مزبلة البركة الزرقاء مصدر يسترزق منه العديد من العائلات المركز التقني لدفن النفايات الحضرية، هكذا يسمى المكان المعد خصيصا لرمي القمامات التي تأتي بها يوميا 100 شاحنة من 07 بلديات تابعة لولاية عنابة، بالإضافة إلى شاحنات الخواص هذا المكان الذي قمنا بزيارته بغرض الاستطلاع، يخيل لكل زائر جديد له بأن قدميه تطآن مكانا ليس كغيره من الأماكن.أكوام كبيرة من القمامات المتراكمة في كل مكان، وغبار وأتربة كثيرة يلوحان في الأفق لكثرة ذهاب وإياب تلك الشاحنات، وحركة دؤوبة على غير العادة في أوساط هؤلاء الأطفال والشباب والكهول الذين وجدناهم يعملون بكل نشاط وجدية لجمع ما تيسر لهم من مواد قابلة للبيع كالحديد والنحاس والبلاستيك على وجه الخصوص. أهل عنابة يستهلكون حليبا ملوثا 26 عائلة تقطن بناءات فوضوية، ويعمل أفراداها بداخل المركز الولائي لرمي النفايات هذا المكان الخاص بالدفن التقني للنفايات الحضرية تسكنه 26 عائلة في بناءات فوضوية، حيث يعمل كل رب أسرة وأبنائه الصغار بداخل تلك القمامة، يرتدون ملابس رثة وشديدة الاتساخ لطبيعة العمل الذي يقومون به، حيث يعملون على جمع المواد القابلة للبيع كما أوضحنا سابقا، فمادة البلاستيك مثلا يباع الكلغ منها ب 20 دينارا إذ تجد الكثيرين من مشتري هذه المادة ينتظرون بشاحناتهم بالداخل، غير أننا وبمجرد أن بدأنا بالتصوير حتى عبروا عن رفضهم لذلك مبدين إنزعاجا من ذلك، وبالكاد سمحوا لنا بعد أن شرحنا لأحدهم بأننا لن نظهرهم في الصور، هذا الأخير راح يحدثنا عن معاناته ومعاناة زملائه، ليؤكد لنا بأن لقمة العيش وعدم حصولهم على عمل لائق يصونون به كرامتهم اضطراهما إلى القيام بهذا العمل، ثم أشار لنا إلى أحد زملائه وكان ذا إعاقة وقال لنا عنه بأنه يعيل عائلته المتكونة من 04 أفراد من عمله هذا، كما يوجد آخرون اضطرتهم ظروفهم الصعبة للغاية لأن يوقفوا أبناءهم عن الدراسة بغرض مساعدتهم ليسدوا رمقهم فحسب. من المزابل لم يعد حكرا على الفقراء عائلات تفضل السكن الفوضوية على الالتحاق بالسكن الاجتماعي المؤسسة تتكفل بمراقبة النفايات وأية محاولة لخرق القانون تتصدى لها أصحاب الأبقار يتحدون السلطات كما أن هاته السلطات حينما تحركت لحجز بعض الأبقار وجدت صعوبة كبيرة في تحقيق هذا الأمر من أصحاب الأبقار من جهة الذين يقومون برمي عمال النظافة وأعوان الأمن بالحجارة وتواطؤ بعض المسؤولين بداخل البلدية من جهة أخرى مع هؤلاء حيث بمجرد خروج السلطات للقيام بالحجز حتى تجد الأمكنة المقصودة بالعملية خالية من الأبقار، حيث يتم إخراجها من المكان بمجرد علم أصحابها بالأمر ليبقى المواطن ضحية لطمع وجشع هؤلاء الذين يغامرون ويتاجرون بصحته.وبدلا من أن يكون المركز للدفن التقني للنفايات الحضرية فحسب صار أيضا مجمعا لإنتاج حليب الأبقار.