يعرف السوق الأسبوعي لبيع الطيور، بوسط مدينة عنابة، إقبالا منقطع النظير للمواطنين، حيث يزداد الطلب على الطيور النادرة خاصة في الفترات الأخيرة. ولعل أهم هذه الطيور هو طائر الحسون «المقنين»، الذي بينه وبين الجزائريين ، قصة حب طويلة تمتد لعقود، فلطالما كانوا مولعين إلى حد الهوس بتربية هذه العصافير والاعتناء بها كأنها فرد من العائلة.ولا يتوانون عن دفع الملايين للاهتمام بها أو بحثا عن النادر منها،لكن قصة الحب هذه قد تكتب نهايتها قريبا أمام تقلص أعداده بشكل رهيب واصطياده وتربيته من قبل أشخاص لا يقدّرون قيمة «المقنين الزين» والذي أصبح يمتلك قلوب الكثيرين، لكن الواقع المؤلم أن ذلك الطائر المتميز بتغريد جميل مهدد بالانقراض بعد تقلص أعداده بشكل رهيب.حيث أن أكثر الشباب يعتمد في تجارته على بيع هذا الطائر بشكل عشوائي وواسع بغرض تحقيق أرباح، وكذا زحف الإسمنت الذي قضى على مناطق عيش وتكاثر الحسون ،كل هذه العوامل تقف وراء الإختفاء التدريجي لهذا الطائر، أما عن سعر هذ الطير فيتراوح بين 1500 و3500 دينار للطائر الصغير غير المتمرس في التغريد، في حين بلغ سعر الطير المتميز بصوت جميل 40ألف دينار . أما طائر الكناري فإن سعره مابين 3000 و4000 دينار ،طائر المزاييك تجاوز سعره 10 آلاف دينار .والجدير بالذكر أنه حسب بعض الشباب فإن الطير الذكر الذي له الدور الفعال في عملية الحضن، ليس له الحظوظ الأوفر للعيش في حالة اصطياده، خاصة في فترات التكاثر.و عن سبب تفاوت سعر طائر الحسون فقد أخبرنا محسن أنه راجع إلى طريقة الغناء هناك تغريدات لديها طبقات صوتية طويلة وجميلة تحمل من الانترنات ويربى عليها الحسون، منها بعبعة العنزة وحوافر الحصان وغيرها من التغريدات التي يتفنن مربو الحسون في تلقينها لطيورهم، تجعلهم يربحون أموالا طائلة من بيع هذه الأخيرة. تحول من هواية إلى مصدر لكسب المال أصبح طائر الحسون في الفترة الأخيرة مصدر رزق للعديد من الشباب ومصدرا لكسب المال نظرا لارتفاع سعره الذي وصل إلى مستويات خيالية هذا و تتعالى أصوات الباعة، وهم يرددون أسماء الطيور والعصافير وأسعارها، في سوق خاص بوسط مدينة عنابة.حيث أصبح معروفاً للمواطنين بأنه المكان الأمثل لشراء العصافير بأنواعها وتحقيق الربح ،كما أن هذا السوق الذي يجد فيه الزبائن كل أنواع الطيور التي يحتاجونها، يكون أحيانا أشبه ب«مزاد» علني، للأسعار التي تكون عادة أرخص من غيرها من الأماكن. ويعد هذا السوق الأسبوعي لبيع الطيور بمختلف أنواعها فضاء مفضلا لهواة العصافير، وحسب عديد البائعين والمتسوقين الذين يرتادون هذا الفضاء صباح كل يوم جمعة،والسبت فإن طائر «الحسون» له شعبية كبيرة وحتى بعديد مناطق الولاية كما ينفرد بتغريدته وزقزقته وألوانه و يزين عديد بيوت العنابيين بشكله الجميل وريشه البديع، فأينما تسير عبر شوارع وأزقة المدينة تصل إلى مسامعك أنغام هذا الطائر في الأقفاص وكثيرا ما يصادفك شابا يصطحب هذا الطائر خارجا للاستمتاع بأشعة الشمس أو حتى للتباهي به أمام المارة وأصدقائه. الطائر «الحسون» في طريقه للانقراض حسب المختصين فالمختصون في علم الطيور يؤكدون أنه بخلاف الكثير من الأنواع الأخرى لطيور الزينة، فإن الطبيعة هي المكان الحقيقي لطائر «الحسون»،وأن النوع الجزائري من أرقى الأنواع في هذه الفصيلة. غير أنه مهدد بالانقراض إن لم يكن قد انقرض فعلا، فلم تعد المادة اللاصقة الوسيلة الوحيدة لاصطياده من قبل المولعين به، فاقتناصه اليوم يتم بالشبكة التي تأتي على المئات إن لم تكن الآلاف في عملية واحدة،وحسب كمال العاشق للعصافير منذ طفولته وخاصة طائر «الحسون»، فإن هذا العصفور تعرض للانقراض جراء الصيد العشوائي داعيا إلى حماية الطيور، وذلك من خلال اعتماد قانون صارم لوضع حد نهائي لاصطياده.