون” الفرنسية أمس الثلاثاء، إن الفرنسيين يشعرون بالذنب والندم تجاه الجزائر وشعبها، لما كانت تمارسه فرنسا من استعمار فيها، حيث أكد استطلاع أجراه معهد “إيفوب” الفرنسي أن هناك 52% من الفرنسيين يرغبون في أن تقوم حكومتهم بتقديم اعتذار رسمي للجزائر عن الجرائم التي ارتكبت خلال فترة الاستعمار الفرنسي في بلادهم ،وجاء الاستطلاع في مناسبة الذكرى ال 62 لاندلاع ثورة نوفمبر 1954.وأشارت الصحيفة إلى أن هذا الاستطلاع أبرز التضامن الشديد من جانب الشعب الفرنسي تجاه الجزائري كما أنها تعتبر المرة الأولى التي تكون فيها غالبية الفرنسيين مع تقديم حكومة بلدهم اعتذارات على جرائم القتل والتعذيب التي ارتكبت خلال فترة الاستعمار الفرنسي. وأجرى معهد “إيفوب” هذا الاستطلاع على نحو 1000 شخص من أعمار تفوق ال 18 عاما، ونجد أن ثلثي الأشخاص الذين تم استجوابهم ويبلغون من العمر 65 عاما فما فوق يعارضون فكرة الاعتراف والاعتذار عن الجرائم الاستعمارية، وهى الفئات التى عاشت فترة الاستعمار بطريقة أو بأخرى، وأن غالبيتهم كانوا من عائلات المستعمرين الفرنسيين ولكنهم كانوا مقيمين فى فرنسا، وهناك فئة أخرى وهم من الجزائريين أنفسهم ولكنهم استطاعوا العيش والتأقلم مع الاستعمار كما وقفوا بجوارهم ضد الثورة، وأن هؤلاء يشكلون تجمعا قويا يؤثر على كل الحكومات الفرنسية، وأشار المعهد إنه في حال الضغط على الحكومة من المحتمل بشكل كبير أن تقدم اعتذارا رسميا. وفي سياق متصل انتقد الصحفي الفرنسي و مدير الصحيفة الالكترونية “ميديا بارت” إيدوي بلينال، استمرار رفض المسؤولين السياسيين في بلاده الاعتراف بجرائم الاحتلال الفرنسي خلال ثورة التحرير الجزائرية و قال أنه يأمل أن يتحلى حكام فرنسا مستقبلا بالشجاعة الكافية للقدوم إلى الجزائر والاعتراف بفظاعة الجرائم المرتكبة ضد الشعب الجزائري قبل أكثر من 60 عاما، وقال إيدوي بلينال في حوار له على القناة الثالثة ضمن برنامج ضيف التحرير، أن زمن الهيمنة والعنصرية قد ولى وأن فرنسا وغيرها من البلدان التي تسببت في الماضي في حربين عالميتين خلفت مئات الملايين من الجثث عبر العالم، لا بد أن تتخلص من عقدة الفوقية وأن تتعلم من الدرس الذي لقنه الشعب الجزائري في ثورته للبشرية حين استرجع بشجاعة حقه وسيادة بلاده، كما استنكر إيدوي سياسة “كبش الفداء” التي تعتمد على تشويه سمعة المسلمين وصورة الإسلام بهدف إلهاء الشعوب عن كل المشاكل الاجتماعية الناجمة عن هيمنة طبقة أو فئة معينة وقال “إنها قمة العنصرية أن نقوم باستخدام الأمور الدينية من أجل نسيان المضطهدين والضعفاء المطالبين بالكرامة”، كما أشار ضيف التحرير إلى اضطهاد اليهود في أوربا قديما، داعيا إلى ضرورة التضامن مع الأقليات، قائلا ان استمرار تجاهل المضطهدين في العالم اليوم ستكون له نتائج قاسية على الجميع في المستقبل.